شعبان فرصة عظيمة لنفض غبار الغفلة

  • 4/21/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال فضيلة الداعية د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية إن من رحمة الله جل جلاله وفضله علينا، أن جعل لنا مواسم الخير والبركات فيها نفحات تصيب من يتعرض لها ويغتنمها، مواسم يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، ويتنافس فيها المتنافسون، ويرجع فيها المذنبون، ولسان حالهم يقول: «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى»، مشيراً إلى أنه قد حلّ بنا شهر من تلكم النفحات، ألا وهو شهر شعبان، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك شهر يغفُل الناس عنه، بين رجب ورمضان). فرصة عظيمة وقال د. المري في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع المعيذر إن شهر شعبان، فرصة عظيمة لنفض غبار الغفلة عن النفوس والقلوب، والاجتهاد في طاعة علام الغيوب مضيفاً: هو الشهر الذي أحبَّه الحبيب النبيّ صلى الله عليه وسلم، واختصَّه بعبادة تفضِّله على غيره من الشهور، وبذلك يتميز بأنه شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم... ففي صحيح أبي داود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان أحبّ الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يصومَه شعبان، ثم يَصِله برمضان». وقفة اختبارية وأكد أنه لا بد أن نقف مع أنفسنا وقفة اختبارية عملية في حياتنا، لنسأل أنفسنا، هل نحب ما أحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ونبّه الخطيب إلى أن أخطر شيء في حياة الإنسان هو الغفلة، لاسيما الغفلة عن الصلة بالله وطاعته والتقرب إليه، محذراً من أن الغفلة عن الله جل جلاله مُهلكة للإنسان، فكم من غافل عن مولاه لم يستفق إلا وهو صريع بين الأموات، فما ينفعه وقتها الندم وما تنفعه الحسرات. وقال: المصيبة الأعظم أن يغفل العبد عن الله ولقائه وهو سبحانه القائل: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. الرضا بالحياة وأضاف: إذا تأملنا، فسنجد أن من غفل توافرت فيه هذه الصفات، الرضا بالحياة الدنيا والاطمئنانُ بها، وكأنها النعيم المقيم الذي لا يفنى ولا يزول، فغفل عن الموت وما بعد الموت فأقبل على الشهوات والملذات لا يفرق بين حلالها وحرامها، يتابع نفسه في كل ما تشتهيه بغير تفكير ولا خوف ولا وجل فحَق عليه وعلى أمثاله قول العزيز الجبار: ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ، لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ. وتابع د. المري: حين يغفُل الناس، بل لا بد أن تكون متيقظاً لربك سبحانه وتعالى غير غافلٍ، فأنت المقبلُ إذا تولى الناس، وأنت المتصدق إذا بخلوا، وأنت القائم إذا ناموا، وأنت الذاكر لله إذا أصابتهم الغفلة وابتعدوا. اهتمام خاص وبين أن السلف الصالح كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتماماً خاصاً لِما عرفوا ما فيه من نفحات وكرامات، ويتسابقون ويتنافسون في الطاعات وفعل الخيرات والقربات، وكأنهم يُهيئون قلوبهم لاستقبال نفحات رمضان الكبرى، مشيراً إلى أنهم كانوا يجعلون من شهر شعبان شهر التدريب والتأهيل التربوي والرباني، ويجعلونه بمثابة دفعة قوية وحركة تأهيلية لمزيد من الطاعة والخير في رمضان، حتى إذا دخل عليهم رمضان، دخل عليهم وقلوبُهم عامرةٌ بالإيمان، وألسنتُهم رطبةٌ بذكر الله. ومضى الخطيب إلى القول: هذا حال نبينا صلى الله عليه وسلم، وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعنا من هذه الأعمال والدرجات؟ الخطبة الثانية وفي الخطبة الثانية أوضح د. المري أن شهر شعبان هو الموسم الذي تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين مؤكداً أنها لحظة حاسمة في مسار حياة العبد يتحدد على أساسها رفع أعماله إلى المولى تبارك وتعالى. وتساءل: فهل نحب أن ترفع أعمالنا ونحن في طاعةٍ للمولى وثبات على دينه، وفي إخلاص وعمل وجهاد وتضحية؟ أم نقبل أن ترفع أعمالنا ونحن في سكون وراحة وقعود وضعف همة؟ وفي ختام خطبته قال: ونحن في بداية هذا الشهر، لنجعل البداية بداية صحيحة، نستهلها بالتوبة الصادقة النصوح، وبالاستغفار من جميع المعاصي والذنوب والمخالفات، فرمضان عما قريب سيحل علينا ضيفاً، فلنهيئ أنفسنا، ولنعد العدة، فلقد مات أقوام وولد آخرون، وسعد أقوام وشقي آخرون، واهتدى أقوام وضل آخرون، فلنقدِّر نعمة الله علينا، ونسأله سبحانه أن يبارك لنا في شعبان وأن يبلّغنا رمضان.

مشاركة :