خبراء للغد: الفلسطينيون فرضوا «حرب استنزاف» على دولة الاحتلال

  • 4/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تحولت «الطائرات الورقية المشتعلة» إلى هاجس أمني، يقلق سلطات دولة الاحتلال، بعد نجاح مهامها خلال الأيام الماضية، وهي «سلاح شعبي جديد»، عابر للحدود، من ابتكار الفلسطينيين ، يلحق بـ«لمرايا العاكسة» و«حرق الكاوتشوك»  ـ بحسب تعبير خبراء للغد .. وقال الخبير العسكري اللواء محمود عبد اللطيف، إن دولة الاحتلال تواجه «حرب استنزاف» فرضها الفلسطينيون، باستخدام ما يوصف بـ «الأسلحة الشعبية»، والتي فجرت هواجس أمنية لدى سلطات الاحتلال، من الخسائر «المعنوية» إلى جانب تكاليف حالة التعبئة والحشد لدى الجيش الإسرائيلي، خاصة في منطقة مجمع مستوطنات أشكول بالنقب.         وأضاف الخبير العسكري للغد: إن الخسائر المادية والمعنوية معا، كشفت عنها شكوى أعضاء المجلس الاقليمي لـمنطقة «أشكول» القريب من حدود غزة، للشرطة والجيش الإسرائيلي حول زيادة ظاهرة سقوط «الطائرات الورقية المشتعلة» وتسببت في حرق محاصيل زراعية، وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن تلك الطائرات جعلت قوات الدفاع المدني في منطقة غلاف غزة في «حالة تأهب مستمرة».           والسلاح الشعبي الفلسطيني الجديد «الطائرات الورقية»، محملة بالوقود وترسل بعد إطلاقها في الهواء صوب المناطق الحرجية، (الغابات والمزارع) ،لإشعال النيران فيها، وقد سجلت التجربة نجاحات خلال الأيام الماضية.     ويتفق الخبير العسكري، العميد علوي فهمي، مع تقديرات اللواء عبد الطيف، بفرض الفلسطينيين «حرب استنزاف» على الإسرائيليين.. وقال للغد: إن الحقائق التي لا تكشف عنها سلطات الاحتلال، لمراعاة الوضع الداخلي وهواجس المجتمع الإسرائيلي، انها تواجه «حرب استنزاف»، وهي بالفعل وبالمعايير العسكرية «حرب استنزاف»، في ظل استمرار حالة التأهب في صفوف جيش الاحتلال على طول الحدود مع غزة، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تقريبا.           وأضاف للغد: منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، لا تزال القوات الإضافية التي دفعت بها إسرائيل إلى مناطق الحدود، وتشمل قوات خاصة، وقناصة، ووحدات مدربة، على حالها، ورغم ذلك يشكك قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، الجنرال ايال زامير، في إمكانية القضاء على «التهديدات» القادمة من قطاع غزة، داعياً جيشه إلى اليقظة، خاصة بعد اكتشاف «نفق كبير» خلال الأيام الماضية، يمر من قطاع غزة إلى الجهة الأخرى من الحدود.     وحالة التعبئة والترقب، لدى سلطات الاحتلال، كشف عنها قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، خلال لقاء جمعه بقادة مجالس البلدات الإسرائيلية الواقعة في منطقة غلاف غزة.. قائلا:  إن «التحديات لا زالت كبيرة تحت الأرض وفوقها».         حرب الاستنزاف تطيح بقائد المنطقة العسكرية الجنوبية  وبات واضحا أن فشل «ايال زامير» في المواجهة مع الفلسطينيين، في ظل حرب الاستزاف، بحسب تعبير الخبير العسكري، كان سببا في إقالته، أمس الإثنين، وتعيين مسئول شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش والمعروفة باسم «أمان» هرتسي هليفي قائداً للمنطقة الجنوبية، وهو من سبق لـه  أن حذر عدة مرات خلال السنوات الأخيرة من تدهور الأوضاع على جبهة غزة.           وتابع الخبير العسكري، للغد، وهناك أيضا تكلفة وضع  الجيش الإسرائيلي لأسلاك شائكة خارج السياج الحدودي، في مسعى لمنع وصول المتظاهرين في الجمعة المقبلة إلى منطقة الحدود، وهي محاولة فشلت بعد أن تمكن الفلسطينيين من جر هذه الأسلاك بالحبال، بعد انتزاعها من المنطقة التي وضعت فيها، ما أفشل مخطط الجيش الإسرائيلي، بوقف وصول المتظاهرين إلى المنطقة الفاصلة، ونحن الآن أمام حقائق ثابتة، وهي أن «مسيرات العودة» السلمية أربكت حسابات إسرائيل الأمنية والسياسية وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة والصدارة.           ورغم عمليات التوغل البرية لقوات جيش الاحتلال، للمناطق في الحدود الشرقية، إلا أن  الفعاليات الشعبية في مناطق «مخيمات العودة الخمس»، تتواصل يوميا .. ورغم الهجمات الإسرائيلية التي نفذتها قوات الاحتلال، يوم أمس، واستهدفت مناطق حدودية عدة قريبة من مناطق «مخيمات العودة»، إلا أن المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، يستعدون لـ «يوم الزحف» لاجتياز السياج الفاصل، والمقرر منتصف الشهر المقبل، 15 مايو / آيار في ذكرى النكبة الكبرى.

مشاركة :