بعض الكُتاب يطرح مالدى فكره من آراء أو نظرات معنوية تسهم في بناء مقال أو كتاب يعرضهما على القراء فيلقى من التأييد لما طرحه ويقف البعض مما طرحه هذا الكاتب دون أن يؤيده فيما أراد قوله أو طرحه على الناس . ذلك أن البحث يأتي بتأليف بين الفكرة والأسلوب عند المؤلف الذي دخل هذا العالم المعنوي فيصبح بين عشية وضحاها في عداد الكتاب والمؤلفين! وقد ذكرني مؤلف هذا الكتاب الأستاذ حسن فتيحي وأنا أستقرئ ما جاء خلال صفحاته بعنوان "الباحث عن الحقيقة " ما ذكره بعض الفلاسفة عن زميلهم " ديوجين " وقد خرج من داره وبيده "شعلة نار " فاستغرب بعض تلاميذه ومن شهد هذا المنظر، فسألوه: ماذا تفعل بالشعلة والدنيا نهار؟ فأجابهم قائلاً : أبحث عن الحقيقة ! ومع عالم الحداثة العصرية تناول الفتيحي دنيا السياسة غرباً وشرقاً بطرح النظرية الاقتصادية التي تكشف مدى اندماج الحياة العملية في إطار اليوم الجديد مع الاعتماد على توجيه النقد البنّاء لصيرورة ما تبناه من آراء من ذلك أثر التقنية على أعمال العمال وضرورة تحسين أداء العمل بالجديد من الآليات النظرية وعناصر أداء العمل الهندسي لإنتاج مثمر، وهو إذ يقصد ذلك إنما يطرح مايُسمى بأدب السياسة الذي ظهر في تاريخ الأدب العربي بمعنى مخاطبة الأدباء والشعراء للخلفاء! وإلا فالمؤلف الفتيحي يضع تحديد عنوان كتابه : " قراءات في الأدب السياسي " أملاً منه لتأديب السياسة طرحاً وعلماً وثقافة. وكان أستاذنا د. أحمد مكي الأنصاري أستاذ اللغة في جامعة القاهرة فرع السودان في الدراسات العليا بجامعة أم القرى عقب شكوانا من مادة النحو، سأؤدب لكم النحو وبالفعل حصل كاتب السطور على الدرجة العليا في هذه المادة اللغوية، مع الزملاء عبدالعزيز السبيل وأحمد الطامي، ومحمد خضر عريف. رحم الله أيامنا.
مشاركة :