بدأت اليوم، فعاليات اجتماع الخبراء الدوليين في التعليم والتدريب التقني والمهني من أجل التنمية المستدامة والشاملة، الذي تنظمه على مدى 3 أيام كلية شمال الأطلنطي في قطر بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بالدوحة وعدد من الجهات الأخرى المعنية في قطر. ويهدف الاجتماع إلى تأسيس جدول أعمال للبحوث في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني لتعزيز ودعم برامج التنمية المستدامة والشاملة في دولة قطر والعالم أجمع واستكشاف طبيعة هذه التنمية وأولوياتها بالمقارنة مع الأساليب الاعتيادية لإدارة الأعمال من أجل معالجة التأثيرات السلبية والاقتصادية والبيئية والعولمة وعدم المساواة واستنزاف الموارد وتغير المناخ. كما يهدف الاجتماع من بين أمور أخرى إلى فهم وإدراك جدول أعمال التعليم حتى عام 2030 الخاص باليونسكو وتقييم الوضع الحالي لمجال التعليم والتدريب التقني والمهني فيما يتعلق بالأولويات التعليمية ذات الصلة بالتنمية المستدامة والشاملة ووضع رؤية ومنهج جديد يتوافق مع أهداف هذه التنمية وتوضيح وتفسير التوجهات العامة للمجتمع الدولي ومجال التعليم والتدريب التقني والمهني من خلال إجراء دراسة جدوى لفرص التنمية والأبحاث في دولة قطر وتحديد الجوانب الأساسية للبحوث في هذه المجالات لمساعدة الدولة في عملية الانتقال من اقتصاد يعتمد على المصادر إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة. وأكدت الدكتورة حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، على دور التعليم والتدريب التقني والمهني في إطلاق إمكانيات وطاقات الشباب لتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مسارات وظيفية ناجحة ومميزة لدى الشباب وأصحاب العمل وتطوير مهارات القوى العاملة لديهم. وأشادت الدكتورة السليطي، في الكلمة التي ألقتها بالجلسة الافتتاحية للاجتماع، باهتمام دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله " بالتعليم من أجل التنمية المستدامة باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لبناء قدرات وكفايات وقيم الأفراد والمجتمعات لمواجهة تحديات واحتياجات بناء المستقبل بحلول مبتكرة للانتقال من الاقتصاد القائم على الموارد للاقتصاد القائم على المعرفة، مشيرة في هذا الصدد إلى أن دولة قطر قد سعت إلى إدماج التنمية المستدامة وقيمها وممارساتها في مناهج التعليم العام والفني، تحقيقا لرؤيتها الوطنية 2030، والتي تتناغم وتتماشى بشكل جيد مع أهداف خطة التنمية المستدامة العالمية 2030 بصفة عامة، وغايات وأهداف الهدف الرابع منها بصفة خاصة، حيث تركز على التعليم الهادف والصحة والحماية الاجتماعية، وتنمية المهارات والقدرات اللازمة للأفراد، وإشراك المرأة في التنمية الشاملة بالدولة، والمساواة بينها وبين الذكور في التعليم وسوق العمل، فضلا عن التزام الدولة بالمساهمة في التعاون الدولي من أجل تنفيذ الأهداف التنموية العالمية. ونوهت بأن دولة قطر على قناعة كاملة أن البحث العلمي وتطبيقاته العملية هو الطريق الواضح والفاعل لبناء قاعدة علمية تقود البلاد إلى مجتمع المعرفة، موضحة أنه تم إنشاء العديد من مراكز البحوث التطبيقية متعددة التخصصات تعمل على تنفيذ المشروعات البحثية بالتعاون مع شركاء دوليين من بينهم منظمة اليونسكو، مثل مشروع البيرق الذي يركز على تطبيقات العلوم بما يتناسب ويخدم البيئة القطرية، كما بادرت الدولة بالربط والتنسيق بين المؤسسات والشركات الإنتاجية وبين مؤسسات التعليم التقني والمهني في الدولة لدعم هذا القطاع من التعليم. وتحدثت في الجلسة الافتتاحية السيدة سماح قمر النائب الأكاديمي في كلية شمال الأطلنطي، مشيدة بالنظام التعليمي في قطر وما حققه من قفزات واسعة من حيث توفير تعليم نوعي ومنهاج حديث يلبي تحديات العصر للمعلمين والطلاب على حد سواء. ونوهت بأن هناك طموحات وإمكانيات لا حدود لها مستمدة من رؤية دولة قطر واستراتيجياتها وعزيمة أهلها لتحقيق المستحيل وبناء أفضل الممارسات في مجال التدريب والتعليم المهني والتقني وتوفير فرص تعليمية تتناسب وتطلعات وامكانيات قطر وقيمها الإسلامية وإرثها وعاداتها. أما الدكتورة فريال خان من مكتب اليونسكو بالدوحة فأكدت أن المنظمة تدعم مثل هذه الاجتماعات والمبادرات وتعزيز شراكة القائمين عليها في إطار التنمية المستدامة بغرض الوصول العادل للتعليم التقني والمهني وتمكين الأشخاص من المهارات التي تؤهلهم لدخول سوق العمل. كما أكدت على أهمية التخطيط الاستراتيجي في مجال التدريب والتعليم التقني والمهني وضرورته لتطوير بيئة العمل ، مشيرة للدور الكبير التي تقوم به منظمة اليونسكو في هذا الخصوص ، لافتة إلى أهمية الاجتماع كونه يوفر منصة لأدلة هدفها إعادة صياغة أهداف التنمية المستدامة وأهداف دولة قطر ودورها العالمي في هذا السياق. من جانبه، استعرض السيد روبرت ماكلين رئيس كرسي اليونسكو للتعليم المهني والتقني بكلية شمال الأطلنطي أهداف المؤتمر والشراكة بين المنظمة ودولة قطر وتطويرها مستقبلا، مشيرا إلى أن رؤية قطر توضح مدى فاعلية توجهات الدولة التنموية وجهودها نحو تنويع الاقتصاد وتطوير القطاعات الأخرى ذات الصلة ودور التعليم التقني والمهني والأبحاث في تحقيق هذه الأهداف. ومن أبرز المحاور التي سيتطرق لها الاجتماع في يومه الأول، تقديم العروض التوضيحية من قبل المتحدثين بشأن الأفكار والقضايا الأساسية المتعلقة بمجال التعليم والتدريب التقني والمهني من أجل تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، بجانب جلسات نقاشية عامة حول ترسيخ هذه المفاهيم والقضايا الخاصة بدراسة مجال التعليم والتدريب التقني والمهني بغية تحقيق مثل هذه التنمية في قطر ودور البحوث في مجال التعليم والتدريب القني والمهني. وفي تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، قالت الدكتورة حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم إن الاجتماع يتم تنظيمه بدعم من كلية شمال الأطلنطي في قطر وضمن أنشطة كرسي اليونسكو بها بتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية ومكتب اليونسكو بالدوحة ، حيث سيتم عرض مجموعة من التجارب الثرية والخبرات حول التعليم التقني والمهني من دولة قطر ودول أخرى آسيوية وأفريقية ، ما يخدم تحقيق رؤية قطر الوطنية وبخاصة ما يتعلق باستراتيجية التعليم والتدريب باعتبار التعليم التقني والمهني جزءا أساسيا منها. واعتبرت الدكتورة حمدة السليطي أن تركيز الاجتماع على التعليم المهني والتقني ، كون هذا النوع من التعليم هو أحد روافد التنمية الشاملة وخدمة سوق العمل ، إضافة إلى التركيز والاهتمام أيضا بمهارات القرن الحادي والعشرين لتحقيق التنمية الشاملة . من جهته، قال الدكتور روبرت ماكلين رئيس كرسي اليونسكو في كلية شمال الأطلنطي - قطر، إن من شأن الاجتماع ومخرجاته مساعدة دولة قطر في تحقيق رؤيتها الوطنية من حيث التنمية الشاملة والبشرية وتنويع الاقتصاد وتقوية شتى مصادره وقطاعاته. ونوه باهتمام قطر بالتعليم التقني والمهني، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي تضطلع به كلية شمال الأطلنطي بالدولة في هذا المجال وما اكتسبته من سمعة طيبة داخل البلاد وخارجها وتقدير اليونسكو لدورها الرائد في هذا الصدد، حيث تحتضن كرسي اليونسكو للتعليم التقني والمهني. ومن المنتظر أن يصدر عن الاجتماع في ختام فعالياته بعد غد /الخميس/" إعلان الدوحة" بشأن تعزيز وتطوير البحوث في مجال التعليم والتدريب التقني والمهني لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، ووضع أسس لهذه البحوث في دولة قطر والشرق الأوسط لتوضيح كيفية التعامل مع الفرص ومواجهة التغيرات بنجاح. كما ستصدر توصية بإعداد وتحرير كتاب يقتبس محتواه من قراءات العروض والمناقشات التي دارت في الاجتماع على أن يضم أحد فصوله مساهمات جميع المشاركين.;
مشاركة :