السيف: تاريخ الموسيقى الروحية يعود إلى الحضارات القديمة

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تنقسم الموسيقى الروحية إلى نوعين رئيسين هما الموسيقى ذات الدافع الديني، وذات الدافع الثقافي المرتبطة بالمناسبات الثقافية التي يحتفل بها المجتمع. تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية في قلب الشارقة، حيث الإقبال الكبير من زوار الشارقة وعشاق التراث من داخل الدولة وخارجها على تلك الفعاليات والأنشطة التي تحظى بتفاعل لافت، خصوصا في المقهى الثقافي والمركز الأكاديمي ومجلس الخبراء، إضافة إلى حركة الزوار في الساحات ومسرح الأيام، حيث العروض الفنية والشعبية التي تعد واحدة من العناوين الكبرى في الأيام، إضافة إلى مشاركات مميزة من قبل دوائر وجهات حكومية، ومن بينها دائرة شؤون الضواحي والقرى التي يقبل عليها الزوار بشكل كبير. المقهى الثقافي قدم مستشار الأمين العام في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ممثل الكويت الحالي لمنصب نائب رئيس الجمعية العامة لصون التراث الثقافي غير المادي، بمنظمة اليونسكو، د. وليد السيف، محاضرة في المقهى الثقافي عن الموسيقى الروحانية الكويتية في إطار اتفاقية "اليونسكو" لصون التراث الثقافي غير المادي 2003، حيث قال إن تاريخ الموسيقى الروحية يعود إلى الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والفرعونية والصينية والهندية، عندما عرف الإنسان في تلك الحضارات العبادة الإلهية، مستخدما موسيقى لخلق جو روحاني يقربه من معبوده. وأضاف: تثبت العديد من المدونات القديمة والشواهد الأثرية للحضارات القديمة استعمال الموسيقى في المعابد لاستحضار الآلهة بحضور الكهنة، حيث استمرت «الموسيقى الروحية» طوال العصور السحيقة، كما استمرت خلال عصور الأديان السماوية التي كان آخرها الإسلام. وأوضح أن هناك خصائص للموسيقى الروحانية من حيث طابعها، إما ديني كالعشق الإلهي والمدائح النبوية، أو ثقافي كالفنون المتعلقة بالعادات والتقاليد كطقوس الزواج والوفاة والزار، كما أنها كانت تمارس بعاطفة عفوية، خصوصاً في موضوعها الديني، وبساطة الإيقاعات والألحان مع تكرارها والتحكم بسرعتها الإيقاعية، فضلا عن أنها تعتمد على صوت المُنْشِد وأصوات الكورال المساندة للمُنْشِد، ولا تدخل الآلات الموسيقية إلا في نطاق محدود جدا كالدفوف، وهناك دول إسلامية تعتبر استثناء لهذه الخاصية، منها على سبيل المثال تركيا والمغرب. خصائص وأضاف: هناك من أنواع وخصائص الموسيقى الروحانية موسيقى غير مدونة (غير منوتة) وتسجل فقط في ذاكرة المنشدين، يستحضرونها متى ما دعوا إلى إحياء مناسبات معينة، كما أن لها احترامها وتقديرها الشعبي، نظرا لارتباطها بمعتقدات المجتمع الدينية، وتعتمد على الأشعار الموزونة باللغة الفصحى أو القريبة من اللغة الفصحى. وأشار إلى أن الموسيقى الروحية تنقسم إلى نوعين رئيسيين، هما الموسيقى الروحية ذات الدافع الديني المرتبطة بالمناسبات الدينية التي يحتفل بها المجتمع سنوياً، والموسيقى الروحية ذات الدافع الثقافي المرتبطة بالمناسبات الثقافية التي يحتفل بها المجتمع. المناهج التعليمية وطالب د. السيف بضرورة اهتمام الحكومات العربية ومؤسسات المجتمع المدني بصون تراثهم الثقافي غير المادي، مع إعطاء دور أكبر للجماعات أو المجموعة المعنية للمشاركة في عملية الصون والحصر والإدراج، وإدراج "صون التراث الثقافي غير المادي" في الخطط الإنمائية القصيرة والطويلة الأجل، إضافة إلى إدخال "التراث الثقافي غير المادي" في المناهج التعليمية لجميع المراحل، ابتداء من رياض الأطفال، بما يسهم في غرس وصقل الهوية الوطنية، وإحياء العناصر التراثية التي اندثرت، أو على وشك الاندثار، وتشجيع الباحثين على القيام بالدراسات والبحوث العلمية في مجال تدابير الصون ودراسة تجارب وممارسات الجماعات حاملة عناصر التراث الثقافي غير المادي بموافقتهم الحرة المستنيرة. القرية التاريخية من جهة أخرى، أكدت اللجنة المنظمة لفعاليات أيام الشارقة التراثية الـ 16 في خورفكان عن جاهزية القرية التاريخية في المدينة لاستقبال الحدث التراثي الأكبر من نوعه، والذي ينظمه معهد الشارقة للتراث تحت شعار "بالتراث نسمو". وقال رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان رئيس اللجنة المنظمة، د. راشد النقبي: "إن نحو 40 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، تشارك في الفعاليات التي تنطلق عصر اليوم وتختتم بعد غد". ولفت النقبي إلى تنسيق مسبق مع الجهات المزمع مشاركتها، عبر اجتماعات مكثفة عقدتها اللجنة المنظمة لضمان خروج الحدث بصورة مشرّفة، معبرا عن توقعاته استقطاب أيام الشارقة التراثية في خورفكان حشد جماهيري كبير، في ظل تزامنها مع العطلة الأسبوعية. من جانبها، قالت مديرة بلدية مدينة خورفكان، المهندسة فوزية القاضي، إن طواقم البلدية بالتعاون مع الجهات الشريكة، وعلى رأسها معهد الشارقة للتراث، جهزت القرية التاريخية. وأكدت مديرة البلدية أن النسخة الـ 16 لأيام الشارقة التراثية في خورفكان، تتضمن وجبة تراثية وفنية وثقافية مميزة تتناسب مع مختلف الأعمار وتلبي تطلعات الجمهور وتحقق الرسالة المنشودة من إبراز أصالة الماضي وعبقه. ويحمل البرنامج الذي أعدته اللجنة المنظمة في خورفكان العديد من الفعاليات التوعوية والترفيهية الجاذبة للأطفال، علاوة على أنشطة عدة لإبراز ملامح البيئات المتنوعة التي تزخر بها خورفكان من بيئات بحرية وجبلية وزراعية.

مشاركة :