ما مستقبل الكتاب الورقي في ظل منافسة الإلكتروني؟

  • 11/23/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منافسة الكتاب الإلكتروني للكتب الورقية جعل الناشرين يشعرون بخطر شديد على الكتاب الورقي خشية أن يهبط من عرشه الذي تربع عليه طوال عقود طويلة؛ فوجدنا هؤلاء الناشرين قاموا بتجويد الكتاب الورقي سواء من خلال الورق الذي يريح العينين مهما كان ضعفهما، والأمر الثاني، اختراق الكتاب الورقي لعالم الحدود والحواجز التي لم يكن قادراً فيما مضى على اختراقها حتى يسد الدافع وراء بحث الناس عن الكتاب الإلكتروني، ولكن وبعد هذه المحاولات، هل يظل الكتاب الورقي متربعاً، أم إن الكتاب الإلكتروني سينزله من فوق هذا العرش، وهذا ما دفع الناشرين للبحث عن النشر الإلكتروني، كل هذه التساؤلات وغيرها نحاول أن نجيب عنه في هذا التحقيق، عارضين لمستقبل الكتاب الورقي والإلكتروني معاً. أهمية الورقي والإلكتروني في البداية، يقول، عزت مصطفى، إنني أفضل الكتاب الورقي بطبيعة الحال، فأنا أشعر بروح ربما افتقدها عند تصفح الكتاب نفسه على الكمبيوتر، ولا يمكن للكتاب الإلكتروني أن يحل محل الكتاب الورقي مهما تطورت التكنولوجيا. وأضاف، ربما يحتاج الباحث أو القارئ كتاباً ويفتقد نسخته الورقية فيضطر للبحث عنها عبر التسوق الإلكتروني ليس حباً في قراءة الكتاب بهذا الشكل ولكن لأنه يفتقد النسخة الورقية، وهناك من يقوم بطباعته بعد شرائه حتى يتمكن من تصفحه على الورق. ولفت، إلى أن التكنولوجيا أتاحت بشكل كبير الانتشار للكتاب الإلكتروني ولكن هذا ليس معناه انتهاء عصر الكتاب الورقي، ولك أن تتخيل أنك تقرأ رواية أو قصة عبر الكمبيوتر، هل ستشعر بها كما تقرأها وهي بين دفتي كتاب. وأكد، أن الكتاب الورقي مثل الإنسان لحم ودم وروح أيضاً، ولا يمكن ألا يشعر الإنسان بما يقرأه وإذا حدث فلا طعم ولا إحساس للمادة المقروءة؛ وهنا سيظل الكتاب الورقي متربعاً على عرش الكتاب بشكل عام ومتفوقاً على الكتاب الإلكتروني. يقول، سلامة عبد السميع، شاعر، لا أشعر بما أقرأ إلا إذا كنت ما أقرأه من كتاب، وكثير من مثقفينا مازالوا يجهلون التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، وتبدو أهمية الكتاب الإلكتروني في أضيق الحدود ليس أكثر أو أقل، فإذا تعذر مثلاً الحصول على الكتاب الورقي، ففي هذه الحالة يكون الإنسان مضطراً. ويضيف، توقع البعض أن مبيعات الكتب الإلكتروني سترتفع إلى الثلث أو النصف في المستقبل مقارنة بالورقي أمر يبدو تطبيقه صعباً من الناحية العملية، لأن الكتاب الورقي ينشر على قطاع كبير، فضلًا أن فكرة التوزيع تعادل الانتشار فيصل إلى قطاعات كبيرة من الناس في كل أنحاء العالم. وذكر، أن انتشار الكتاب الإلكتروني مرتبط فقط بنوعية محددة من الكتب وهي الأكاديمية التي يزيد إقبال الطلاب عليها الذين يعدون أبحاثاً على استخدامها لسهولة البحث والاسترجاع مقارنة بالكتب الورقية. وربما وحسب تأكيد الشاعر المصري، فإن الانتشار الإلكتروني والتقدم الهائل في الحاسوب وراء فكرة انتشار الكتب الإلكترونية، خاصة أنه يمكن أن تحول مادة الكتاب الورقية إلى نسخة مسموعة فيسهل عليك الاستفادة والاطلاع على غير الكتاب الورقي. وأنهى كلامه، بأن هناك طرحاً استغله الناشرون حتى يحققوا أعلى نسبة مبيعات، ينشر الكتاب ورقياً وبجوار النشر الورقي ينشر الكتاب إلكترونياً، فمن لا يتمكن من الاطلاع عليه في نسخته الورقية يمكن أن يطلع عليه في نسخته الإلكترونية. يقول، محمود المصري، أظن أن المستقبل للكتاب الإلكتروني، فأي نسخة لكتاب إلكتروني تخترق الحدود مباشرة وبالتالي يقرأها أضعاف من يقرؤون النسخة الورقية، لسبب بسيط أن الناشر الإلكتروني أسهل ومتاح، فأنت يمكنك البحث عن المعلومة والوصول إليها في التو والحال، وهذا ما لم يتوافر للكتاب الورقي. ويستطرد، العبرة ليست في الحصول على المعلومة وإنما الحصول عليها في الوقت المناسب، فيمكنك بقليل من البحث وفي التو والحال الحصول على ما أردت من كتاب وأنت جالس في مكانك دون أدنى مشكلة ودون تضييع للوقت، فهو يدعم من فكرة الثقافة ويخلق مساحة كبيرة للمعرفة المشتركة. أتوقع، مع الوقت لا يصبح مكان للكتاب الورقي ويتعود القارئ على الكتاب الإلكتروني، فكما أن بعض الناس يشعرون أن الكتاب الورقي له روح سيشعر غيرهم من الأجيال الأخرى بعكس ما يرونه، لأنهم سيتربون على مفهوم جديد في النشر اخترق العالم بأكمله وسيستمر. ومن مميزات الكتاب الإلكتروني، كما يقول المصري، أنه يمكن إتاحة قراءته بصور شتى لتناسب مختلف أنواع القراءة كفاقدي البصر وكبار السن، كما أن متصفح الكتاب الإلكتروني يمكن له أن يبحث في كل أجزاء النص بكلمة أو معلومة وتظهر نتيجة البحث في التو والحال، كما أن الكتاب الإلكتروني يمكن دعمه بوسائل ووسائط أخرى كثيرة منها الصوت والصورة الساكنة والمتحركة أيضاً، هذا فضلًا عن خفض الزمن المستغرق في النشر وكذلك التكلفة، حيث لا تتم الطباعة على الورق. يقول عبدالحميد عوض، مذيع، للكتاب الإلكتروني عيوب كثيرة منها ارتفاع أسعارها، وهو ما يدفع الناس للزهد في القراءة عموماً، فضلاً عن مشكلات الحفظ والصيانة وهو ما يهدد الكتاب بالزوال في لحظة واحدة من على الجهاز. ويضيف، تبدو السرقة أكثر في الكتاب الإلكتروني فهناك متخصصون في السطو على حقوق المؤلف والناشر معاً ونسخ مادته كثيراص، فضلاً عن أن النسخ الإلكترونية يقل فيها العناوين عن الكتاب الورقي. الإلكتروني وسيلة لانتشار المطبوع ويقول، هشام أبو المكارم، صاحب أوراق للنشر والتوزيع، مع تزايد المستخدمين في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تتجدد المخاوف من تأثير ذلك سلباً على مستقبل الكتاب المطبوع خاصة مع انتشار فكرة الكتاب الإلكتروني. ويضيف، أرى أن السنوات الماضية أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن تلك المخاوف ليس لها أساس من الواقع، بل على العكس ربما يكون هذا الفضاء الواسع عاملًا إيجابياً يضيف إلى أهمية وانتشار الكتاب المطبوع ويسهم في وصوله إلى قطاعات لم يكن الناشرون يحلمون بها في الأساس. ومن أهم النتائج التي خلقتها مواقع الإنترنت وفي المقدمة منها مواقع التواصل الاجتماعي أنها أسهمت في خلق جيل جديد من الكتاب يضم مواهب حقيقية لم تكن تجد طريقها للنشر من قبل ووجدت طوق النجاة لإبداعاتها عبر المدونات والمنتديات ومواقع التواصل مثل (فيسبوك وتويتر).. ليس هذا فحسب لكننا وجدنا أيضاً جيلاً جديداً من القراء، حيث أصبح الشاب حريصاً على اقتناء الكتاب ومتابعة ما يكتبه أبناء جيله سواء عبر الكتب المطبوعة أو النشر الإلكتروني.. وتابع: ومن واقع تجربتي كناشر أعتقد أن «أوراق» استفادت كثيراً من الإنترنت، حيث تواصل معي شباب كثيرون ومبدعون في أقاليم مصر المختلفة ومن دول عربية أيضاً.. إلى جانب أن مواقع التواصل التي يستخدمها ملايين المشتركين وفرت لنا وسيلة مجانية للدعاية لم تكن متاحة من قبل.. ويكفي أننا نكتب على صفحتنا على فيسبوك خبراً عن صدور كتاب جديد فيقرأه في اللحظة نفسها خمسة آلاف شخص على أقل تقدير.. ونحصل من عدد منهم على تعليقاتهم وانطباعاتهم عن الجزء الفني المتعلق بأغلفة الكتب التي نصدرها.. ولفت، إلى أن ما صدر أخيراً من مواقع إلكترونية متخصصة في تسويق نسخ إلكترونية سيسهم في تعويض دور النشر عن أي خسائر تحققها النسخة المطبوعة من الكتاب ويضمن وصول كتبها إلى أي قارئ في أي منطقة من العالم.. أما الخطورة الحقيقية في هذا المجال فهو عمليات القرصنة التي تقوم بها بعض المواقع على كتب المشاهير، حيث يحولونها إلى نسخ إلكترونية ويتيحون تحميلها مجاناً لرواد مواقعهم وهو ما يتعارض مع قانون حقوق الملكية الفكرية ويكبد الناشر الحقيقي لهذه الكتب خسائر فادحة. وينهي كلامه، بأن حل هذه المشكلة يكمن في نشر الوعي بحقوق الملكية الفكرية عبر وسائل الإعلام وتفعيل مواد القانون التي تجرم السطو على إبداعات الغير.

مشاركة :