كيف أصبحت حمّالات الصدر سلاح النساء الناجيات من تجارة الجنس؟

  • 1/1/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تذهب ماديسون البالغة من العمر 21 عاماً إلى عملها.. وظيفتها غير اعتيادية، إذ تبيع حمّالات الصدر المستخدمة في أسواق السلفادور. تجني راتباً جيداً وتحلم أن تؤسس شركتها الخاصة يوماً ما.. حلم لم يكن ليراودها قبل عدة أعوام. ماديسون: "لم أكن أعرف ما هي التجارة بالبشر إلى أن وصلت إلى المنزل الآمن." ماديسون هي ناجية من تجارة الأطفال للجنس، وحمّالات الصدر التي تبيعها هي جزء من برنامج إعادة إدماج أقامته المؤسسة غير الربحية "فري ذا غيرلز." كيمبا لانغاس: "عندما بدأنا، كانت الفكرة أن حمّالة الصدر هذه تستطيع تغيير حياة امرأة ما، ولكن، لم تكن لدينا أي فكرة في الحقيقة، كم ستغير هؤلاء النسوة حياة أنفسهن." تعرّفنا لأول مرة على كيمبا لانغاس وديف تيربسترا بعد مدة قصيرة من تأسيسهما "فري ذا غيرلز" في 2007. وكان هدف كيمبا أن تجمع حمّالات الصدر الجديدة أو المستخدمة قليلاً في أمريكا، وترسلها إلى ديف في موزمبيق الأفريقية، حيث تستطيع ضحايا تجارة الجنس السابقات بيعها في أسواق الملابس المستعملة، ما يؤمن لهن دخلا ثابتا يحميهن من الضعف الذي يبحث عنه تجار البشر. ديف تيربسترا: "كان من المفترض أن يكون مشروعنا بسيط جداً، حيث تعمل كيمبا على تجميع بعض أكياس حمّالات الصدر وترسلهم إليّ بحقائب سفر." كيمبا لانغاس: "اعتقدنا أننا سنعمل مع شريك واحد في موزمبيق، ومجموعة صغيرة من نساء يستلمن بعض حمّالات الصدر في فترات مختلفة من كل عام، وهكذا يكون كل شيء. ولذا لم نستطع حتى تخيل ما وصلنا إليه اليوم." ديف تيربسترا: "استطعنا اليوم تجميع أكثر من نصف مليون حمّالة صدر، وبعثناها إلى ثلاث مناطق مختلفة حول العالم، وساعدنا العشرات من النساء." يقول تيربسترا إن مشروع "فري ذا غيرلز" انتشر في السلفادور بسبب دانييل وجون سنايدر، اللذان يديران مؤسسة "ميشون تو إل سلفادور،" غير الربحية، والتي تعمل مع الناجين من تجارة الجنس. دانييل سنايدر: "أذكر أنه أول ما بدأت بالعمل مع فري ذا غيرلز، سمعت كيمبا تقول: النساء تلبسن حمّالات صدورهن بالقرب من قلوبهن. وأنا أعشق فكرة قدرة امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، على التبرع بحمّالة صدرها، ثم تصل إلى هنا وتساعد الفتيات في برنامجنا." فتيات مثل ماديسون التي في الـ14 من عمرها، تورطت مع عصابة تجارة جنس. ماديسون: "أُجبرنا على إقامة علاقات جنسية معهم والقيام بكل ما طلبوا منا القيام به." اُحتجزت ماديسون أسيرة لعام كامل، مجبرة على إقامة علاقات جنسية مع عدة رجال كل يوم، حتى هربت. اليوم تتحدث بانتصار عن تخطيها المحنة وعن مستقبلها. ماديسون: "أحلم أن يكون لديّ عملي الخاص وأن أستمر في بيع حمّالات الصدر وأشياء أخرى مثل الملابس، ولكن ضمن شركتي الخاصة." في أوقات فراغها، تتطوع ماديسون في مؤسسة "ميشون تو إل سلفادور،" لتعمل مع المشردين. تقول إنها تريد خدمة الآخرين، كطريقة لشكر الرب على مساعدتها في تخطي محنتها. سألتها أين كانت ستكون دون المساعدة التي تلقتها هنا. ماديسون: "لما كنت أروي لك هذه القصة، كنت لأكون ميتة، أو في حالة أسوأ من تلك التي كنت فيها. لما كنت هنا، ولما كنت تخطيت ما حدث." دانييل سنايدر: "إنه شيء صعب.. صعب جداً أن تسمعي قصصهن، ليس هنالك شيء سهل في الموضوع ومن الصعب جداً نسيان هذا. لذا بالنسبة لي، أن تسنح لي فرصة مساعدتهن، فذلك يستحق كل العناء، أن أكون جزءا من عملية شفائهن." اليوم، تأتي حرية ماديسون من بيعها لحمّالات صدر مستعملة، تبرعت بها نساء غريبات، ولكن رغم ذلك، يجمعهن شيء ما. كيمبا لانغاس: "إنه أمر شخصي جداً، وهنالك شيء شاعري جداً بفكرة أن شيئا كنت ترتديه بالقرب من قلبك كل يوم، يستطيع تغيير حياة امرأة على الجهة الأخرى من الكرة الأرضية، وتغيير مسار أجيالها القادمة أيضا. وهذا شيء جميل جداً."

مشاركة :