موسيقيون كويتيون تحدثوا عن تجاربهم في أوركسترا «بوخارست الفيلهارم...

  • 4/18/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

برغم مقولة «الشرق والغرب لا يلتقيان»، للشاعر البريطاني كبلنغ، فقد تحدث موسيقيون كويتيون - في «حوار الاثنين» بمركز جابر - أن موسيقاهم الشرقية تعايشت وانسجمت، مع الموسيقى الغربية، في تجربة شراكة استثنائية مع «أوركسترا بوخارست الفيلهارموني»، وهي التجربة التي نفذوها في إحدى فعاليات المركز، ثم حكوا عن أسرارها أخيراً في «القاعة المستديرة» بالمركز أيضاً أول من أمس! فقد أُقيمت أول من أمس، في القاعة المستديرة بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، فعالية «حديث الاثنين» ضمن الموسم الثقافي الأول لمركز جابر، واستضاف عازفين ومؤلفين كويتيين، ليروي كل منهم حكاية فارقة أو موقفاً متفرداً عاشوه بين أوتار الإبداع، كاشفين النقاب عن مشاركتهم في أعمال إبداعية مع أوركسترا «بوخارست الفيلهارموني»، وكيف انسجمت ثقافة الشرق الموسيقية مع نظيرتها الغربية، وكيف توحدت أناملهم المنغمسة في التراث المحلي مع أنامل العازفين في الأوركسترا العالمي؟ أدار الحوار الدكتور أحمد الصالحي، وشارك فيه كل من العازف مشعل حسين، العازف أحمد القلاف، عازف العود عبدالله الملا، الملحن يوسف حلاوة، العازف عبدالعزيز شبكوه، الملحن الدكتور بسام البلوشي، وشهد الحوار بثاً تلفزيونياً للقطع الموسيقية التي قدمها هؤلاء العازفون خلال تلك التجربة.استهل الصالحي حديثه بالقول: «إن الإشكالية كانت في عزف الأوركسترا الغربية للموسيقى الكويتية، من ناحية الاصطدام بأن الموسيقى أحادية، في حين أن الأوركسترا تقدم الموسيقى ذات التصويت المتعدد، إلى جانب أن الموسيقى الغربية تعزف بنغمة مختلفة وبلا أي تنافر»، لافتاً إلى تقديم عدد من المؤلفين الموسيقيين الكويتيين في السابق قطعاً موسيقية ذات طابع كويتي ومكتوبة بطريقة تناسب الأوركسترا العالمية بينهم عامر جعفر، رشيد البغيلي، علي زكريا الانصاري، سليمان الديكان. الصالحي تابع «ان مشاركة العازفين والمؤلفين الكويتيين في حفلات أوركسترا بوخارست الفيلهارموني، تمثلت في نوعين من التأليف، الأول الموسيقي الكامل الجديد والمبني على قواعد موسيقية غربية بحتة، وأما الثاني فهو قائم على بناء موسيقي جديد عبر تناول أغنية كويتية كأساس موسيقي للقطعة وتطويرها وتوزيعها وتناولها بطريقة أوركسترالية معاصرة»، مؤكداً أن «هذه المحاولة كانت متميزة ومثمرة بكل المقاييس الموسيقية، والتي حملت طابعاً كويتياً لاسيما من ناحية المحافظة على الهوية». من جانبه تحدث الملحن الدكتور بسام البلوشي عن مشاركته في مقطوعة «بحره» التي لحنها برؤية العازف أحمد القلاف، فقال إنه حرص على أن يكون التأليف على ربع تون موسيقي، إضافة إلى أن الجمل العريقية هي ما تغطي مساحة أكبر في عملية التوزيع، وكانت الموسيقى المصاحبة مختلفة وأعطت جمالية في الطابع السماعي، وتابع: «إننا كمؤلفين وعازفين كويتيين نطمح للوصول إلى العالمية بموسيقى الكويت». وقال العازف مشعل حسين إن مشاركته في تلك التجربة كانت في مقطوعة من أغنية «البوشية»، مؤكداً أن بعض عناصر التأليف عملت على التوليف بين العناصر، وكسرت حاجز الملل من خلال التنويعات في صياغة الجملة، ومبينا أنه حاول إجراء تكوين مع الأوركسترا في التنقل عبر اللحن الأساسي، وأن الجديد كان في توظيف وضغط وتغيير الجملة، وربما كان هذا يمثل نوعاً من المغامرة بالنسبة إليه، لكن الذي شجعه كثيراً هو أن الأوركسترا ليست ملتزمة بموسيقات معينة، بل تقدم الموسيقات الحديثة. أما العازف أحمد القلاف، الذي عزف مقطوعتي «بحره» و«آه يا روح روحي»، فأوضح أنه انجذب إلى خوض التجربتين لأنه أحس بالجملتين، واللتين عبرتا عن التفاؤل، وهي ميزة الإيقاع الخماري الكويتي، إلى جانب أنه عمد إلى توظيف مقام «العجم» في لحن كويتي. في السياق ذاته، تحدث الملحن يوسف حلاوة الذي ألف مقطوعة «كونشيرتو العود» بأداء العازف عبدالله الملا قائلاً «إن الكونشيرتو عمل صعب في العزف والقوالب»، مشيراً إلى أنه سجل العمل في الاستوديو وتم التدريب عليه، ومن ثم قُدم على خشبة المسرح وخرج بشكل مختلف يحمل حيوية أكثر. أما عازف العود عبدالله الملا، فقال إن هذه التجربة كانت بالنسبة إليه تحدياً وحلماً وطموحاً، وكانت تتطلب الجرأة في أول ظهور له على خشبة المسرح بمشاركة أوركسترا عالمي، مبيناً أنه نجح في تقديمه بتفوق كبير وفقاً لشهادة الموسيقيين العالميين الذين شارك معهم. ورأى العازف عبدالعزيز شبكوه، الذي قدم رؤية موسيقية من خلال أغنية «حلفت عمري»، أنه استطاع معالجة اللحن بشكل أوركسترالي، بما يثبت أنه يمكن التناسج بين الموسيقى الكويتية ونظيرتها الغربية، بالتالي سهل عليه الأداء الذي كان راضياً عنه تماماً، معبراً عن سعادته بخوض هذه التجربة الموسيقية العالمية بامتياز.

مشاركة :