محمد حامد (دبي) كعادته يجلب العين للكرة المحلية أفضل الهدافين الأجانب، والأمر لا يرتبط بالبصمة التي يسجلونها في دورينا أو في دوري أبطال آسيا فحسب، بل إن اللافت في الأمر قدرة هؤلاء النجوم على خطف الأضواء عالمياً، والاستمرار في أفضل صورة ممكنة مع منتخباتهم في البطولات القارية وكأس العالم، مما يجعل العين لا يخدم نفسه فحسب، بل إنه يجعل الكرة الإماراتية حاضرة عالمياً، وقد تحقق ذلك سابقاً بوساطة الهداف الغاني أسامواه جيان الذي تألق في كأس العالم، وأصبح هدافاً لنجوم القارة السمراء في المونديال وهو يرتدي قميص العين. واللافت في الأمر أن العين ونجومه الأجانب يقتسمان المجد الكروي معاً، فالعين منح جيان أول لقب دوري في مسيرته الاحترافية التي شهدت ظهوره في دوريات فرنسا وإيطاليا وإنجلترا، ولكنه لم يتذوق طعم منصة التتويج إلا مع العين، وفي المقابل لعب جيان دوراً مؤثراً في بطولات العين خلال الفترة التي دافع خلالها عن قميصه، والأمر يتكرر مع بيرج الذي لعب لـ 4 أندية في هولندا وألمانيا واليونان، ولم يحصل خلال هذه الرحلة على لقب الدوري، مكتفياً بلقب كأس اليونان مع فريق باناثينايكوس موسم 2013 - 2014، ولكنه اعتلى مع العين منصة التتويج بأول لقب دوري في مسيرته خارج السويد، حيث توج بلقب الدوري السويدي مع فريق جوتبيرج عام 2007. السويدي كارلوس بيرج هو وريث جيان في العين ليس على المستوى التهديفي فحسب، بل إنه سيكون ممثلاً لدوري الإمارات ونادي العين في مونديال روسيا 2018، ويمكنه أن يستمر في معدله التهديفي المبهر دولياً ليصبح حقاً وريثاً لأسطورة السويد والكرة العالمية زلاتان إبراهيموفيتش، فقد أصبح بيرج أساسياً مع المنتخب السويدي في مرحلة ما بعد اعتزال إبرا دولياً، ونجح بيرج في أن ينتزع لنفسه مكانة يستحقها وسط نجوم القارة العجوز في تصفيات التأهل للمونديال. بيرج أحرز 8 أهداف في مشوار السويد بتصفيات التأهل للمونديال، جعلته سادساً في قوائم الترتيب على مستوى التصفيات الأوروبية، بعد كل ليفاندوفكسي، ورونالدو، ولوكاكو، وإيركسن، وسيلفا، وجميعهم من أشهر نجوم الكرة العالمية في الوقت الراهن، ويبدو أن العين بنجومه اعتاد كسر حواجز العالمية، وسبق للنجم الغاني أسامواه جيان أن أكد في حور خاص لـ«الاتحاد» خلال مشاركته في مونديال البرازيل 2014، أنه يمثل منتخب بلاده في كأس العالم بالطبع، وكذلك العين والدوري الإماراتي في الوقت نفسه، ومشيراً إلى أن العين نجح في تأهيله لخوض غمار التحدي المونديالي، مما يؤكد أن الأجواء الاحترافية في قلعة الزعيم، والعقلية التي تبحث دائماً عن الفوز، والجرعات التدريبية تجعل العين الأكثر قدرة على تأهيل نجومه لخوض البطولات العالمية، وعلى رأسها كأس العالم. وسوف يبدأ بيرج التحدي المونديالي في 18 يونيو المقبل بقيادة منتخب بلاده في مباراته الأولى أمام كوريا الجنوبية، قبل خوض التحدي الأصعب بمواجهة المنتخب الألماني 23 يونيو، وفي ختام مواجهات المجموعة السادسة تلتقي السويد بقيادة بيرج مع المنتخب المكسيكي، وهناك حالة من التفاؤل بقدرة أباطرة الشمال على تجاوز هذه المرحلة والتأهل لدور الـ 16 ومواصلة المشوار المونديالي، وسوف تتعلق أنظار جماهير العين، وعشاق دوري الخليج العربي بالنجم العيناوي لرؤية ما يمكنه أن يقدمه في مونديال روسيا الصيف المقبل. قارياً تمكن بيرح من حجز مكان لنفسه في صدارة الهدافين بدوري أبطال آسيا، فقد سجل 7 أهداف يتصدر بها القائمة، ويسير مع العين في طريق تحقيق الحلم الكبير ومعانقة اللقب القاري، كما أنه لعب بيرج أحد أهم أدوار البطولة في تتويج العين بلقب دوري الخليج العربي للمرة الـ 13، فقد تألق تهديفياً ورفع رصيده للهدف 21 في 20 مباراة، مما يؤشر إلى أنه أحد أبطال التتويج العيناوي، ويحسب لبيرج أنه يبدع في موسمه الأول بقميص العين، ليكسر الكابوس الذي يلازم المحترف الأوروبي، والذي يتمثل في عدم القدرة على التكيف مع أجواء كرة القدم خارج القارة العجوز، فيما ينجح اللاعبون الأفارقة، وكذلك نجوم أميركا اللاتينية في التكيف مع أجواء أي بطولة يخوضون غمارها. موسم 2017 - 2018 ابتسم لبيرج ليجعله يبصم تهديفياً في كافة البطولات التي شارك فيها، ليصبح الموسم الجاري هو أحد أفضل المواسم في مسيرته الاحترافية، فقد سجل 8 أهداف في مشوار السويد بتصفيات المونديال، منها هدف واحد في 2016، و21 هدفاً في دوري الخليج العربي، و7 أهداف في دوري أبطال آسيا، وهدف في كأس رئيس الدولة، وهدف في كأس الخليج العربي، ليبلغ مجموع أهدافه 37 هدفاً في موسم 2017 - 2018، والذي شهد تأهله للمونديال وفوزه بلقب دوري الخليج العربي، ومواصلته مشوار دوري أبطال آسيا، وكذلك مواصلة المسيرة في كأس رئيس الدولة.
مشاركة :