قال الدكتور زيلاكتو لاقموجيا، رئيس مجلس الوزراء السابق في البوسنة والهرسك، لـ«الشرق الأوسط»، إن السعودية ستشهد نقلة كبيرة في مجال الابتكار عامة وفي مجال الريادة الاجتماعية خاصة خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن الاستراتيجية التي تعمل بها الرياض ترتكز على أساس متين قوامه الريادة في العلم والصناعة والأبحاث، بشهادة الفعاليات والمؤتمرات العالمية التي شهدتها خلال الأعوام الأخيرة، مما سيمكنها من قيادة دول المنطقة في هذا المجال. ونوه لاقموجيا إلى أن السعودية قطعت شوطا كبيرا في تعزيز ثقافة الابتكار في الريادة الاجتماعية، كجزء لا يتجزأ من دورها المهم الذي تلعبه لصالح السلام الاجتماعي والاقتصادي والأمني في المنطقة خاصة، وفي العالم عامة. وأوضح رئيس مجلس الوزراء السابق في البوسنة والهرسك أنه لم يعد أمام العالم – حاليا - إلا صبّ جلّ الاهتمام على الابتكار لقيادة دفة الاقتصاد والسلام الاجتماعي ومساعدة المجتمعات الفقيرة التي تشكو عوز الحاجة، لترميم مجتمعاتها من خلال تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية من خلال الابتكار في مجال الريادة الاجتماعية. جاءت هذه التصريحات الخاصة على هامش فعاليات المنتدى العالمي لريادة الأعمال بعنوان «الابتكار في الريادة الاجتماعية»، الذي انطلق أمس الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة خبراء دوليين وإقليميين ومحليين، عبر ثلاث جلسات شملت محاور عدة. من جهته، أوضح الدكتور عبد العزيز المطيري، مدير عام صندوق المئوية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المنتدى العالمي لريادة الأعمال جاء بعنوان (الابتكار في الريادة الاجتماعية)، لزيادة الوعي المحلي حول المشروعات الاجتماعية، ومحاولة خلق فرصة لتبادل أفضل الممارسات في إنشاء مؤسسة اجتماعية، بالإضافة إلى عرض استراتيجية لزيادة عدد المشروعات الاجتماعية الناجحة في السعودية». وقال المطيري إن «الرياديين والمبتكرين نقيض لأصحاب المشروعات التقليديين الذين يركزون بالدرجة الأولى على الربح المادي، نسبة لأنهم يتمتعون بالبعد الاجتماعي من خلال رؤى عالمية أوسع، حيث يركزون على نموذج القطاع الثلاثي وهو العالم والناس والأرباح». ونوه بأهمية تطبيق مبادئ الريادة الاجتماعية على منظمات ذات أحجام وتركيبات مختلفة، تعزيزا للاهتمام الأوسع بالمجتمع، مشيرا إلى أن الريادة الاجتماعية ترتبط غالبا بالجمعيات الخيرية والمؤسسات غير الربحية والمنظمات غير الحكومية، على الرغم من أن تأثير الريادة الاجتماعية يمتد إلى ما هو أبعد من هذه القطاعات. وأوضح المطيري أن المنتدى العالمي لريادة الأعمال أضحى حدثا عالميا سنويا يجمع تحت سقف واحد قيادات سعودية وخليجية ودولية في مجال ريادة الأعمال للمشاركة بالرؤى وتبادل أفضل الخبرات، والكشف عن أحدث الاتجاهات والابتكارات في مجتمع ريادة الأعمال العالمي. وأكد المطيري أن ريادة الأعمال في السعودية حظيت باهتمام بالغ من قبل القيادة السعودية، مشيرا إلى أن الرياض أصبحت بوصلة عالمية لريادة الأعمال، مبينا أن صندوق المئوية أطلق مبادرة المنتدى العالمي لريادة الأعمال عام 2014، كامتداد سنوي لجائزة الأمير عبد العزيز بن عبد الله العالمية لريادة الأعمال. ولفت إلى أن السعودية ستمضي خطوات كبيرة من أجل تعزيز ثقافة ريادة الأعمال، مبينا أنها أصبحت عنصر تحفيز وتشجيع في ريادة الأعمال، وتعد إضافة مهمة وقيّمة من خلال سعي صندوق المئوية لتمكين الشباب من الجنسين من تحقيق أهدافهم الابتكارية والريادية. واستعرض المنتدى في الجلسة الأولى تجارب عالمية في الريادة الاجتماعية، بمشاركة الدكتور عبد المحسن الديري رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة البحرينية. وتناولت الجلسة الثانية دور المنظمات في الريادة الاجتماعية، في حين تناولت الجلسة الثالثة تعزيز دور الحكومات في الريادة الاجتماعية، بمشاركة رئيس مجلس الوزراء السابق في البوسنة والهرسك، ووزير الشؤون الاجتماعية في السعودية، ووزيرة الشؤون الاجتماعية البحرينية السابقة، ووكيل وزارة الشباب في السعودية. يشار إلى المنتدى العالمي لريادة الأعمال (GEF)، الذي انطلقت فعالياته أمس الثلاثاء، نظمه صندوق المئوية تحت شعار «الابتكار في الريادة الاجتماعية»، لمناقشة جدوى الحلول لمجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية محليا وعالميا، من خلال ريادة الأعمال، بمشاركة وزراء وكبار المسؤولين وعدد من قادة الفكر الريادي في السعودية والخليج والعالم.
مشاركة :