ينتظر سكان شارع الحج وحي وادي جليل شرق العاصمة المقدسة على أحر من الجمر وضع حلول جذرية لما يعانونه من ارتباك حركة السير أمام أحد المجمعات التعليمية بشارع الحج. وقالوا إن المنطقة الواقعة ما بين إشارة مدخل شارع الخانسة وإشارة الورش الصناعية تشهد تدفقا من السيارات التي تقل الطلاب والطالبات في كل صباح، ويحدث نفس السيناريو أثناء انتهاء الدوام في المدارس والمصالح الحكومية ما يؤدي إلى شلل تام في الحركة المرورية. وأضافوا أن هذا الموقع بحاجة إلى تمركز دوريات أمنية بصفة مستمرة لفك تلك الاختناقات المستمرة ــ على حد قولهم ــ منذ أعوام. وقال سعد العتيبي «تجبرني الظروف يوميا على السير بشارع الحج ولكن عندما تواجهني تلك الاختناقات المرورية أظل لفترة طويلة أسير ببطء في هذا الموقع حيث يزيد اشتعال الشارع من حرارة الطقس وتعالي أصوات أبواق السيارات ولا يلوح لك في الأفق انفراج الأزمة حتى تفقد أعصابك من تلك السيارات التي تقف أمام بوابات المدارس. وأضاف أن عبور تلك المنطقة أشبه بالمجازفة لأن طوابير السيارات لا تنتهي وأن من يرتاد شارع الحج في وقت الذروة صباحا وفي وقت الظهيرة سيعاني كثيرا من تلبكات السير في هذا الموقع. وذكر أنه ليس له أبناء في تلك المدارس غير أنه يعمل في أحد القطاعات الخاصة بحي العزيزية وقد تسببت تلك التلبكات المرورية في الخصم من راتبه الشهري بسبب تأخره عن موعد بصمته بشكل يومي. وألمح العتيبي في ختام حديثه أن المتسبب في تلك الزحمة هم بعض أولياء الأمور حيث يوقفون السيارات أمام بوابات المدارس ويتركونها في وسط الشارع غير مكترثين بحقوق عابري الطريق فتبقى على حالها حتى تقفل المدرسة أبوابها. من جانبه، أوضح ضيف الله الحربي والذي كان ينتظر إحدى بناته أمام المجمع التعليمي بقوله «المكان ضيق جدا وينقصه التنظيم المستمر فهذا المجمع التعليمي يقع على أهم شوارع مكة المكرمة وهناك ضغط مروري كبير على تلك النقطة حيث تتجمع مئات السيارات في لوحة تشوه منظر المكان». وأضاف الحربي أن تجاهل الكثير من أولياء الأمور والطالبات على استخدام جسر المشاة والوقوف في الجانب الآخر من الشارع زاد الأمر سوءا وتعقيدا فالمكان لا يستوعب تلك الأعداد الكبيرة من السيارات ما أدى إلى هذا التلبك وأصبح من المشاهد اليومية في ذلك الشارع. وختم الحربي حديثه مطالبا بتدخل إدارة مرور العاصمة المقدسة وتقييم الوضع مع وضع الحلول العاجلة التي تكفل انسيابية الطريق بأسرع وقت ممكن خاصة ونحن في بداية موسم العام الدراسي ولدينا طلاب وطالبات في مدارس مختلفة في أنحاء مكة نجمعهم في ظل المنزل بعد نهاية كل يوم دراسي. وفي نفس السياق قال متعهد بتوصيل الطالبات: إن الوضع المروري متأزم في تلك المنطقة وخاصة فيما يتعلق بتكدس السيارات أمام المجمع التعليمي فأنا ملتزم بإيصال 12 طالبة من شارع الخانسة إلى ذلك المجمع وأحتاج إلى موقف قريب من بوابة المدرسة حتى يكتمل عدد الطالبات ومن ثم مغادرة الموقع والتوجه إلى منازلهن ولكن أتفاجأ يوميا بتلك السيارات التي تحيط بك من جميع الجهات وقائديها الذين جاءوا لنفس الغرض الذي جئت من أجله وتتزاحم السيارات حول بعضها البعض دون حراك أو بصيص أمل بانفراج تلك الملحمة المرورية حتى تقفل المدرسة أبوابها وبعدها تعود الحياة وينبض شريان الشارع بنبضه الطبيعي. وأضاف متعهد توصيل الطالبات أنه تم الاتصال بعمليات مرور العاصمة المقدسة من قبل سكان الحي عدة مرات وفي أعوام سابقة ولكن لم نجد حلا جذريا لهذه المعضلة والتي أصبحت هما يوميا نتعايش معه منذ سنوات عديدة. «عكاظ» وضعت هموم سكان شارع الحج أمام إدارة مرور مكة حيث أوضح الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة النقيب الدكتور علي الزهراني أن إدارته تقوم بمتابعة المواقع التي تشهد زحاما في مكة المكرمة لتنظيم حركة السير ومنع حدوث أي ربكة مرورية كما تتمركز دوريات مرورية أمام بعض الدوائر الحكومية التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المراجعين والمجمعات التعليمية وذلك لمنع تكدس المركبات وتضيق الطريق على المارة وسحب المركبات المخالفة والتي تخالف بالوقوف الممنوع وتحرير المخالفات بحقهم.
مشاركة :