وجدت الحياة في الدوحة أجمل بكثير مما توقعت

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

100 يوم فقط كانت شاهدة على التحول الكبير في قلعة الفهود. 100 يوم فقط كانت سبباً مباشراً في ارتفاع سقف طموحات عشاق الغرافة. مئة يوم فقط مرّت على الإعلان الرسمي عن أقوى صفقات الموسم على الإطلاق من خلال تعاقد الغرافة مع الهولندي المخضرم ويسلي شنايدر. وخلال هذه الفترة قاد شنايدر رحلة التحول من خلال شارة القيادة، كما أنه حمل على عاتقه مهمة تحقيق آمال الغرفاوية خلال الفترة المقبلة. ومنذ يوم الثامن من يناير الماضي - موعد التعاقد الرسمي - وعلى مدار المئة يوم التي مرّت حتى الآن قدّم النجم الهولندي أفضل المستويات الممكنة وصنع الفارق للفهود من خلال المشاركة الفعّالة في إعادة الغرافة إلى المربع الذهبي بعد غياب ست سنوات كاملة فضلاً عن المستويات والنتائج المقبولة في دوري أبطال آسيا. وإذا كان الغرافة يُعِد العدة الآن لخوض الموقعة المرتقبة أمام الدحيل في نصف نهائي كأس قطر، فإن الجماهير الغرفاوية تنتظر من محترفيها ومواطنيها بذل أقصى الجهود الممكنة وعلى رأسهم بالطبع شنايدر الذي التقته الراية  الرياضية قبل مران الأمس في حوار مطوّل هو الأول للنجم الكبير للصحافة القطرية منذ انضمامه للدوري القطري .. وإليكم التفاصيل .. فترة رائعةحدّثنا في البداية عن الفترة التي قضيتها حتى الآن في قطر؟ - هي فترة أكثر من رائعة بالطبع وفي هذا اليوم تحديداً أكون قد أكملت مئة يوم كاملة في قطر منذ أن وقّعت على العقد الرسمي لانضمامي لنادي الغرافة، والحقيقة أنني سعيد جداً بهذه الفترة للعديد من الأسباب منها ما يخصّني أنا شخصياً ومنها ما يخص أسرتي أيضاً.وما هي هذه الأسباب؟ - أولاً في الجزء الذي يخصّني فأنا سعيد لأنني استعدت جزءاً كبيراً من مستواي مع الغرافة خلال هذه الفترة وظهرت بشكل جيد في كافة المنافسات سواء في بطولة الدوري أو في دوري أبطال آسيا، فضلاً عن أنني أستمتع كثيراً باللعب مع هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين ومع الجهازين الفني والإداري، كما أن مجلس الإدارة برئاسة الشيخ جاسم بن ثامر آل ثاني لا يدخر أي جهود ممكنة في دعم الفريق ومساندته، أما ما يخص أسرتي فهذا الجانب هو الأهم لأن أسرتي تشعر بارتياح شديد للحياة في قطر، وألحظ ذلك بوضوح في جميع انطباعاتهم وفي تعليقاتهم، وتلك السعادة التي يشعر بها جميع أفراد أسرتي تنعكس بالإيجاب على المستوى الذي أقدّمه خلال المباريات.وكيف وجدت الدوحة خلال هذه الفترة ؟ - قبل مجيئي إلى قطر وتعاقدي مع الغرافة سمعت الكثير عن قطر والحياة فيها من بعض أصدقائي وعلى رأسهم أنور ديبا لاعب نادي الخريطيات الذي شجّعني كثيراً على هذه الخطوة، والحقيقة أنني تأكدت من أنه كان صادقاً في كل ما قاله عن قطر ولا أكون مُبالغاً حينما أقول إنني وجدت قطر أفضل مما توقعت وأجمل من الصورة التي رسمها لي كل من تحدّثت معهم.حدثنا عن برنامجك اليومي في قطر؟ - أي لاعب محترف يتمحور برنامجه اليومي حول التدريبات والمباريات التي تكون هي الشغل الشاغل لهذا اللاعب، وبالتالي فإنني أستيقظ في الصباح بشكل طبيعي وأبدأ رحلة ترتيب أفكاري أثناء بقائي في المنزل مع أسرتي وأتعمّد حصولي على أكبر قسط من الراحة في فترة الظهيرة حتى أكون على أتمّ جاهزية للتدريب أو المباراة من كافة النواحي الذهنية والبدنية، وعقب الانتهاء من التدريب أعود إلى المنزل وأخصّص الجزء المتبقي من اليوم لأسرتي، حيث أسعد كثيراً بالبقاء مع أفراد أسرتي أطول وقت ممكن ومشاركة ابني ألعابه الصغيرة، وبالتالي فإنني أستطيع أن أقول أن النهار للكرة والليل للأسرة. إصرار كبير على النجاحهل تتابع بعضاً من تحضيرات قطر لاستضافة المونديال عام 2022؟ - أي شخص يعيش في قطر يمكنه أن يلاحظ بسهولة حجم الجهود المبذولة لتنظيم مونديال 2022 لأن وتيرة العمل تسير بسرعة كبيرة وفي كل مكان سواء فيما يخص الملاعب أو الطرق أو الأنفاق والكباري وغيرها من الأمور التي تساعد على استضافة هذا المونديال.وما هو انطباعك عن هذه التحضيرات؟ - انطباعات أكثر من رائعة بالطبع وأعترف بأن هذه التحضيرات وهذا الإصرار على النجاح وتلك الإرادة التي يتحلّى بها القائمون على تنظيم هذا الحدث الكبير كلها أمور أدهشتني وجعلتني أشعر بسعادة كبيرة لأنني أتواجد حالياً في هذا البلد الرائع، كما أنني أحرص دائماً على نقل هذه الصورة التي أراها بنفسي لكل من يسألني رأيي عن تحضيرات قطر، وأقولها للجميع إن الدوحة ستنظّم المونديال بصورة تفوق الخيال، وبالتالي فإنّ عندي إصراراً كبيراً على أن أكون جزءاً من هذا الحدث.ماذا تقصد بذلك؟ - أقصد أنني سأكون حاضراً في الدوحة خلال فترة إقامة نهائيات كأس العالم 2022 في جميع الأحوال سواء كانت عندي صفة رسمية للتواجد في المونديال أو حتى لو لم تكنْ لي أي صفة رسمية، ووقتها سأحضر كمُشاهد لأستمتع كغيري بتنظيم حدث كبير واستثنائي، ولكي أرى بنفسي ترجمة هذه الجهود الرائعة على أرض الواقع خلال فترة إقامة البطولة.وماهي توقعاتك للفائز بلقب المونديال المقبل في روسيا؟ - التوقعات صعبة بالطبع، ولكني أعتقد أن منتخبي ألمانيا والبرازيل هما الأقرب للمنافسة على هذا اللقب، وقد يكون النهائي بين هذين المُنتخبين، خاصة أن كلاً منهما يملك مجموعة رائعة ومتجانسة من اللاعبين، ولكن هذا لا يمنع إمكانية حدوث مفاجآت من بعض المُنتخبات الأخرى خاصة أنّ مثل هذه البطولات الكبيرة عودتنا دائماً أنها لا تخضع لأي توقّعات أو مُؤشّرات. التركيز مطلوب لتخطي عقبة الدحيل الصعبة رفض الهولندي المخضرم ويسلي شنايدر الحديث عن نقاط القوة والضعف في صفوف فريق الدحيل الذي سيلتقي مع الغرافة مساء بعد غد الأحد في الدور نصف النهائي من بطولة كأس قطر، مشيراً إلى أن الجميع يعلم حجم فريق الدحيل بدليل فوزه بلقب بطولة الدوري قبل فترة من نهاية المسابقة. وأضاف شنايدر: فريق الغرافة أيضاً يقدّم مستويات جيّدة في الفترة الأخيرة ويملك العديد من الأسلحة التي تساعده في إزعاج المنافس وخلق المشاكل له، ورغم إدراكنا بمدى صعوبة هذه المباراة إلا أننا سندخلها بحثاً عن الفوز ولا شيء سواه. وتابع: مباريات الكؤوس تحتمل كل شيء والتكهّن بنتائجها أمر يصعب تحقيقه حتى ولو كانت هناك فوارق فنية وبدنية كبيرة بين الفريقين المتنافسين، وبالتالي فإن المطلوب من فريقي هو التحلي بأعلى درجات التركيز وعدم ترك الفرصة للمنافس للسيطرة على مجريات اللعب، فضلاً عن استغلال أي فرصة تتاح للفريق أمام المرمى خاصة أن مثل هذه المباريات قد تحسمها فرصة وحيدة. شنايدر موجود مع ديبا والفهود أكد النجم الهولندي المخضرم أن لديه العديد من الصداقات التي كوّنها في قطر خلال هذه الفترة، مشيراً إلى أن هذه الصداقات رغم كثرتها إلا أنها تقتصر على لاعبي الفريق الأول لكرة القدم بنادي الغرافة، فضلاً عن بعض أفراد الجالية الهولندية الموجودة في الدوحة. وقال شنايدر إنه يخرج في بعض الأوقات مع صديقه القديم أنور ديبا لاعب فريق الخريطيات والذي يعد أول شخص ينصحه بالموافقة على عرض نادي الغرافة، مشيراً إلى أنه عندما يخرج للتنزه في بعض الأوقات يكون موجوداً مع ديبا أو أحد أفراد الفريق الغرفاوي. جتسي تشافا أول الداعمين لي أكد شنايدر أن فرحته الكبيرة بإحراز الأهداف وبالفوز بالبطولات والألقاب، لا يمكن أن تقارن على الإطلاق باللحظات التي يقضيها مع ابنه جتسي تشافا سواء في المنزل أو خارجه. وقال قائد الفهود: ابني هو أول الداعمين لي وأهم المشجّعين في الملعب وخارج الملعب وهو مهتم جداً بكرة القدم لدرجة أنه عندما يرى الكرة في أي مكان يشتعل نشاطاً ويصر على اللعب بهذه الكرة، وبمجرد أن يراني وأنا أرتدي تي شيرت نادي الغرافة أجده يهتف باسمي وكأنه يشجّعني من المدرّجات حتى ولو كان ذلك أثناء تواجدنا في المنزل. «بابا ويسلي» هزت قلبي وصف الهولندي المخضرم ويسلي شنايدر الفيديو الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لابنه وهو يهتف «بابا ويسلي» في مدرجات ثاني بن جاسم بنادي الغرافة أثناء أولى مباريات شنايدر مع الفهود، بالفيديو الذي هزّ قلبه. وقال: شاهدت هذا الفيديو مراراً وتكراراً وشعرت بأحاسيس أكثر من رائعة ولا أجد من الكلمات ما أستطيع أن أعبّر به عن سعادتي بهذا الفيديو. جهد مميز للمهيزع وعبد الجبار كعادتهما دائماً قدم الثنائي المتميز طه المهيزع المسؤول الإعلامي بنادي الغرافة وعبد الجبار رضوان المترجم بالنادي جهداً مشكوراً قبل وأثناء الحوار الذي أجرته الراية  الرياضية مع النجم الهولندي ويسلي شنايدر، سواء فيما يخصّ عملية التنسيق التي قام بها المهيزع، أو الترجمة التي تكفل بها رضوان خلال الحوار. اللاعب القطري يملك مقومات الاحتراف الخارجي ولكن .. أكّد الهولندي ويسلي شنايدر أن هناك العديد من اللاعبين القطريين الذين يملكون كافة مقوّمات الاحتراف الخارجي في الدوريات الأوروبية سواء فيما يخص المقومات البدنية أو الفنية. وقال: عدم إقبال اللاعبين على خوض هذه التجربة يعود إلى أن الحافز المادي موجودٌ هنا في الدوري القطري، وبالتالي يفتقد اللاعب أحد أهم المحفزات لخوض هذه التجربة. وخلال حديثه عن قدرة اللاعب القطري على الاحتراف الخارجي، أشار شنايدر إلى زميله في الفريق عاصم مادبو الذي مرّ بالصدفة أثناء الحوار.. قائلاً: على سبيل المثال لا الحصر أعتقد أن مادبو يملك القدرات الفنية والبدنية التي تساعده على التواجد في الدوريات الأوروبية لأنه لاعب مُقاتل في أرضيّة الملعب. لا أجد تفسيراً لحرماني من لقب الأفضل في العالم رغم اعتراف ويسلي شنايدر بأنه نسي تماماً قضية حرمانه من لقب أفضل لاعب في العالم عام 2010، إلا أنه لم ينكر أن هذا الأمر سبب له إزعاجاً كبيراً في هذه الفترة. وتعود هذه القضية إلى أفضل مواسم شنايدر مع كرة القدم عندما تألق بشكل لافت مع منتخب الطواحين، فضلاً عن قيادته لفريق إنتر ميلان الإيطالي لحصد الثلاثية التاريخية، بالفوز بلقبي الدوري والكأس في إيطاليا، ثم دوري أبطال أوروبا. وقال شنايدر: الحقيقة أنني لم أجد تفسيراً واحداً يقنعني بحرماني من هذه الجائزة، وبالتالي حرصت على تجاهل هذا الأمر تماماً، وساعدتني البطولات التي حققتها بعدها على نسيان هذا الأمر تماماً.

مشاركة :