هناك سؤال يطرح نفسه بقوة ما السبب الذى نعيش من أجله فى الحياة ؟ ..بعض الناس تجيب من أجل الأبناء وتربيتهم أو إثبات الذات في مجال العمل والنجاح فيه أو من أجل الأصدقاء ومساندتهم وقت الشدة فكل هذه الإجابات يمكن ايجازها أن هناك شخصا أو شيئا ما بحاجة إلى وجودنا في الحياة وهنا يكمن معني الحياة .ونبحث عن معني الحياة فى آمالنا وطموحاتنا وآلامنا لعلنا نجد سببا يستحق منا المضي قدما نحو الامام ليشعر الانسان بقيمته وإنسانيته ويقبل عليها ، يتفاعل ويحقق التميز وبافتقاد ذلك المعني يصبح الانسان مضطربا ومليئا بالعديد من الاضطرابات النفسية والمشكلات .فالكثير منا يظل يبحث عن المعني الحقيقي للحياة لأن أهدافه لا تنتهي فكلما وصل لهدف تطلع لهدف آخر أكبر وأعلي فالحياة لا تتوقف علي إنسان ولا ظروف فهي متغيرة ومتجددة وهو الوحيد الذى يخلق لحياته معني وهدف ودور يلعبه اما بالخير أو الشر بالسعادة أو الشقاء ولا يوجد انسان ناجح دوما أو فاشلا باستمرار لأن الحياة "دول بين الناس" .وفي مجتمعاتنا يسعي الناس وراء العديد من الأهداف متخيلين أنهم سيشعرون بالرضي عند تحقيق الأهداف كالنجاح الوظيفي والمادى وتكوين علاقات اجتماعية ناجحة ولكن نجد البعض منهم حينما يصلوا لأهدافهم التي خططوا لها هناك دائما صوت خفي داخلهم وفراغ لم يستطيعوا ملؤه وهو الرضى الكامل عن حياتهم ومع احترامي الكامل لكافة المناصب والوظائف انه لا معني لمنصب اذا لم تشعر بلذته وتؤتي ثماره ، فقيمة الشخص ليس في منصبه أو مكانته الوظيفية بل تكمن قيمته فى رضا الشخص عن ذلك العمل الذى ينبغي أن يرضى ربه أولا ثم نفسه ثانيا وحينما يصل الإنسان لذلك فقد وصل إلى قمة الرضا النفسي .وقد نتعلم في المدرسة أو الجامعة الدروس أولا ثم الامتحانات ، ولكن يختلف الوضع فى الحياة نواجه الامتحانات وبعدها نتعلم الدروس فلايهم في الحياة أين أنت الآن ولكن المهم أي طريق ستتجه في هذه اللحظة.وأخيرا لقد خلق الله سبحنه وتعالي كل شئ من أجل الإنسان وسخر كل شئ لخدمته فى هذا الكون وعليه أن يحيا في طاعة الخالق لا المخلوق وأن يسعي من اجل الخير ونشر السلام والحب فى الأرض لا من أجل الشر أو الفساد فالحياة قامت من أجلك أنت وعليك أن تحافظ علي معني هذه الحياة وجمالها.