حملة لست وحدك تدعم حقوق المثليين وثنائيي الميول والمتحولين جنسيا العرب

  • 4/18/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية بالشراكة مع المؤسسة العربية للحريات والمساواة، حملة "لست وحدك" للدفاع عن المثليين وثنائيي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في الدول العربية، وإخراجهم من العزلة المفروضة عليهم في مجتمعاتهم حيث يهددون بعقوبات قضائية. أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، حملة لتسليط الضوء على قضايا الهوية الجنسية ومنح الناشطين المثليين وثنائيي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا العرب، مساحة أوسع للتعبير، ولمكافحة عزل أفراد هذه الفئة من المجتمع ومعاقبة أفرادها عبر قوانين الدول التي يعيشون فيها. وقد اختير لهذه المبادرة عنوان "لست وحدك" كتعبير عن التضامن مع أفراد هذه الفئة، وهو مشروع تشارك فيه أيضا المؤسسة العربية للحريات والمساواة وهي منظمة حقوقية غير حكومية ومقرها بيروت. وفي إطار هذه الحملة، تم جمع شهادات 34 ناشطا من المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا عبر 16 بلدا عربيا، ونشرها في سلسلة تسجيلات مصورة على شبكة الإنترنت. ومن بين الناشطين الذين قدموا شهاداتهم  شخصيات معروفة على غرار الكاتب المغربي عبد الله الطايع والمغني حامد سنو العضو في فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية. الحساب الرسمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش على تويتر "كنت أشعر أنني المثلي الوحيد في العالم"- هل تشعر/ين بهذا أنت أيضا؟ استمع/ي لهذه الأصوات العربية من مجتمع الميم واعلم/ي أنك #لست_وحدكhttps://t.co/7xn0BUvlehpic.twitter.com/arjQm63ip1  هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) 16 avril 2018 وفي تلك التسجيلات، كشف هؤلاء عن ميولهم وهويتهم الجنسية بشكل صريح مشيرين إلى إهانات وحتى اعتداءات تطالهم في مجتمعاتهم. فقد قال المغني حامد سنو "كنت أشعر كأني مسخ وبأن ثمة خطأ في فكرة وجودي وكان هناك كثيرون يسخرون مني ويضربونني. كنت أشعر بأنني وحيد". ويضيف سنو أن "هذا الأمر صعب، خاصة عندما نكون صغارا، ويبقى صعبا لكنه يصبح أسهل". لكن بقطع النظر عن المضاياقات والانتهاكات، حملت الشهادات رسالة أمل وتضامن وصمود. فإحدى الأهداف الرئيسية هي تبليغ المثليين العرب لا سيما من الشباب بأنهم "ليسوا وحدهم". فأكد الكاتب المغربي عبد الله الطايع "لم أكن أظن أني سأتحلى بالقدرة والقوة بأن أواجه المجتمع وأجاهر بأني مثلي، أحببتم ذلك أم كرهتموه". القناة الرسمية لمنظمة هيومن رايتس ووتش على يوتيوب "إنسان لا أختلف عن الآخرين" ويقول زهير، الناشط المثلي من الجزائر، في تقرير نشرته رايتس ووتش على موقعها الإلكتروني "لا نريد أن نبقى أسيري صورة الضحية بعد الآن. نريد أن ننقل الحقيقة، أن نتكلم عن العنف ولكن، أيضا، [أن نظهر] ما هو إيجابي". ومن ليبيا، قال أحمد، وهو مثلي الجنس: "أنا إنسان لا أختلف عن الآخرين، ولدي حقوق. سأدافع عن هذه الحقوق". كما أشار أحد الناشطين من عُمان، إلى أنه بدأ وعدد من أصدقائه في التحرك بشكل محتشم، مشيرا إلى "تنظيم حفلات للشبان المثليين من أجل اللقاء وإقامة الشبكات في فضاء آمن كي يتمكنوا من مساعدة بعضهم في المستقبل". أما في الكويت، فقد قام ناشط متحول بتدريب أفراد مجتمع "الميم" (المثليين وثنائيي الميول والمتحولين) في منازلهم على الأمن الرقمي. وفي الأردن، يلجأ عدد من النشطاء إلى خشبة المسرح وإلى ممارسة فنون أخرى لرفع الوعي حول التوجه الجنسي والهوية الجندرية (إدراك الشخص لكونه ذكرا أو أنثى) في مجتمعات "الميم"، ولدى عامة الناس. وقالت ريما، وهي امرأة ثنائية التوجه الجنسي من لبنان "رجال الدين والحكومة والأهل، جميعهم يتدخلون في حياتك الجنسية. أقول لك إن هذا لا يعنيهم، وإن جسدك ورغباتك وأفكارك هي ملكك وحدك. إن لم يعجبهم ما تكونين، فإنهم على خطأ". وقد نوهت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن الحملة تنطلق من مقاربة "إيجابية" تسعى لتسليط الضوء على النضال من أجل حقوق المثليين والمثليات وثنائيي الميول الجنسية والمتحولين جنسيا في العالم العربي، أين تُجرم غالبا المثلية الجنسية ويعتبرها العديد "شذوذا"عن الطبيعة. الحساب الرسمي للمؤسسة العربية للحريات والمساواة على تويتر "حقوقك هي حقوقي، واجباتك هي واجباتي"- نورما من #لبنانأصوات عربية من مجتمع الميم. #لست_وحدك#NoLongerAlonepic.twitter.com/TWAOdzMfRg  AFE (@AFEMENA) 18 avril 2018 المثلية الجنسية والقوانين العربية كما تشير المنظمة في تقريرها، إلى أن الدول العربية لم تكن تضم أي منظمة مدافعة عن حقوق المثليين في 2001، لكنها اليوم باتت تضم العشرات من هذه المنظمات وفي مختلف أنحاء المنطقة في 2017. لكن، يبقى أن عقوبة المثلية الجنسية في بعض الدول مثل السعودية والإمارات قد تصل إلى الإعدام. أما في مصر، فقد ذكر تقرير هيومن رايتس ووتش "قمع الشرطة المصرية لأفراد ونشطاء مجتمع الميم" في سبتمبر/أيلول 2017. وتوقيف العشرات بتهمة "الفسق، التحريض على الفجور، والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون" إثر رفع علم المثلية خلال حفل موسيقي. وكان فريق "مشروع ليلى" الغنائي اللبناني قد أقام حفلا بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة في 22 أيلول/سبتمبر الماضي حضره الآلآف. وتم خلاله التقاط صور لأشخاص يلوحون بالأعلام الملونة التي ترمز إلى المثليين. للمزيد: مصر: اعتقال ستة أشخاص رفعوا علم المثلية الجنسية خلال حفل غنائي في الأردن أيضا، ورغم أنه قد تم إلغاء تجريم العلاقات الجنسية بين البالغين بالتراضي منذ 1951، فإن قانون العقوبات يحتوي على بنود تتعلق بـ"الأخلاق" يمكن توظيفها لاستهداف الممارسات والميول المثلية. وذلك بحسب ما تضمنته نسخة من ملحق القوانين المتعلقة بالمثلية الجنسية في الدول العربية، ونشرته المؤسسة العربية للحريات والمساواة على موقعها الإلكتروني. في لبنان، ورغم أنها بلاد تقدم هامشا أكبر نسبيا من الحرية مقارنة مع بلدان عربية أخرى، يمارس على هذه الفئة من الأفراد تضييق يتمثل خصوصا في مداهمات عناصر الأمن للحانات والملاهي المعروفة بأنها مقصد للمثليين، وفق رايتس ووتش. الحساب الرسمي للباحثة في هيومن رايتس ووتش نيلا غوشال على تويتر Norma, a #trans woman from Lebanon, tells her story in part of the #NoLongerAlone series. https://t.co/dMiH783Hfm  Neela Ghoshal (@NeelaGhoshal) 18 avril 2018 وقالت نيلا غوشال وهي من كبار الباحثين في برنامج حقوق الأقليات الجنسية في هيومن رايتس ووتش، بحسب ما أوردته صحيفة "لوموند" الفرنسية "تسجل هيومن رايتس ووتش عادة الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان (...) لكننا رأينا أنه من المناسب تسليط الضوء على النجاحات حتى نكشف أن هذه المنطقة (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) ليست هوة سوداء". فنضالات وضغوط المجتمع المدني والجمعيات في تونس ولبنان مثلا، دفعت في البلدين إلى تفادي إجراءات "الفحوص الشرجية القسرية" والتي كان ينظر إليها بمثابة "الدليل" على المثلية الجنسية. كما أدانت المحاكم المغربية العنف الممارس ضد المثليين، ما يمثل خطوة إلى الأمام في مجال تطوير الحقوق. فرانس24 نشرت في : 18/04/2018

مشاركة :