تباينت آراء المواطنين حول مدى نجاح مشاريع تصريف السيول في مواجهة الأمطار التي شهدتها محافظة جدة مؤخرا، وانقسموا حيالها، فمنهم من يرى أنها أدت المطلوب منها على الشكل الأمثل، ومنهم من انتقد فشلها في استيعاب كمية المياه البسيطة التي هطلت على المحافظة. رغم اختلاف الآراء إلا أن الاتفاق الأبرز كان حيال إسناد تنفيذها لشركات عالمية تستطيع إنجازها وفقا لأعلى معايير الجودة المطلوبة. يستهل مبارك السلمي حديثه بالقول: أعتقد بأن مشاريع تصريف السيول في جدة لم تحقق المطلوب منها في التخلص من مياه الأمطار، وخصوصا في بعض المناطق كالحرازات وقويزة وغليل وبعض المواقع التي لا تزال تعاني من ضعف واضح في شبكات التصريف، حتى أصبحت مليئة بالمستنقعات والحفر التي تثير قلق ومخاوف السكان. وأضاف كان من الأولى على الشركات المنفذة الاتعاض من السيول التي داهمت محافظة جدة في وقت سابق، والتي أودت بأرواح الكثيرين. وانتقد إبراهيم موسى فشل مشاريع السيول في احتواء كمية الأمطار البسيطة التي هطلت على جدة، مطالبا الأمانة بوقف التعامل مع الشركات ذات الخبرة المحدودة؛ كونها أثبتت فشلها في تنفيذ المشاريع، وإسناد تنفيذها لشركات عالمية تلتزم بالمعايير والمواصفات المطلوبة، ولا تتخذ من الطرقات والشوارع حقلا لتجاربها، من خلال الاستعانة بعمال عشوائيين لا يجيدون مهارة العمل الذي يؤدونه. ويقول أبو طالب النعماني: لم نر جهودا ملحوظة ولا تطورا ملموسا على أرض الواقع، فقويزة وباقي الأحياء الجنوبية لا تزال كما هي، تعاني من ضعف في شبكات التصريف، فضلا عن تهالك الطرقات والشوارع وانتشار الحفريات التي تشكل خطرا على السكان. ويرى أن الأمانة لم تؤد دورها بالشكل المطلوب، حيث أنها مطالبة بمتابعة تنفيذ المشاريع وإنجازها وفق معايير الجودة المطلوبة، والأمانة لم تحرك ساكنا ولم تساهم في تخفيض منسوب المياه المرتفع في بعض الأحياء والذي يشكل معاناة كبيرة لسكان المنطقة، وللمركبات المارة. وأشاد مفلح السبيعي بمشاريع تصريف السيول التي رأى أنها تمكنت من أداء المطلوب منها، مطالبا الأمانة بتكثيف العمل وتنفيذ المشاريع، وخاصة في بعض الأحياء الجنوبية التي لا تزال تعاني من تردي شبكات التصريف حتى هذه اللحظة، ويجب عليها وضع حلول جذرية لهذه المشكلة -على حد تعبيره-. أما عبدالله المهداوي فيرى بأن المشاريع نجحت بنسبة 50 %، معتبرا أن شبكات التصريف تعمل بشكل أفضل من السابق في بعض المناطق التي شهدت تطورا ملحوظا، إلا أنها في بعض الأحياء في شرق وجنوب جدة لا تزال ضعيفة، ولا تزال معاناة سكان تلك المناطق كما هي -على حد قوله-. وأرجع فشل بعض المشاريع إلى قلة كفاءة الشركات المنفذه لها، معتبرا أن الاستعانة بالشركات العالمية بات هو المطلب الأول والحل الأمثل لمعالجة تلك المشكلة. ويقول درويش عجماني: مشاريع تصريف السيول لم تنجح في جدة، والسبب هو عدم المتابعة الجادة، وضعف آليات الرقابة من قبل الأمانة للشركات المنفذة للمشاريع، وأصبح من الضروري الاستعانة بشركات مرموقة، ووضع آلية دقيقة لمراقبة المشاريع المنفذة قبل تسلمها، ومحاسبة الشركات المقصرة في تنفيذها. ويروي حسن علواني معاناة سكان الجنوب بالقول: كثير من السيارات تعطلت نتيجة الأمطار، وبعض الشوارع في كيلو 10 وكيلو 11 أصبحت مهترئة وتكونت مكانها حفر كبيرة تهدد سلامة العابرين والمركبات المارة، نتيجة تمزق قطع الإسفلت، والتي لم يمض عليها شهور قليلة.
مشاركة :