بعد توالي حوادث مميتة وضغوط جمعيات حقوقية، توصلت السلطات الإسبانية وتجّار جيب سبتة الواقع شمال المغرب والخاضع لسيطرة مدريد في مطلع نيسان (أبريل) الجاري، إلى إطلاق مبادرة تدفع النساء اللواتي تعملن في نقل الطرود على استخدام عربات تجر باليد. وكانت آلاف النسوة يُطلَق عليهن اسم «النساء الحمالات»، تعملن في نقل الطرود على ظهورهن بين جيب سبتة الإسباني والمغرب لحساب تجار يريدون الاستفادة من إعفاءات جمركية. ويهدف هذا الإجراء إلى تخفيف معاناتهن ومحو ذلك المنظر المهين لنساء يحملن فوق ظهورهن أكياساً أثقل أحياناً من وزنهن، في ما يشبه الأشغال الشاقة. وتقول إحدى العاملات: «إنها مبادرة جيدة خصوصاً بالنسبة للواتي يعانين مشاكل صحية». وكانت هذه السيدة الأربعينية التي تعيل طفلين كون زوجها عاطلاً عن العمل، تنتقل مرتين في الأسبوع من مدينة تطوان (شمال) إلى سبتة لتعود مثقلة ببضائعها تسلمها إلى تجار محليين مقابل أجر يقارب 20 يورو، لكنها اليوم تجر عربة حديدية بعجلتين لتقف في صف منضبط أمام المعبر الحدودي المخصص للمشاة، حيث تتم إجراءات التفتيش، فوق هضبة تطل على البحر المتوسط بين مدينة فنيدق المغربية ومدينة سبتة الإسبانية التي تتمتع بوضع «ميناء حر».
مشاركة :