لوكسمبورغ - بدا الأوروبيون منقسمين الاثنين، حول إمكانية فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها الصاروخي الباليستي، وذلك لتلبية مطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتجنّب أي انهيار للاتفاق النووي الذي توصلوا إليه مع طهران. واستبعدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لدى وصولها إلى لوكسمبورغ للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، التوصل إلى قرارات حول هذا الموضوع في الوقت الراهن. ويعتقد قادة الدول الأوروبية الرافضة لمزيد فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها الصاروخي الباليستي، خاصة إيطاليا، أن العقوبات لن تفلح في إقناع الرئيس الأميركي بالعدول عن الانسحاب من الاتفاق النووي، فيما تدفع كل من فرنسا وألمانيا باتجاه تلبية المطالب الأميركية ولو جزئيا أملا في إنقاذ الاتفاق. واقترحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وفق وثيقة مسرّبة، عقوبات جديدة من التكتل على إيران بسبب صواريخها الباليستية ودورها في الحرب في سوريا في مسعى إلى إقناع واشنطن بألاّ تنسحب من الاتفاق النووي. وعبّر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس عن استيائه حيال طهران قائلا “نحن قلقون إزاء الدور الذي تضطلع به إيران في المنطقة وبسبب برنامجها للصواريخ الباليستية”، حيث تدعم طهران عسكريا الميليشيات الحوثية في اليمن والنظام السوري. وأقرّ وزير خارجية لوكسمبورغ يان اسلبورن أن السياسة الخارجية لإيران وبرنامجها الباليستي لا ينسجمان مع روح الاتفاق النووي، قائلا “إذا كنّا قادرين على القيام بخطوات تساهم في تهدئة الأميركيين أعتقد أن هذا النقاش حول عقوبات جديدة سيحصل، ولكن ينبغي عدم ارتكاب خطأ رئيسي يتمثّل في خسارة إيران”. وأضاف اسلبورن “ليس المطلوب كسر العلاقة الخاصة جدا بين إيران والاتحاد الأوروبي. أعتقد أنّ أوروبا ستبذل كل ما تستطيعه لعدم سقوط الاتفاق حول النووي”. وتابع “إذا تولّى الأميركيون هذه المسؤولية فسيكون ذلك خطأ فادحا، هناك أناس أكفاء في الولايات المتحدة يعرفون كيف يشرحون للرئيس ترامب تداعيات قرار كهذا”. وكان ترامب قد أمهل الحلفاء الأوروبيين حتى 12 مايو القادم لإصلاح الاتفاق النووي الموقّع مع طهران في 2015، يتم بموجبه رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. ويرى الرئيس الأميركي ثلاثة عيوب هي فشل الاتفاق في التعامل مع برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية تتعلق بالبرنامج النووي وبند الفترة الزمنية الذي تنقضي بموجبه القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات. ووجّه إنذارا للقوى الأوروبية، يناير الماضي، قائلا إنه يتعيّن عليهم الموافقة على “إصلاح العيوب المزعجة بالاتفاق النووي الإيراني” وإلاّ فإنه سيرفض مدّ تعليق العقوبات الأميركية على إيران، مؤكدا “هذه فرصة أخيرة”.
مشاركة :