د. محمد الصياد يوم الجمعة 6 إبريل 2018 نشر السياسي «الإسرائيلي» أوري أفنيري مقالاً في صحيفة «جيويش بزنس نيوز» العبرية، وهي صحيفة إلكترونية تغطي أنشطة قطاعات الأعمال اليهودية في كافة أنحاء العالم، بعنوان «أغنية تولد»، استهله بالقول إنه تسلم من صديق له تسجيلاً لأغنية تتغني بالصبية الفلسطينية ذات الشعر الأشقر والعيون الزرق، عهد التميمي. وكتب يقول: «لو كنت مؤيداً للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، لأصابتني هذه الأغنية بالرعب». أوري أفنيري نشر كلمات الأغنية باللغة الإنجليزية بالكامل في صدر مقالته، وكانت رائعة كما نسختها العربية الأصلية. يقول مستهل الأغنية «أنت العهد وأنت المجد، شامخة كزيتون الأرض»، وقد كتب كلماتها بشار حوامدة وعمار فريح ولحنها محمد بشار، وأدتها الفنانة تانيا ماريا صقال. مفردات القصيدة وموسيقاها الداخلية، تقارب في روعتها روعة مفردات وغنائيات قصائد الشعر العربي القديم والأصيل. يقول أفنيري: «إنه لحظة مشاهدتي على الشاشة منظر عهد وهي تصفع الضابط الإسرائيلي على وجهه، أدركت على الفور أن شيئاً ما مهماً قد حدث». أوري أفنيري، لمن لا يعرفه، هو صحفي «إسرائيلي» من مواليد ألمانيا في عام1923، هاجر مع عائلته اليهودية إلى فلسطين عام 1933 بعد وصول النازيين إلى السلطة. وهو يعترف بماضيه الإرهابي، حيث انخرط وهو في سن ال15 في صفوف منظمة أرغون الإرهابية في عام 1938، وشارك في حرب 1948 بين العرب و«إسرائيل»، أصيب خلالها مرتين وأودع المستشفى. وكان عضواً في الكنيست «الإسرائيلي» خلال الفترة من 1965-1974، ممثلاً لحزب كان قد أسسه في عام 1965 وحمل اسمه واسم شريكه في مجلة «هذا العالم» شالوم كوهين، ثم عضواً في الكنيست خلال الفترة 1979-1981 ممثلاً لمعسكر اليسار «الإسرائيلي». واشتُهر بلقائه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إبان الغزو «الإسرائيلي» لبيروت ومحاصرتها في 3 يوليو 1982، قبل أن يتحول نحو معسكر صغير في «إسرائيل» يدعو إلى الصلح مع الفلسطينيين والعرب، بإقامة دولتين، دولة فلسطينية وأخرى «إسرائيلية»، تعيشان متجاورتين بسلام، وذلك من منطلق الحرص والخوف على مصير «إسرائيل» من الزوال في حال استمرت في سياساتها العدوانية. فكان أن أسس في عام 1993 «حركة السلام» (جوش شلوم بالعبرية). وكعلماني يهودي، فإنه معارض لنفوذ اليهود الأرثوذكس على الحياة السياسية في «إسرائيل». وعمل على الترويج لأفكاره عبر العديد من النشاطات التي قامت بها حركته، وعبر سلسلة المقالات التي يداوم على نشرها في الصحافة «الإسرائيلية» والمنابر الأمريكية الليبرالية. واشتُهر عنه رده على خفة استخدام مفردتي «إرهاب» و «إرهابيين»، بالقول: «لا تحدثني عن الإرهاب والإرهابيين، فأنا كنت يوماً إرهابياً»، في إشارة منه دائمة إلى ماضيه الذي يدينه ويحاول التبرؤ منه عندما كان عضواً في منظمة «أرغون» الإرهابية، ويوم أن حارب في صفوف الجيش «الإسرائيلي». اليوم، وهو في سن الخامسة والتسعين، مازال أفنيري يكتب من موقع المعارض للحكومات «الإسرائيلية» وللمستوطنين الذين يشبّههم بالوحش الذي رباه شارون، ويواصل توجيه سهام نقده في الصحافة الأمريكية الموازية للإدارة الأمريكية، خصوصاً تعيينها ديفيد فريدمان سفيراً لواشنطن في «تل أبيب»، حيث نشر مقالتين على الأقل في الصحافة الأمريكية الموازية، انتقد فيهما بكلمات لاذعة وقاسية جداً تعيين هذه الشخصية، حيث اعتبر في المقال الأول في 23 ديسمبر 2017، وفي المقال الثاني في 23 مارس 2018، أن ترامب بصق في وجه الجميع بتعيينه لمحام فاشل ومفلس نعته أفنيري بالفاشي، وبأنه يصلح أن يكون سفيراً ل«إسرائيل» في أمريكا وليس العكس، وأن ما قاله محمود عباس (أبو مازن) بحقه هو أقل القليل مما يستحقه، مستعرضاًَ عديد العبارات التي تؤكد صحة توصيفه له، ومنها قوله «نحن الإسرائيليين الحقيقيين، نحن الإسرائيليين الوطنيين»، و«إن إسرائيل العظمى تمتد من النهر إلى البحر»، وإنه «يجب طرد ال 21% من الفلسطينيين الذين يقيمون داخل إسرائيل»، و«إن على الرئيس ترامب أن يطرد كل من مازال يدعو لحل الدولتين في وزارة الخارجية الأمريكية». alsayyadm@yahoo.com
مشاركة :