ترى هل يستطيع الإنسان أن يعيش بوجه غير حقيقي مدى الحياة ؟ ..يمكن أن نشاهد ذلك القناع فى الحفلات التنكرية أو الكرنفالات الذي يلبسه الشخص بعض الوقت ثم يعود إلى حقيقته فلا يستطيع أحد أن يستمر بالقناع ولكننا نجد من لديهم القدرة على الحياة وراء الأقنعة المستعارة والوجوه الملونة التى يتلونون بها كالحرباء ..تلك النوعية من البشر نجدها ونتعامل معها في الحياة فلم نعد نستطيع أن نميز بين الصادق والكذاب ولم نعد نعرف بمن نثق وهل يمكن أن نضع ثقتنا في أشخاص ؟ .. هناك اسئلة كثيرة تراود عقولنا وللأسف لا نجد لها اجابة .تلك الوجوه الزائفة تخفي عقول وقلوب مشوهة تدعي الطهر والفضيلة وتلبس قناع التقوي ولكنها للأسف خادعة ماكرة تختفي وراء أقنعة رائعة وهي لا تمت للحقيقة بصلة .هؤلاء الأشخاص لايهمهم الا الشكل الخارجي لهم فقط وارضاء الآخرين عنهم وكسب ودهم والوصول إلى ما يطمحون بأي طريقة كانت ولا يفكرون فى ذواتهم الحقيقية .ويلجأ أصحاب الوجوه الزائفة لتعويض نقص لديهم فى علاقتهم مع المحيطين بهم والتقرب لهم ولكن ما يقلقنا هنا ظهور الصراع الذاتي بين ما يريد هؤلاء الأشخاص وما يريده الآخرون منهم وينشأ ذلك الصراع مما يجعل الشخص يشعر بمزيد من الغربة والوحدة وكأنه يعيش فى كذبة طويلة الأمد لا تنتهي ابدا وهنا يفقد الإنسان احترامه لذاته وقيمته كإنسان حر فى الحياة .. المهم هنا هو الصورة الخارجية بإرضاء الآخرين عنه حتي ولو علي حساب نفسه وصحته ..التوازن مهم ومطلوب وخصوصا أننا نعيش وسط مجتمع به تركيبات نفسية مختلفة .. واحترام الآخر واجب انساني ، ولكن هذا لا يعني أن نتخلي عن ذواتنا ونرتدي الأقنعة من أجل ارضاء الآخر فقط لأننا لا نصل اليه ابدا بالطرق السوية .. وهذا السلوك يسقط صاحبه إلى فخ بأن يصبح مجرد كرة فى أيدي الآخرين لمن يجدها .احترام الآخرين لا يعني مجاملتهم علي حساب ما نريد فلابد من احترام ذواتنا بما يتوافق مع قوانين الحياة ومن ثم احترامهم برضا وقناعة وليس اجبار النفس بما لا ترضي ولا تحب .الوجوه الزائفة تصاب بحالة من الهذيان وعدم التلقائية والوضوح وتخلق حاجز كبير بين القناع الحقيقي ونظيره الزائف فمن المؤلم أن تضطر لتغيير بعض مبادئك لتساير الحياة أو تتظاهر بما ليس فى داخلك كي تحافظ على بقاء صورتك أو أن تضع أجمل ما لديك تحت قدميك كي ترتفع عاليا إلي القمة .أليس الوجه الحقيقي الذى يجب أن يعيش به الإنسان أجمل بكثير من الأقنعة الخادعة التي يرتديها .. علي الانسان أن يعيش صادقا مع نفسه قبل أن يكون صادقا مع الآخرين .. وأيضا لكي يعيش فى راحة بال وهدوء واستقرار نفسي وحتي لا يصاب بالصراع الداخلي والازدواجية مما يجعله فريسة للأمراض النفسية .
مشاركة :