«مؤتمر الموارد» .. منصة معرفية وفكرية لتنمية رأس المال البشري

  • 4/17/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمد ياسين برعاية كريمة من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، انطلقت، أمس، فعاليات الدورة الثامنة من «مؤتمر الموارد البشرية الدولي»، الذي تعقده الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، على مدار يومين، في دبي، تحت شعار: «مستقبل الموارد البشرية يبدأ اليوم»، بالتعاون مع «إندكس» للمؤتمرات والمعارض، وبمشاركة 20 متحدثاً وخبيراً دولياً، وبحضور 500 خبير ومختص ومهتم.أكد الدكتور عبد الرحمن العور، المدير العام للهيئة، أن المؤتمر يمثل منصة معرفية وفكرية، وفرصة حقيقية لبناء شراكاتٍ استراتيجية بين القطاعات الحكومية والخاصة، وأفضل بيوت الخبرة في تنمية رأس المال البشري، من الإمارات والمنطقة والعالم.وشدد، خلال كلمة الافتتاحية، على أن إدارة رأس المال البشري وتنميته وتمكينه، واستشراف مستقبله، أحد المحاور الرئيسية لاهتمام قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخوهما صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.وأوضح أن دولة الإمارات سبّاقة في الرهان على العنصر البشري، والإضاءة على قضايا تنميته وتطويره؛ كونه أولوية للاستثمار فيه، لدوره في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، والوصول بالدولة إلى مستويات متقدمة عالمياً.وقال: إن المؤتمر حقق نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية، بمناقشة آخر المستجدات العالمية في الموارد البشرية، وطرح قضايا مهمة تؤثر بشكل كبير في عمل المؤسسات والأفراد، وتخلق بيئات عمل أكثر إنتاجية؛ حيث يضيء على أفضل أنظمة الموارد البشرية المطبقة عالمياً، وسبل مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع وتأثيرها الإيجابي في الإنتاجية، وأهمية الابتكار واستشراف المستقبل فيما يتعلق بالوظائف والمهارات المتقدمة، وتحسين بيئة العمل وتحقيق الرفاه الوظيفي، ودور الشباب في صياغة مستقبل رأس المال البشري.وأضاف د. العور، أن الدورة الحالية للمؤتمر، تتمحور حول مستقبل الموارد البشرية، وتعالج قضايا بالغة الأهمية للحكومات والمؤسسات واقتصادات الدول بشكل عام، وتركز على أثر التكنولوجيا في تغيير دور الموارد البشرية، وأفضل الممارسات العالمية في مجال الموارد البشرية، والمهارات المطلوبة لسوق العمل على المديين المتوسط والبعيد، ومعايير بيئة العمل الجاذبة والحاضنة لأصحاب المواهب المستقبلية وتطبيقات الموارد البشرية الذكية.وقال: إن الوظائف التقليدية التي تؤدي مهام متكررة، ستختفي في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة وعمليات الأتمتة، بينما الوظائف الخلّاقة وغير المتكررة والمعنية بالقيادة والإبداع والإسهام الفكري ستزدهر؛ لذا يترتب على المؤسسات أن تفكر ملياً في دورها الفعلي إزاء الموارد البشرية، وتطوير مهاراتها السلوكية والمهنية لمواكبة التطورات والتحولات العالمية المتسارعة، وفي المقابل على الموارد البشرية أن تطور ذاتها، حتى تتمكن من مواجهة ثورة التجديد، ومواكبة مستقبل العمل، والتحولات المتسارعة. الكفاءة والمهارات وأشاد ضيف شرف المؤتمر محمد بنعبد القادر، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في المملكة المغربية، بأهمية مواضيعه، لا سيما «نوع الكفاءات والمهارات المطلوبة في سوق العمل بحلول عام 2020، وأثر التكنولوجيا في تغيير دور الموارد البشرية، وأفضل الممارسات العالمية في الموارد البشرية»؛ لأن هذه المجالات تشكل جزءاً من التحديات التي تواجهها أغلب دول العالم، ما يحتم علينا جميعاً البحث عن أفضل الممارسات في تنمية رأس المال البشري، والآفاق المستقبلية؛ لتطوير مهنة إدارة الموارد البشرية.وأكد أن التراجع الذي تشهده الإدارة في مواجهة المطالب المتزايدة في الخدمة الحكومية، جعل من الضروري البحث عن نموذج جديد، وفق مقاربات قائمة على إحداث تحول جذري يرتكز على تحديد الأهداف والبحث عن النجاعة وتحقيق النتائج، وبالتالي تحقيق التنمية.وأوضح بنعبد القادر، أن الارتقاء بالعمل الحكومي يقتضي تأهيل الموارد البشرية، وفق منظور مندمج ومقاربة مثلى قائمة على إعادة النظر بشكل عام في الأشكال الكلاسيكية لتنظيم الإدارة، وفي نماذج الوظيفة العمومية المعتمدة، لافتاً إلى أن النموذج الحديث، يهدف إلى إضفاء المهنية على عمل الإدارة ومنح الموارد البشرية هامشاً كبيراً للابتكار والتصرف، مقابل مساءلتها على أدائها الإداري، ما من شأنه أن يسمح بتنمية الكفاءات وتطوير المؤهلات والارتقاء بالخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية. منصة مثالية قال الدكتور عبد السلام المدني، رئيس «اندكس» القابضة، إن المؤتمر منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف في الموارد البشرية وإدارة رأس المال البشري وتطويره، مضيفاً أن من استراتيجيات إدارة الموارد البشرية الاستثمار في الأصول الفكرية والمعرفية التي تعد مصدر الإبداع والابتكار والمحرك الأساسي لكفاءة المؤسسات والشركات ونوعية الأداء فيها. وقال: إن العنصر البشري هو عصب التطور، الذي يجسد القيم الإنتاجية والاقتصادية والإبداعية التي تسعى كل المؤسسات لتحقيقها. وقد أولت قيادتنا الرشيدة اهتماماً بالغاً بالعنصر البشري؛ حيث وضعت الأطر والمعايير التي تضمن الارتقاء المستمر بالموارد البشرية. جلسات المؤتمر وحفل جدول أعمال اليوم الأول، بموضوعات وجلسات متخصصة قدمها متحدثون وخبراء من دول عدة؛ حيث استعرضوا أفضل الممارسات في تنمية رأس المال البشري، كما استعرضوا رؤاهم المستقبلية لتطوير مهنة الموارد البشرية والارتقاء برسالتها، وقد ركزت هذه المواضيع التي طرحت في مجملها على الابتكارات العالمية، وغيرها من عوامل تنمية المهارات القيادية وعناصر تهيئة أماكن العمل، والمزايا التي لا حصر لها للتحول الرقمي في الموارد البشرية، والفوائد التي تجنيها المؤسسات ويجنيها المديرون من إتاحة المشاركة للموظفين. تحفيز الموظفين وقال بيري تيمز، مؤسس شركة الموارد البشرية التحويلية المحدودة في المملكة المتحدة، والمسؤول الرئيسي عن تحفيز الموظفين وبث الطاقة الإيجابية: «يشكل المؤتمر علامة فارقة في عالم الموارد البشرية في القطاع العام في المنطقة والعالم، ويمثل فرصة للتعلم والتواصل والتفكير فيما هو مطلوب في القرن الحادي والعشرين، ضمن الخدمة الحكومية التي طالما كانت ملأى بالتحديات».وأوضح أننا نعيش في وقت يشهد تغيراً متسارعاً، ما يستلزم استخدام نماذج وأساليب منهجية؛ لإثراء معلومات الموارد البشرية والتنمية المؤسسية؛ للوصول إلى نهج أكثر تقدماً في توجيه الموارد البشرية. مؤكداً ضرورة وجود رؤية محددة ودقيقة لنماذج الأعمال المستقبلية، وأهمية فهم حاجة إدارة الموارد البشرية في المؤسسة، إلى تعديل الطريقة التي توفر بها الدعم والتمكين لهذه الأعمال عندما تتبنى طرق عمل أكثر تحولاً.وأشار إلى وجود ثلاث طرق للتحول، تتمثل بالبدء بأنفسنا في فهم معنى التحول والتأقلم مع العالم الذي نعيش فيه، وكيفية المشاركة والتعاون فيه، فضلاً عن معرفة طريقة تحقيقه، ووجوب التركيز على التنسيق بين الموظفين؛ لبلوغ الأهداف المحددة.وأكد أن المرونة والابتكارية والإنصاف والرقمية، هي طرق للانتقال للنموذج الجديد للعمل في العالم، وأن الموارد البشرية تحتاج إلى فهم أفضل لطرق اعتماد الأعمال على أساليب أكثر مرونة؛ للاستجابة للتحول في المؤسسات. أصحاب المواهب وقدم الدكتور ويلسون وونج، رئيس قسم الاستشراف والمستقبل لدى المعهد البريطاني العالي للموارد البشرية CIPD ورقة بعنوان «استشراف المستقبل في تطوير استراتيجية رأس المال البشري» أكد خلالها ضرورة مواكبة الذكاء الاصطناعي، والتطلع إلى الأسس والمعايير التي وضعها القادة في الماضي.واستعرض دراسة أجرتها الحكومة السنغافورية عن عوامل جذب المواهب والكفاءات، ومنها التركيز على التعليم؛ لإحداث ازدهار وتغيير في الحاضر، موضحاً أن وظيفة القادة توفير البدائل لفهم المخاطر والفرص التي تمكنهم من تخطي الأزمات.وذكر أن هناك أدوات لفهم التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة، ولا بد من توظيفها بالشكل الصحيح؛ لتغيير مسار العمل، وتطوير معايير تقييم الأفراد في المؤسسات. المقابلات الوظيفية وأوضح البروفيسور أدريان فورنهم، أستاذ علم النفس في جامعة لندن، أن الأساليب التي تتبعها المؤسسات لاختيار الأشخاص المناسبين لشغل الوظائف الشاغرة، لا بد أن تركز على إيجابياتهم وسلبياتهم، فعلى سبيل المثال عندما يتحدث المرشح عن نفسه في المقابلة، فإنه يحقق إيجابيات عدة، منها القدرة على الإقناع والتأثير في الطرف الآخر، وفي الوقت نفسه، قد لا تخلو هذه المقابلة من مبالغته؛ لذلك لا يمكن اعتماد ما يقوله الأشخاص عن أنفسهم، أساساً لتحديد ملاءمتهم للوظيفة. فنون القيادة وتخلل المؤتمر جلسات عدة، إحداها للمؤلف والخبير العالمي في تطوير القيادة وثقافة العمل أندرو بريانت، عن الإدارة الداخلية وفنون القيادة ودور القادة في تحفيز الابتكار والقدرة على تقبل التغيير، مشيراً إلى أن تطوير الجيل القادم من القادة يشكل تحدياً استراتيجياً للحكومات، والقيادة الفاعلة تحدث عندما يكون القائد والمتلقي مشتركين في أهداف واضحة ذات صلة وتوجِّهُهم قيم مشتركة. السعادة الوظيفية وتحدث طارق قريشي، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة«ماد توكس»، عن الابتكار في مكان العمل في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، وعن توقعاته المستقبلية لطبيعة ومكان العمل عام 2030، ومرونة المؤسسات وأشكال السعادة الوظيفية ودورها في تعزيز الإنتاجية. تنمية المهارات أما دينيس أودونيل، الرئيس التنفيذي لشركة «أوكوود إنترناشونال»، فتحدث عن«دور الموارد البشرية في تطوير وتنمية المهارات القيادية»، وما الذي تمثله القيادة بمعناها الحقيقي، وأهميتها بالنسبة للمؤسسات، لا سيما في الموارد البشرية. بينة العمل واستعرض الدكتور مايكل بورشيل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «جريت بلايس تو وورك» في منطقة الخليج العربي، سبل تهيئة بيئة عمل أفضل، وتجارب مميزة في هذا المجال، وأثر ذلك في الإنتاجية، والمقومات الأساسية لمكان العمل المثالي، وجدوى تطوير مكان العمل على الموظف والمؤسسة. حضور لافت شهد المؤتمر حضوراً لافتاً لرؤساء أجهزة الخدمة المدنية والموارد البشرية ومسؤوليها في دول مجلس التعاون والمنطقة، ومسؤولي الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.وأقيم على هامش المؤتمر معرض ضم عدداً من الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية الرائدة في الموارد البشرية، والخدمات والحلول المتخصصة.

مشاركة :