جذبت إبداعات مصممات إماراتيات شابات زوار معرض الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات في دورته الـ ( 44 ) والذي أقيم في مركز إكسبو بالشارقة خلال الفترة الماضية، فهن عنوان الشابات الإماراتيات اللائي طوّرن من مهاراتهن وإبداعاتهن الحرفية والتسويقية، متحديات الصعاب التي واجهتهن من خلال إبداعهن في صناعة وصياغة المجوهرات والأحجار الكريمة، وذلك بعد أن مزجن الموهبة وصقلنها بالدراسة، فتمكنّ من ابتكار تصاميم جديدة في عالم المجوهرات تعود عليهنّ وعلى الاقتصاد الوطني بالنفع والفائدة، ومنهن من تفنّنّ وأجدن إعادة تدوير الأوراق النقدية التي يحصلن عليها من المصرف المركزي، فيطوعنها ويشكلن من خلالها قلادات ومشغولات مطلية بالذهب والفضة غاية في الجمال، كل منهن لها بصمتها الخاصة وبأشكال فريدة وألوان مبدعة تضاهي ما تقدمه أرقى دور المجوهرات وأكبر العلامات التجارية في عالم المجوهرات. وبادرت غرفة تجارة وصناعة الشارقة بتصميم جناح خاص يحمل عنوان (منصة المصممين الإماراتيين ) يتيح الفرصة للمواهب الإماراتية الشابة والمبدعة لدخول عالم صناعة المجوهرات، وتطوير مهاراتهن الحرفية والتسويقية في هذا المجال، من خلال ابتكار العلامات التجارية القادرة على المنافسة والوصول إلى العالمية في سوق يحقق عوائد مالية مجزية. دراسة «البيان» التقت مجموعة من المصممات الإماراتيات واللائي أكدن أنهن دخلن مجال التصميم ودرسنه وتخصصن فيه، وتمكنّ من ابتكار تصاميم جديدة مستوحاة من التراث الإماراتي عن طريق استخدام الذهب الإماراتي التقليدي، منها عيار 21 و22 و18، وتفاوتت أسعارها التي تبدأ من 1200 إلى 250 ألف درهم، ووجدت تلك الابتكارات قبولاً من زوار معرض الساعات والمجوهرات، وتجسَّد ذلك من خلال عملية الشراء التي تمت. قالت أميرة العريمي مصممة مجوهرات (الأناقة المترفة) إنها تعمل في مجال تصميم الذهب والألماس منذ 8 سنوات، ونالت الدبلوم العالي في صناعة المجوهرات من أكاديمية داماس في دبي، معترف بها ومصدقة من بريطانيا، كما أنها تنتج أشكالاً مميزة من المجوهرات المستوحاة من التراث الإماراتي الأصيل بالتعاون مع ورش متخصصة، كما تحرص على المشاركة المستمرة في مختلف معارض المجوهرات التي تقام في الدولة، مبينة أنها حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية الأمر الذي مكنها من الولوج إلى عالم المجوهرات دون عقبات خاصة وأنها بعد حصولها على الدبلوم في المجوهرات عشقت التصميم وتبحرت فيه إلى أن تمكنت من تطويع الذهب وتشكيل لوحات فنية منه وجدت قبولاً من الزوار من مواطنين وخلافهم. تجربة وأضافت العريمي أن للأسرة دوراً كبيراً في ولوجها عالم الأعمال والتجارة من خلال الدعم المباشر وتهيئة البيئة الملائمة لها، ما دفعها خوض التجربة التي أصبحت واقعاً ملموساً، لافتة إلى أنها لا تكرر التصاميم التي تنفذها ما أدى إلى إقبال الزبائن عليها، كما أنها تمكنت من إعداد تصاميم مبتكرة من الذهب والألماس، إضافة إلى صياغة القطع المذهبة الصغيرة والتي وجدت رواجاً كبيراً، مبينة أن معظم تصاميمها مستوحاة من التراث الإماراتي، وأن أقل قطعة لديها سعرها 1300 درهم وتتفاوت الأسعار حسب طلب الزبائن إلى أن تصل 250 ألف درهم. من جهتها قالت شيخة السركال، مصممة مجوهرات، حاصلة على درجة البكالريوس في مجال المحاسبة من تقنية دبي، إنها منذ الصغر تهوى جمع الأحجار والتحف، وما شجعها على ذلك الأسرة، فطورت من تلك الهواية من خلال صقلها بالدراسة في المختبر الدولي للأحجار في دبي برج ألماس وحصولها على شهادة معتمدة في تصميم وتقييم الذهب الأمر الذي مكنها من امتلاك علامة مجوهرات تحمل اسمها، وذلك بعد عمل مضن تجاوز الـ 8 سنوات حتى تمكنت من وضع بصمة خاصة بها في عالم المجوهرات وصناعتها، مبينة أن معظم تصميماتها مستوحاة من التاريخ والتراث الإماراتي العريق الضاربة عروقه منذ القدم والتي وجدت رواجاً وقبولاً كبيرين من المستهلكين الذين يهوون جمع التصميمات المميزة من الذهب والأحجار الكريمة المرصعة بالألماس والزمرد. مشاركة وأضافت أن مجوهراتها لها زبائنها، وأن أغلى قطعة مذهبة تتجاوز 79 ألف درهم من تلك التي تم عرضها في معرض الساعات والمجوهرات بالشارقة، إضافة إلى صياغة القطع اليومية والتي تباع بـ 2300 درهم بمختلف الأشكال والألوان، كما أنها تحرص دائماً - على المشاركة باستمرار في المعارض المتخصصة ولعل أبرزها معرض الساعات والمجوهرات في إكسبو الشارقة، إضافة إلى مشاركتها أخيراً في معرض (أم الإمارات) في أبوظبي ومعرض آخر في العاصمة السعودية الرياض، وأن تلك المشاركات في مختلف المعارض أكسبتها العديد من الخبرات في مجال التصميم من خلال الاحتكاك بالمصممين الآخرين والتعرف على آخر إبداعاتهم. ابتكار وفي السياق ذاته أكدت عوشة الشامسي، أصغر مصممة مجوهرات تشارك في معرض الساعات والمجوهرات، أنها تهوى صياغة الذهب من خلال ابتكار العديد من التصاميم الحديثة والتي تعمل عليها بنفسها وذلك من خلال الخبرات التي اكتسبتها من والدتها والتي تعمل في مجال المجوهرات، مبينة أن أبرز تصميم استوحت فكرته من زهرة كان يحملها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، فصممت من خلال الفكرة قلادة ذهبية، إضافة إلى العديد من التصميمات التي تجيدها. ولفتت إلى أنها طالبة تدرس بمدرسة البحث العلمي في دبي الصف العاشر، كما أنها تعشق التصميم من الصغر، والذي ورثته من والدها ووالدتها اللذين يعملان في مجال الحلي والمجوهرات، فوجدت التشجيع والتحفيز منهما، كما أنها استطاعت أن توفق في الدراسة والعمل في مجال التصميم، فابتكرت تصاميم جديدة مستوحاة من الطبيعة، مبينة أنها مستقبلاً تود أن تعمل في مجال التصميم حتى تصبح من كبار المصممين والمصممات في مجال الذهب، وذلك من خلال اكتسابها خبرات عالمية تمكنها من ذلك في الوقت القريب، كما أن كل المشغولات الذهبية التي تجيدها تبدأ أسعارها من 1000 درهم إلى 11 ألف درهم. حضور وفي ذات السياق أوضحت شيخة عبدالله، الحاصلة على درجة البكالريوس، العام الماضي تخصص دعاية وإعلان من جامعة الشارقة، أنها موجودة في منصة غرفة تجارة وصناعة الشارقة أمام المجوهرات التي أبدعتها صديقتها، كما أنها دائمة الوجود في مثل تلك المعارض حتى تكتسب الخبرات التي تعينها على الدخول في عالم صناعة المجوهرات، مبينة أنها ومن خلال تصاميم صديقتها تعرفت على كنه صناعة الذهب وكيفية عمل التصاميم بمختلف الأشكال، كما أن المجوهرات التي عرضت عبىر المنصة تعد من الذهب الخالص تبدأ أسعارها من 400 درهم إلى 5 آلاف درهم، كما أن الترويج للمجوهرات يتم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. تنوع الموارد من جانبه قال عبد الله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، إن تلك المنصة التي تم تخصيصها للمصممين الإماراتيين من الشباب تسهم في جذب رواد الأعمال الإماراتيين، - خاصة - الفتيات والسيدات، إلى قطاع تجارة وتصميم المجوهرات في دولة الإمارات، وهو قطاع حيوي ومهم يدعم نموه قطاعات أخرى عديدة مثل الذهب والمعادن الثمينة، ويدعم قدرة الاقتصاد الوطني في زيادة تنوع موارده، ويعزز تنافسية إمارة الشارقة ودولة الإمارات. كما أن المنصة تتيح الفرصة للمواهب الإماراتية الشابة والمبدعة لدخول عالم صناعة المجوهرات، وتطوير مهاراتهم الحرفية والتسويقية في هذا المجال، من خلال ابتكار العلامات التجارية القادرة على المنافسة والوصول إلى العالمية في سوق يحقق عوائد مالية مجزية. تقدير قال سيف محمد المدفع، الرئيس التنفيذي لمركز إكسبو الشارقة، إن المعرض في دورته الـ 44 شهد مشاركة فاعلة من قبل الشابات والشباب الإماراتيين المهتمين بمجال صناعة الذهب، مقدراً دور رواد الأعمال الإماراتيين الشباب وجهودهم المستمرة لابتكار المنتجات وإطلاق المشاريع التي تتماشى مع حاجة الأسواق المحلية والعالمية، مبيناً أن «منصة المصممين الإماراتيين» ستشكل حافزاً لمزيد من المبدعين في هذا المجال لدخول عالم تصميم المجوهرات، وهو ما يبشر بحضور أكبر لهم في الأعوام المقبلة. تصميمات شاركت منى الحمادي، وتدرس بمركز عجمان لرعاية وتأهيل أصحاب الهمم، التابع لإدارة رعاية وتأهيل الهمم بوزارة تنمية المجتمع في معرض الساعات والمجوهرات، الذي أقيم في إكسبو الشارقة، حيث عرضت فيه تصميمات مختلفة من الأحجار الكريمة التي صنعتها من الأوراق النقدية التالفة، حيث يتم استلام الرقاقات الورقية من المصرف المركزي، ثم تعيد تدويره بعد وضعه في قوالب سيلكون، ثم إضافة مادة معالجة على قصاصات الأوراق المالية وبالتالي تحويلها إلى أحجار كريمة يتم صياغتها كمجوهرات، ثم تعرض لتباع في الأسواق.