مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 12 مايو المقبل، ازدادت حدة المنافسة، وتعدّت التسقيط السياسي عبر الجيوش الإلكترونية إلى ما هو معلن عبر تمزيق صور المرشحين أو التعرض إلى محاولات اغتيال، في وقت أعلنت مفوضية الانتخابات أنها ستتخذ إجراءات من أجل المحافظة على سلامة الانتخابات ونزاهتها. وامتدت حملات التشهير بين الجهات السياسية المتنافسة إلى الفضائح الجنسية والاتهامات بالفساد والكذب. وأطلق العراقيون مصطلح «الجيوش الإلكترونية» على مواقع التواصل الاجتماعي الوهمية المعروفة بانحيازها لبعض الجهات السياسية أو قيامها باستهداف جهة معينة دون غيرها. وعقب 5 أيام على بدء الحملة الدعائية لنحو 7 آلاف مرشح ومرشحة، تستمر شهرا تقريبا، عمد كل تحالف أو ائتلاف إلى رفع شعاره الخاص وتقديم رؤيته وأهدافه، في انتخابات على درجة عالية من الأهمية في تاريخ العراق الحديث. وتكاد شعارات ومناهج الكتل السياسية الحالية والسابقة تكون متشابهة؛ إذ انها تتلاءم مع وضع المواطن العراقي وتدغدغ مشاعره ومتطلباته، مع بعض المواضيع التي تختلف عن الانتخابات السابقة مثل التحول نحو المدينة والحديث عن العلمانية. في السابق، كانت الكتل السياسية شيعية وسنّية وكردية، وكانت تطغى عليها الصبغة الطائفية، لكن الآن تفكّكت وأصبح هناك تنوّع في المكوّنات المشاركة في التحالفات، وبالتالي قلّ الحديث عن المواضيع الطائفية، وهذا أمر ايجابي في العراق. لكن الانتخابات الحالية تشهد حملات تسقيط كبيرة جدا مارستها جيوش إلكترونية، وعمليات تمزيق للافتات المرشحين، وهذه بداية غير مشجعة تقوم بها مجاميع تابعة لكتل سياسية. إن نظرة متفحّصة على الشعارات الانتخابية الحالية تعكس أن جميعها أصبحت تنادي بوجوب التغيير، وهذا ما يثير سخرية الشارع العراقي؛ إذ إن غالبية الكتل المرشحة شاركت في البرلمانات السابقة، وكان لها تمثيل وزاري في جميع الدورات الانتخابية. تحالف النصر يرى متابعون أن تحالف النصر الذي أطلق حملته الانتخابية تحت شعار «العراق يتقدم» هو الاوفر حظا في استقطاب أصوات الناخبين. ولفت التحالف إلى أنه سيكمل مسيرة البناء والإعمار، بعد أن تحررت كل أراضي العراق. واستخدم اللون الازرق في حملته الانتخابية ورمز «خريطة العراق» في جميع لافتات مرشحيه. يرأس التحالف رئيس الوزراء حيدر العبادي، ويتكوّن من كتلة الفضيلة، وتيار الإصلاح، برئاسة وزير الخارجية ابراهيم الجعفري، و«مستقلون» برئاسة حسين الشهرستاني، فضلا عن ثلاث كتل من القوى السنّية، إحداها تابعة لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي، وتحمل اسم «بيارق الخير». وقرر التحالف استبعاد المرشحة انتظار الشمري بسبب فيديو «فاضح» مزعوم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين. وتشغل الشمري منصب أستاذة في جامعة بغداد، وسارعت إلى نفي الواقعة عبر بيان قالت فيه إن «جهات سياسية وأجندات خارجية تسعى لإسقاطي سياسيا لأغراض انتخابية، وهذه الجهات تقف وراء الفيديو المزعوم والمفبرك». وقال حسين العادلي الناطق الرسمي باسم التحالف إن «هناك مواصفات لكل مرشح، وعندما يتم الإخلال به لا تنطبق عليه قوانين المشاركة في الانتخابات، لذا تم اتخاذ القرار من قبل «ائتلاف النصر» باستبعاد المرشحة». ائتلاف دولة القانون يرأسه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، وبدأ حملته الانتخابية باكرا من خلال زيارات قام بها في جميع المحافظات لتبيين برنامجه السياسي، والائتلاف من القوائم القليلة التي لم تغيّر من اسمها وشعارها منذ الانتخابات الماضية. ودعا المالكي في خطاباته إلى تطبيق مبدأ «الغالبية السياسية»، لافتا إلى أنها «الحل للتخلّص من الأزمات» جميعها. وهو الشعار الرسمي الذي اعتمده تحالفه الانتخابي. الى جانب شعار «عراق قوي وعيش كريم». واستخدم الائتلاف شعار «معاً» وهو الشعار السابق نفسه الى جانب رمز «الميزان» مع اللونين الأصفر والأبيض. تحالف سائرون للإصلاح يرأسه مقتدى الصدر رئيس التيار الصدري، الذي أطلق حملة تحت هاشتاغ مليونية إصلاحية انتخابية، دعا من خلالها الشارع العراقي إلى «عدم اليأس، والمشاركة لتغيير وجوه الساسة الحاكمة كخطوة نحو تحقيق الإصلاح المنشود». واعتمد شعار «سائرون للصلاح». ويضم التحالف قوى علمانية الى جانب التيار الصدري «الاسلامي». وتميّزت حملة التحالف باللون الازرق مع شعار «سائرون» المكتوبة بالخط العربي المزخرف بالحركات. وأعلن التحالف عن تعرّض بعض مرشحيه إلى محاولات اغتيال، طالت اثنين منهم في بغداد والبصرة. وقال الناطق باسمه قحطان الجبوري إن «اثنين من مرشحي تحالفنا تعرّضا لمحاولتي اغتيال طالتا إحدى مرشحاتنا في محافظة البصرة والأخرى طالت مرشحا آخر في محافظة بغداد، الأمر الذي يدل على مدى ما وصلت إليه الأمور على صعيد التنافس الانتخابي». تحالف الفتح يرأسه هادي العامري رئيس منظمة بدر، ودخل الانتخابات إلى جانب «عصائب أهل الحق» برئاسة قيس الخزعلي، وباقي فصائل الحشد الشعبي، وابتدأ نشاطه الانتخابي بزيارة شيوخ عشائر محافظات وسط وجنوبي العراق. ويحمل التحالف شعارات «التغيير وتحسين الخدمات ومنع عودة داعش». الى جانب الشعار الرسمي «انه زمن العراق». واستخدم التحالف اللون الأخضر مع رسم تعبيري لرأس الأسد. تيار الحكمة هو أحد الأحزاب السياسية العراقية تأسس في بغداد بتاريخ 24 يوليو 2017 حيث أعلن تأسيسه عمار الحكيم بعد انشقاقه عن «المجلس الإسلامي الاعلى»، واطلق التيار شعار «إحنا كدها» واستخدم اللونين الأزرق والأصفر الى جانب رمز «السعفة»، وهو الرمز الرسمي للتيار. حركة إرادة تتزعمها النائبة السابقة عن «ائتلاف دولة القانون» حنان الفتلاوي، وهذه الحركة أول حزب سياسي عراقي حصل على اجازة تأسيس رسمية من مفوضية الانتخابات لخوض الانتخابات المقبلة. واعتمدت الحركة شعار «لأنكم معي.. سننجح» و«حقوق، ثروات، تنمية» واستخدمت اللون البنفسجي مع الابيض. حزب الوطنية يرأسه نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، وشعاره «الهلال» الملون بألوان العلم العراقي تتوسطه «نخلة»، وتحت شعار «دولة قوية»، مع استخدام اللون الازرق. يضم حزب العراق للاصلاح وحزب الحوار والتغيير وحزب الخيار العربي وجبهة الوحدة الوطنية وتجمّع نهضة جيل ووطني أولا والمشروع الوطني العراقي وحزب «العروبيون» والجبهة العراقية للحوار الوطني والتجمع المدني للاصلاح (عمل). (رويترز، أ.ف.ب، الأناضول) الأولى بعد هزيمة «داعش» تعد الانتخابات الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم داعش نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011. كما أنها رابع انتخابات منذ الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003 ويتنافس في الانتخابات 320 حزباً سياسياً وائتلافاً وقائمة انتخابية، موزعة على النحو التالي: 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفاً انتخابياً، وذلك من خلال 7 آلاف و367 مرشحاً.
مشاركة :