دعوة لاستحداث تخصصات جامعية لتلبية احتياجات سوق العمل

  • 4/18/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمد ياسين أوصى المشاركون في مؤتمر الموارد البشرية الدولي الثامن الذي اختتم أعماله يوم أمس، في دبي، الذي عقدته الهيئة على مدار يومين، برعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، تحت شعار «مستقبل الموارد البشرية يبدأ اليوم»، بضرورة أن تلعب مؤسسات التعليم العالي دوراً أكثر فاعلية في رفد سوق العمل بمهارات جديدة، واستحداث تخصصات تلبي احتياجاته المستقبلية، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع عالمياً، والثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي الذي ستختفي معه بعض الوظائف، وستبرز الحاجة إلى وظائف ومهارات جديدة.تضمنت أجندة اليوم الثاني من المؤتمر أوراق عمل هامة استهلت بجلسة حول مستقبل العمل والتحول الرقمي، تبعها ورقة عمل حول مهارات تحليل المواهب وإعادة هندسة عمليات إدارة الأداء ودور القادة في إلهام الموظفين وتحسين أدائهم، ثم تلتها تقديم ورقة عمل حول دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الموارد البشرية الاستراتيجية، وأثر التكنولوجيا الناشئة على المؤسسات، وانعكاسات الذكاء الاصطناعي على طبيعة عمل المؤسسات، وسبل مجاراته والاستفادة منه في العمل. شركاء الأعمال تخلل المؤتمر جلسة خاصة لاستعراض تجربة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية لجهة التحول بطريقة تقديم خدمات الموارد البشرية على مستوى الحكومة الاتحادية من خلال فريق شركاء أعمال الموارد البشرية.وأشارت كليثم الشامسي، مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في ورقتها خلال المؤتمر إلى أن الهيئة شكلت مؤخرا فريق شركاء أعمال الموارد البشرية بهدف دعم الجهات الاتحادية، وضمان التطبيق السليم لأنظمة وسياسات وتشريعات الموارد البشرية المطبقة على مستوى الحكومة الاتحادية. واعتبرت المشروع تجربة إيجابية ترفع مستويات رضاهم عن الخدمات التي تقدمها الهيئة، وتسهم في الارتقاء بنتائج ممكنات مؤشرات الموارد البشرية للجهات الاتحادية، وبما يخدم توجهات الدولة نحو تنمية وتطوير رأس المال البشري، وتقديم أفضل الممارسات والحلول ذات العلاقة. وأكدت كليثم الشامسي أن تجربة الهيئة في تقديم خدماتها ضمن باقات وتشكيل فريق شركاء أعمال الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية مبنية على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال. وذكرت أن باقات الخدمات تقدم 23 خدمة إلى ثلاث شرائح من المتعاملين وهي: ( الجهات الاتحادية، وموظفي الحكومة الاتحادية، والقطاع الخاص) حيث تم تصميمها للتوافق مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، وتأهيل وتدريب قرابة 20 شريك أعمال من موظفي الهيئة، بهدف تقديم خدمات مميزة للمتعاملين ورفع مستويات سعادتهم، وتعزيز الكفاءة الحكومية ورفع الإنتاجية، وتسهيل الحصول على المعلومات وتقديم الدعم اللازم للجهات الاتحادية وموظفيها والشركاء والمتعاملين. الموارد البشرية من جهته قدم عبدالله صالح، مدير تطوير التوطين، ورئيس قسم إدارة المواهب بالإنابة في شركة اينوك ورقة عمل بعنوان «تحديات الموارد البشرية خلال السنوات العشر المقبلة»، سلط من خلالها الضوء على أبرز التحديات التي ستواجهها إدارات الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية والخاصة خلال السنوات القليلة المقبلة.وأوضح أن التطورات التكنولوجية المتسارعة وثورة الذكاء الاصطناعي غيرت معادلة وآلية التوظيف في المؤسسات بشكل جذري، حيث باتت إدارات الموارد البشرية في المؤسسات مطالبة بالتركيز أكثر على استقطاب أصحاب المهارات والمواهب الرقمية والتقنية التي تشكل قيمة مضافة للمؤسسة، منوهاً إلى أن العديد من الوظائف الحالية ستختفي ليحل محلها مجموعة من الوظائف النوعية القائمة على الذكاء الاصطناعي. حكومة الإمارات الأولى من جانبه كشف الشريك المسؤول عن المتعاملين والأسواق في المجلس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط بشركة برايس ووتر هاوس كوبرز العالمية، ستيفن أندرسون أن الإمارات أكثر دول العالم تحظى بالثقة بين شعبها وحكومتها، حسب دراسة عالمية أجرتها الشركة، وذلك في الوقت الذي تعاني منه الكثير من حكومات العالم من أزمة ثقة حادة مع شعوبها، الأمر الذي ينعكس إيجابا وسلبا على اقتصادات الدول.وأوضح أنه بحسب الدراسة التي أجرتها الشركة فإن منطقة الشرق الأوسط ستشهد نموا في اقتصاداتها بحلول عام 2030 بنسبة 12% لتصل إلى 360 مليار دولار، وذلك بسبب تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وذلك مقابل معدل نمو 14% في قيمة الاقتصاد العالمي، ليصل إلى 15.7 ترليون دولار بحلول نفس السنة.وذكر أندرسون أن هناك نوعين من الذكاء الاصطناعي يمكن الاعتماد عليهما في الاقتصاد، الأول يقوم على دخوله كعامل مساعد للإنسان في وظائفه، وهذا النوع لا يشكل خطراً عليه، فيما يعتبر النوع الأكثر خطورة هو ذلك الذكاء الذي يستغني عن البشر كليا، ليقوم الروبوت بكل مهامه، ومن ثم ينعكس سلباً على سوق العمل وزيادة معدلات البطالة. التحول الرقمي وفي جلسة بعنوان «مستقبل العمل والتحول الرقمي» استعرض سوشانت أبادهياي شريك أعمال رئيسي في شركة كورن فيري أبرز نتائج الدراسة التي أجرتها الشركة، مؤخراً، حول استدامة التحول الرقمي في المؤسسات، وشملت 400 شركة من مختلف أنحاء العالم، حيث أظهرت الدراسة أن المتغيرات التكنولوجية المتسارعة دفعت المؤسسات العالمية لإجراء العديد من التغييرات حتى تتمكن من المحافظة على تنافسيتها، ومن أهم هذه التغييرات: (تغيير أسلوب الأعمال، وتغيير الخدمات والحلول التي تقدمها، وتحسين خبرات المتعاملين، والتركيز على تعزيز فاعلية أداء الموظفين).وذكر أن المؤسسات وفي ظل سباق التحول الرقمي الذي نشهده مطالبة بتعيين موظفين يتمتعون بالموهبة والكفاءة التقنية، والقدرة على تقبل فكرة التحول التكنولوجي، وتغيير أسلوب العمل والقيادة، وتبني أساليب عمل مبتكرة وغير تقليدية.وتطرق أبادهياي للحديث عن صفات القائد الناجح ومنها: (إتاحة الفرصة للموظفين للمشاركة في صنع القرارات، والاستماع لملاحظاتهم ومرئياتهم التطويرية لبيئة العمل، والقدرة على التعامل مع المخاطر، وإدارة الأزمات بحنكة وفاعلية، والاهتمام بتطوير أداء الموظفين وتدريبهم). الذكاء الاصطناعي تحدث حسين شيخ، رائد في استراتيجية إدارة الموارد البشرية لمنطقة شرق أوروبا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في شركة أوراكل، عن الذكاء الاصطناعي في تمكين الموارد البشرية الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد التكنولوجيات الناشئة التي ستغير العالم في السنوات القليلة المقبلة.وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على المواطنين والقوى العاملة في جميع أنحاء العالم، داعيا الموارد البشرية إلى أن تأخذ زمام المبادرة في فهم تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة والتخطيط للمستقبل.وأضاف أن الوظائف ستتغير بسبب الذكاء الاصطناعي، وبعض الوظائف سوف تختفي وفي المقابل سوف تظهر مهن أخرى، إلا أن الشيء الأكيد أن الذكاء الاصطناعي، سوف يساعد على تحسين الإنتاجية وتقليل الوقت بالنسبة للعديد من الوظائف.وأشار شيخ إلى أنه في المستقبل سوف تبحث الوظائف عن الموظفين، وليس العكس كما يحدث في الوقت الحالي، منوها إلى أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون له تأثير عميق على الموارد البشرية خلال الستة أشهر إلى سنة من الآن. تحليل المواهب بدوره تحدث جيرمي بريجسن خبير أول متخصص في مؤسسة غالوب، عن الإدارة الاستراتيجية للمواهب في مؤسسة غالوب وأكد خلال جلسة «إتقان مهارات تحليل المواهب» على الدور الذي تلعبه المواهب في التنبؤ بالأداء في العمل ودورها في تعزيز أداء المؤسسة وريادتها.وقال إن مؤسسة غالوب مثال حي على الاستثمار بتوظيف أصحاب المواهب والكفاءات والاحتفاظ بأفضل المواهب ومساعدتهم على النهوض بمؤسستهم، مشيراً إلى التقدم الذي تحصده المؤسسات جراء التخطيط ووضع الاستراتيجيات لاستقطاب المواهب الفاعلة وقياس قدرتهم على البذل والعطاء في سبيل تقدمها.وأشار بريجسن إلى عدة سبل تنتهجها المؤسسات لدمج التحليل الذي ينتج عن قياس قدرات المواهب والاحتفاظ بهم من خلال تقديم كافة التسهيلات التي تعمل على مواءمة التقييم والتوظيف للمواهب الفاعلة بما يخدم المؤسسة.وبين أن 90% من الموظفين يرغبون في تغيير شركاتهم أو البلدان التي يعملون فيها ليتمكنوا من الارتقاء بمستواهم والحصول على فرص لإظهار ما يتمتعون به من إمكانات.وأكد أن هناك العديد من الشركات تفشل في جذب المواهب والاحتفاظ بها، وأن التركيز على المواهب يتيح الفرصة لمزيد من الإنتاجية والابتكار في تنفيذ الأعمال حيث إن أغلب الموهوبين يعملون على تطوير المؤسسات التي يعملون لديها. إشادة بمواضيع المؤتمر أثنى عدد من الحضور بما طرحته أجندة المؤتمر والتي ركزت على آخر المستجدات التي تواجهها المؤسسات، إضافة إلى المتحدثين وخبراتهم التي نقلوها خلال الجلسات والتي ناقشت مجموعة من القضايا الهامة ذات العلاقة بتطوير رأس المال البشري وتوظيف الذكاء الاصطناعي. وشددوا على ضرورة الاستفادة من تلك الخبرات والأفكار والشروع في تطبيقها في مؤسسات الدولة، وأوضحوا أن التنوع في انتقاء المواضيع ساعد الكثير من الحضور على الإطلاع والتعرف على سياسات الشركات الكبرى وخبراتها في التعامل مع الموظفين.

مشاركة :