التنمّر.. ظاهرة تهدد سلامة المجتمعات المدرسية

  • 4/22/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» تطلق وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وبمشاركة أكثر من 20 جهة محلية واتحادية حملة «الأسبوع الوطني للوقاية من التنمّر» خلال الفترة من 22 إلى 28 إبريل/نيسان 2018؛ وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول ظاهرة التنمّر في جميع أنحاء الإمارات. تأتي هذه الحملة تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.على مدار هذا الأسبوع، ستقوم مجموعة من المعلمين والخبراء الاستشاريين المدربين بزيارة المدارس الحكومية والخاصة، وإلقاء الضوء على شتى المسائل المتعلقة بالتنمّر؛ مثل: ماهية التنمر وأشكاله المختلفة، وما هو التنمّر عبر الإنترنت، وما خصائص الشخص المتنمّر، وتأثير التنمر على الأطفال، وكيف يمكن أن يؤثر التنمر سلباً في حياتهم وصحتهم العقلية، ولماذا يتصرف المتنمرون بالطريقة التي يتصرفون بها. وسيتم خلال هذه الزيارات إرشاد الطلبة وتقديم النصح لهم حول كيفية التصرف مع الشخص المتنمّر والتصدي له، وكيفية التصرف عند مشاهدة شخص يتعرض للتنمّر في المدرسة أو المنزل أو في أي مكان آخر.من جهته، أكد حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن تنظيم حملة «الأسبوع الوطني للوقاية من التنمّر» في البيئة المدرسية تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يمنح الوزارة وشركاءها الدافعية والتكاملية، ويحفز الجهود ويوحدها؛ لدعم الأطفال وتنفيذ أفضل البرامج والمبادرات، التي تحقق الرفاه لهم، لافتاً إلى أن جهود سموها في تعزيز مقومات الحياة لدى هذه الشريحة وحمايتها كان له بالغ الأثر في تحقيق الاستقرار لها.وأضاف أن قضية مهمة مثل «التنمّر» لا يمكن بأي حال من الأحوال إهمالها؛ كونها من القضايا الحساسة، التي تؤثر بشكل مباشر في الظروف المحيطة بالطالب، والتي قد توسع الفجوة بينه وبين مجتمعه المدرسي إذا لم يتم التعامل معها بمنهجية مدروسة وبحث ومعالجة مسبباتها من جذورها؛ عبر جمع البيانات حولها، وتقدير حجمها في مدارسنا. وقال: «إن الوزارة حريصة كل الحرص على توفير معلومات دقيقة حول التنمّر في البيئة المدرسية؛ للحصول على فكرة واضحة حول مدى شيوع التنمّر في مدارسنا، والتمكن من تزويد صنّاع القرار التربوي بالبيانات، التي تساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة في هذا الشأن». وأشار إلى أن فعاليات «الأسبوع الوطني للوقاية من التنمّر» تهدف إلى ترسيخ مفاهيم تربوية ذات صلة وأثر كبير في مجتمعنا؛ عبر تسليط الضوء على ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية؛ للقضاء عليها.وذكر أن «ظاهرة التنمّر» بمختلف أشكالها تهدد سلامة المجتمعات المدرسية، وتحد من الوصول إلى بيئة تعليمية محفزة؛ بل على العكس، فإنها تثمر عن خلل سلوكي يرافق الطالب ويعيق تقدمه. وأضاف أن هذه الإشكالية يجب اعتبارها من أهم الأولويات ضمن اهتمامات الإدارات المدرسية؛ لأن حماية الطفولة وضمان بيئة آمنة وإيجابية وسعيدة للطلبة يشكل ركيزة مهمة من ركائز الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، وأحد أهدافها الرئيسية، وهو ما لمسناه مؤخراً بإطلاق قانون «وديمة»وفي تعليق لها على مبادرة «الأسبوع الوطني للوقاية من التنمّر»، صرّحت جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، قائلة: «نحن مصممون، في ضوء هذه الحملة التوعوية، على تثقيف طلابنا وطالباتنا، ورفع وعي الجمهور حول «ظاهرة التنمّر» وآثارها الضارة؛ لقد توصلت دراسات بحثية متعددة إلى أن آثار التنمّر في المدى القريب وعلى المدى البعيد على الأشخاص المتعرضين للتنمّر وعلى النظام التعليمي أو المجتمع بشكل عام هي أشد عمقاً وديمومة على عكس ما كان يُعتقد سابقاً».وأضافت: «يؤثر التنمّر بشكل سلبي على أداء الطلاب التعليمي، ونموهم العاطفي والعقلي. فعلى سبيل المثال، غالباً ما يكون تكرار التنابز بالألقاب والشتائم والمضايقة والاعتداء الجسدي سبباً في زيادة التغيب بين هؤلاء الطلبة، الذين يشعرون بالاستضعاف وعدم الأمان والإقصاء».وأضافت: «يعد التنمّر الإلكتروني من الأشكال المستجدة للتنمّر، ونحن نضعه في محور اهتمامنا، لقد أدت سهولة وصول أطفالنا إلى الإنترنت إلى جعلهم عرضة للمضايقة والتنمّر أينما كانوا وفي أي وقت؛ لذلك من المهم جداً أن يدرك الأطفال والمراهقون وأن يستوعبوا تلك المضار المتعلقة بظاهرة التنمّر وتعقيداتها».واختتمت كلمتها: «من خلال توجيهات واهتمام قيادتنا الحكيمة، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون الأكثر ازدهاراً، وستصبح واحدة من أسعد البلدان في العالم. إن السعادة، والإيجابية، والتسامح والتعاطف، هي من صميم قيمنا، التي نؤمن بها، ونريد أن نغرس فضائلها في الشباب؛ كي نضمن أن يعيش جميع الناس على أرض الإمارات في انسجام ووئام. سيساعدنا التقيد والعيش بهذه القيم على التخلص من سلوكيات سيئة مثل التنمّر، التي تؤثر في الأداء الأكاديمي، وكذلك على السلامة العقلية والبدنية للأطفال، وتلتزم وزارة التربية والتعليم بتوفير بيئة آمنة وراعية للطلاب تتيح لهم قبول الشخصية الفردية لبعضهم، وتقبّل الاختلافات بينهم، وجعلهم جزءاً فاعلاً من الحملة الشاملة للتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات العربية المتحدة».‎وأكد د. أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أنَّ «اﻷسبوع الوطني للوقاية من التنمّر» في البيئة المدرسية فرصة مهمة؛ لتسليط الضوء على هذه الظاهرة، وتثقيف المجتمع عنها، الأمر الذي تتحقّق أهدافه بالدرجة الأولى؛ من خلال تقاسم اﻷدوار بين البيت والمدرسة والتواصل المستمر بين أقطاب العملية التربوية، بما يسهم في تصحيح ومعالجة المسارات السلوكية، وتفادي تأثيرها على المجتمع المدرسي.‎وأكد أن البيئة التعليمية المستقرة الخالية من الشوائب والتراكمات السلبية هي البيئة التي نتطلع إليها ونريدها لطلبتنا، فلا يمكن ضمان تحصيل تعليم جيد في ظل مخاوف وانعكاسات تولدها ظاهرة التنمّر، التي تطال طلبة يكونون ضحية لهذا السلوك سواء بالإيذاء اللفظي أو البدني.‎وأضاف أن من إحدى علامات التعرض للتنمّر هي ظهور علامات الانسحاب على الطالب من المشاركة في أنشطة التعليم بأشكالها المختلفة في محاولة للتهرب مما يتعرض له من تنمّر على يد أقرانه في المدرسة، وهنا يكمن الضرر المتمثّل بالتأثير السلبي على أداء الطالب، وكذلك الحاجة لمجابهة هذه الظاهرة والتصدي لها بكافة اﻷشكال؛ عبر تضافر جهود الأطراف المعنيّة.‎ولفت إلى أن «ظاهرة التنمّر» قد تستمر بتأثيرها السلبي على الطالب في مرحلة الدراسة الجامعية، ما قد يدفعه إلى ترك مقاعد الدراسة أو الانزواء باستمرار، وقد يخلق منه في بعض الأحيان شخصية متنمرة تحاول بدورها مضايقة من تصادفهم من الضعاف.وأكدت الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، اهتمام المجلس بجودة حياة الطلبة والطالبات، وأضافت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من منطلق حرصها على إتاحة الفرص الرائدة للطلبة من العلم، وجهت سموها بوضع برامج خاصة بهم؛ للنهوض بمستوياتهم وتوجهاتهم الفكرية والحياتية نحو الأفضل. وأضافت الفلاسي، أن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وضع برنامجاً؛ لمكافحة التنمّر في المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم؛ حيث تم تطبيق البرنامج على أكثر من 60 مدرسة، إضافة إلى مديري ومديرات المدارس والمرشدين والمرشدات الأكاديميين والممرضين والممرضات.كما ثمّنت حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، مبادرة «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على رعايتها لهذه الحملة، وحرصها على استنهاض الجهود، وتحفيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بالنشء؛ لمواجهة «ظاهرة التنمّر» ووضع الخطط والمبادرات الكفيلة بحماية النشء.وأكدت أن وزارة تنمية المجتمع معنية بدعم سياسات وقوانين حكومة دولة الإمارات الرشيدة، في حماية حقوق الأطفال والشباب، وتوفير كافة مقومات الرعاية والتنمية الاجتماعية السليمة، لبناء أجيال تنعم بالأمان والاستقرار النفسي والتماسك العائلي، بما يضمن استدامة السعادة في مجتمعنا وتلاحمه.عهود الرومي: تعزيز الثقافة الإيجابيةأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، الدور المهم الذي تقوم به اللجنة الوطنية؛ للوقاية من التنمّر في تعزيز الثقافة الإيجابية، وغرس القيم الأخلاقية، التي من شأنها الحد من سلوك التنمّر وتأثيره النفسي لدى الطلبة في مدارس دولة الإمارات. وأكدت أن الاهتمام بالصحة النفسية لطلابنا يمثل أولوية وعنصراً أساسياً في التنشئة السوية لجيل المستقبل، وذكرت أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الوقاية من الأمراض الجسدية، وتتطلب معالجة استباقية للأسباب الحقيقية، التي تدفع الطالب للتنمّر على زملائه.

مشاركة :