«التقاعد المبكر».. يا فرحة ما تمّت!

  • 4/20/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كم تهللنا فرحاً بمقترح قانون التقاعد المبكر، وكم عقدنا آمالاً كبيرة وأحلاماً مع أنفسنا أولاً، ومع أُسرنا وأولادنا ثانياً بالحصول على الحرية، خصوصاً المرأة فهي بحاجة بعد خدمة أكثر من عشرين عاماً إلى الراحة والاستمتاع في ما بقي من شباب عمرها.. وبالذات من يعملن في وزارة التربية وبسلك التدريس تحديدًا! فبعض المسؤولات، لا يمكن تركهن يسرحن ويمرحن في مناصب قيادية من دون ضوابط أو محاسبة، أو حتى متابعة ممن أعلى منهن! فإذا كانت مسؤولة ما تُعاني إسقاطات نفسية فلماذا تصبها فيمن لا تناسب مزاجها، تُقيم تقييم الكفاءة ــــ الذي يُفترض أن يكون مبنياً على أداء الموظف في العمل ــــ لا على العلاقات الشخصية والمحسوبية بكل جور، مستغلة منصبها في الظلم وعدم العدالة..! فأبناء الوطن يُظلَمون من أبنائه، وما أقواه وأسوأه من سكين قد طُعن في ظهر العدالة..! ومع الأسف، فإن البعض ممن يُجبرون على ترك الوظائف يكونون قد مات من قبلهم ومن بعدهم وهم الى آخر لحظة مُلصقون بغراء الجبروت بكراسيهم.. بل إن أفكارهم أصبحت بالية ولا تناسب الدماء الجديدة! ولا تناسب التطور التكنولوجي، ولا حتى التطور بكل مفاهيمه! هنا.. يكون التقاعد المبكر واجباً على هؤلاء! ورحمة للمستضعفين من غيرهم. أقول: أعطوا القرار حقه بالدراسة والاطلاع والتقارير، فهذا سيكلف الدولة، لكن إن كان المال يساعد في استقرار الشعب وجعله مُنتجاً بطريقة أفضل للجدد منهم وحلاً مُريحاً لمن تعب وشقي واكتفى فهنا يكون له معنى، وقيمته لن تذهب هدراً! فكيف لآلة مستهلكة أن تعمل بكفاءة الجديدة، بحجة لا تُريد شراء جديدة لأنها باهظة الثمن، فما بالك بإنسان يُعامل في وطنه بلا إنسانية؟! الآن، وفي دول كثيرة أصبح هناك وزراء للسعادة، فهم بمناصب ورواتب وصلاحيات أي وزير آخر، ووظيفتهم من عنوانها جليّة هي أن يوجدوا الطرق التي تُسعد الشعب، لأنهم يؤمنون تماماً بأن صلاح الوطن واستقراره وهدوء شعبه من صلاحه، ولكي ينتج ويتطور ويُنافس فهم بحاجة إلى إنسان غير مستهلك أو يُعاني! نحن لا نطالب بوزير للسعادة لكن نطالب بالتقاعد المبكر، فليس بالصحيح أنه يخدم مصالح، خاصة إن نُظر للموضوع من باب أننا بشر وفُتحت قبور مطموسة من المعاناة والتعب، خصوصا للطبقة الكادحة. وفي النهاية كل شخص يُفصل قراره بناءً على ظروفه، وما هو متوافر. كم أتمنى لو يرجع قرار خدمة ١٥ عامًا و٤٠ سنة، لم أرَ قط امرأة تذمّرت منه، لأنها الأعلم بمقدار تحمّلها. هنادي ملا يوسف Thepresenter369@gmail.com

مشاركة :