قائد فرقة «برول» لـ«الشرق الأوسط»: السعوديون استحسنوا ثقافة الهنود الحمر

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

"السعوديون لديهم ثقافة الفن في دمائهم" كان هذا تعليق بول لاروش قائد فرقة (Brulé) الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عقب ختام عرضهم الموسيقي الذي قدموه أمس وبدعم من القنصلية الأميركية في جدة. وأضاف بول تعليقاً على الحضور: "صدقوني أنا لا أبالغ، نحن نقدم فناً تراثياً يمتد لمئات السنين خاص بالهنود الحمر السكان الأصليون في أميركا، ونجول في كثير من أنحاء العالم ونجد تفاعل من الجماهير، ولكن الجماهير السعودية كانت تشاركنا روحياً وجسدياً ولذلك كانوا مختلفين عن بقية الجماهير الأخرى". ويضيف: "تفسيري هنا أن الفن هو جانب فطري لدى السعوديون، وقد عرفت أن السعودية تزخر بخليط من الثقافات، والأعراق ولديها فنون ورقصات من المورث الشعبي وربما يكون ذلك هو التفسير لتفاعلهم المختلف معنا".وكانت فرقة (Brulé) قد قدمت عرضها في جدة ولقيت استحسان وتفاعل كبير من الجماهير الحاضرة، ولاسيما وأن "هذا النوع من الفن جديد على الوسط السعودي من خلال الزي التقليدي المدهش لقبائل الهنود الحمر الذي ارتداها العارضين، وطريقة أدائهم وألحانهم، فكان من الطبيعي أن يكون هناك تفاعل من نوع خاص مع العرض" كما تروي رنا بسيوني إحدى حضور العرض الفني في حديثها لـ«الشرق الأوسط».وقد بدأت فرقة (Brulé) عملها منذ عام 1995، وأسسها بول لاروش قائد الفرقة وضم إليها عدد من أفراد عائلته، بما فيهم زوجته كاثي وابنه شين وابنته نيكول وحفيدته بالإضافة إلى عازف الجيتار فلاسيس بيرجاكيس.وتقدم الفرقة مجموعة موسيقية معاصرة جديدة من بخليط من الأميركي القديم الخاص بقبائل الهنود الحمر مع إضافة بعض الآلات الجديدة، ويقع مقر الفرقة في ولاية (ساوث داكوتا). وبسبب الشعبية الكبيرة للعروض التي تقدمها الفرقة فقد تمكنوا من بيع أكثر من مليون قرص صوتي في جميع أنحاء العالم، كما تحصلوا على الكثير من الجوائز. وتحظى الفرقة بمتابعة إعلامية على مستوى أميركا حيث استضافتهم قناة (سي إن إن)، بالإضافة إلى العرض التلفزيوني المباشر مع الثنائي ريجيس وكاتي لي.أما عروضهم الفنية فهي شبه دائمة على مدار السنة في كثير من الولايات الأميركية وكذلك خارجها. ويعلق بول في حديثه المفصل لـ«الشرق الأوسط» أمس: "هناك ارتباط وثيق بين قبائل الهنود الحمر والفنون عامة، فالطفل لدينا يتعلم الغناء والرقص منذ الصغر، وأعتقد أن ذلك جانب منتشر في كثير من البشر وربما لديكم في السعودية أيضاً، كفنون تقليدية فنحن نقدم مورثنا من مئات السنين".وكان بول قد تعرض لحادثة أثرت عليه في بداية حياته كما يصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إذ يقول: "توفي والدي عندما وُلدت، ثم تبنتي أسرة من الأميركيين البيض من الطبقة المتوسطة في بلدة ورثينجتون الصغيرة في جنوب غرب ولاية مينيسوتا، وعشت معهم بصورة طبيعية على أنني من هذه الأسرة، وبعد فترة من الزمن توفي والديّ اللذان تبنياني وعرفت لاحقاً أنهم ليس والدي الحقيقيين".ويواصل: "عقب ذلك مارست حياتي بشكل طبيعي حيث تزوجت وأنجبت، ولكن بعد فترة من الزمن وجدت زوجتي كاثي وثيقة داخل شنطة قديمة كنت أحتفظ بها، لتعرف كافة تفاصيلي الحقيقية ووالداي الأصليان، وكذلك القبيلة التي أنتمي لها من الهنود الحمر، ولم تكتفي بذلك بل قامت دون علمي بجهد كبير للبحث عن مقر أسرتي الأصلية وتواصلت مع أشقائي وأقربائي، بعد مرور 5 أعوام من بحثها وتقصيها أخبرتني بأنها وجدت أسرتي الحقيقية".ويصف بول اللحظة الأولى التي تواصل مع عائلته: "في عام 1993 كان أول اتصال لي مع أخي الذي كان متفاجئاً بأن له أخ آخر وهو نفس الشعور الذي مر بي، ليستمر حديثنا الهاتفي لمدة ساعتين". وكشف بول أن عائلته المتكونة من الأشقاء وبقية أقاربه طلبوا منه العودة إلى مناطق الهنود الحمر ويواصل فنه إذ مزج بين فنون الأميركان البيض مع إرث الهنود الحمر.ويشرح بول بأنه في الوقت الحالي أصبح: "كسفير بين الأميركيين البيض والهنود الحمر من خلال الفن الذي يقدمه، بصحبة أفراد عائلته التي أبدعت في الفن أيضاً كما هو الحال معه".يذكر أن الهنود الحمر هم السكان الأصليين لأميركا ويتكونون من قبائل متفرعة، وتعد (Brulé) التي عليها اسم الفرقة الفنية واحدة من الفروع أو الفرق السبعة (تسمى أحيانا "القبائل الفرعية") من شعب الأميركيين الهنود. ولديهم العديد من العادات والتقاليد الخاصة بهم التي لازالت مستمرة ويحرصون على الحفاظ عليها كما يوضح بول لاروش قائد فرقة (Brulé) في ختام حديثه لـ«الشرق الأوسط».

مشاركة :