متابعة: نزار جعفر نجح دبا الفجيرة في الإبحار نحو شاطئ الأمان وانتزاع صك البقاء للسنة، عبر الفوز المثير الذي انتزعه الفريق الدباوي من منافسه الإمارات بهدف وحيد حمل توقيع البرازيلي رودولفو خلال اللقاء الذي جمعهما على ملعب الفجيرة.وبهذا الفوز الذي يعد الخامس لدبا الفجيرة في المسابقة، يصطاد النواخذة كل أهدافهم بطلقة واحدة، أهمها الاحتفاظ بمقعدهم في منظومة المحترفين للسنة الرابعة توالياً، وتأكيد الجدارة، فضلاً عن استعادة الثقة ونغمة الانتصارات بعد أربع جولات عجاف وزيادة الغلة إلى 21 نقطة، كل ذلك تحقق بفضل الحماس والإصرار وجيل مميز من اللاعبين خلفه إدارة حكيمة قهروا الصعاب وصنعوا المجد والتاريخ وأكدوا أن الإمكانيات المادية لا تقف حجر عثرة أمام الرغبة والطموح. كما يحسب للبرازيلي باولو كاميلي مدرب الفريق حسن تعامله مع مجريات المباراة، ولاسيما في شوط اللعب الثاني وقلب الموازين عبر الاعتماد على سلاح الأطراف والكرات العرضية في خلخلة دفاعات المنافس حتى نتج هدف المباراة الوحيد، بعكس فريق الإمارات الذي تباين أداؤه على مدار الشوطين، ولم ينجح في استثمار الأفضلية خلال ال45 دقيقة الأولى، والعديد من الفرص الهجومية، ويبدو أن الضغوط الكبيرة على لاعبيه أفقدتهم في الكثير من الأحيان التركيز، خاصة عند اللمسة الأخيرة وختام الهجمة، كما يحسب الفوز أيضاً للحارس المتألق فهد الظنحاني الذي استحق نجومية المباراة.كما لعبت جماهير النواخذة دوراً مهماً بعدما حرصت على متابعة المباراة والمؤازرة ثم القيام بمسيرة ابتهاجاً بالفوز الغالي وبقاء فريقها في أضواء دوري الخليج العربي. من جهته، أكد البرازيلي باولو كاميلي مدرب دبا الفجيرة سعادته بالفوز الغالي وحصد ثلاث نقاط مهمة في سباق الدوري منحت فريقه الأمان، مشيراً إلى أن دبا جدير بالبقاء بعد أن قدم موسماً مميزاً بشهادة الجميع، واستطاع الوصول إلى الهدف الذي وضعه منذ بداية الموسم وهو البقاء في منظومة المحترفين.وهنأ البرازيلي كاميلي الحارس المتألق الظنحاني، وقال إنه برهن على أنه جدير بالترشح ضمن أفضل خمسة حراس على مستوى الدولة هذا الموسم. وحول تقييمه لحصاد الفريق بشكل عام أشار المدرب كاميلي إلى أنه راضٍ تماماً بما قدمه الفريق، سواء على مستوى بطولة الدوري أو كأس الخليج العربي وبلوغه الدور قبل النهائي أو على مستوى كأس رئيس الدولة رغم التحديات والصعوبات الكبيرة التي واجهها الفريق والمتمثلة في الإصابات الكثيرة وعدم توفر البدائل الجاهزة، ومع ذلك نجح النواخذة في العبور إلى بر الأمان وتقديم مستوى مرضٍ إلى حد كبير، كما أثنى المدرب البرازيلي على الجهود المقدرة التي ظلت تبذلها إدارة النادي والتي تعد من أفضل الإدارات، خاصة في ظل محدودية الإمكانيات والميزانية المالية التي تصنف الأقل بين أندية دوري الخليج العربي.وبسؤاله عن مستقبله التدريبي وإمكانية الاستمرار مع الفريق الدباوي للموسم الثالث أشار البرازيلي كاميلي إلى أن عقده مع دبا حتى نهاية الموسم الكروي، وسيجتمع في غضون الأيام المقبلة مع إدارة النادي لمناقشة الأمر، مبدياً رغبته في الاستمرار خاصة في ظل الأجواء الأسرية الرائعة التي ينعم بها مع الفريق، لافتاً إلى أنه أعد تقريراً شاملاً عن احتياجات دبا للموسم الجديد وتقيمه للاعبين لاسيما الأجانب المحترفين. في الجانب الآخر، علق السوري نزار محروس مدرب فريق الإمارات على الخسارة التي مني بها فريقه بأنها مؤلمة ومخيبة للآمال بعد أن منحنا المنافس الفرصة للفوز، في الوقت الذي أهدر لاعبو الإمارات عشرات الفرص التي كانت كفيلة بحسم الجولة في شوطها الأول، لافتاً إلى أن الفريق يعاني اللمسة الأخيرة وكيفية أستغلال الفرص.وحول تعقد وضع الفريق أشار المدرب محروس إلى أن مصير فريقه أصبح بيد غيره إثر الخسارة أمام دبا، فالحسابات مع الظفرة لا تخدمه وكل الظروف تدفعه لخوض التحدي المرتقب أمام النصر في الجولة القادمة بهدف الفوز فقط على أمل أن تساعده النتائج الأخرى في إشارة لخسارة الظفرة مباراته الأخيرة أمام العين. العبدولي: فرحة البقاء لا تقل عن درع البطولة أكد جمعة حمدان العبدولي مدير فريق دبا الفجيرة أن بقاء النواخذة بدوري الخليج العربي للموسم الرابع على التوالي يعد إنجازاً تاريخياً بكل المقاييس ولا يقل عن فرحة الفوز بدرع البطولة نظراً للإمكانيات المحدودة والظروف الصعبة التي يواجهها الفريق ولكن بفضل العزيمة والإصرار نجحنا في تخطي الصعاب وحجز مكان مميز بين الكبار فلهم الشكر جميعا، الإدارة مع اللاعبين والأطقم الفنية، فالجميع منظومة واحدة أسهمت في مواصلة الفريق لمسيرته في ركب الاحتراف. وكشف العبدولي عن تحركات جادة بدأتها إدارة النادي برئاسة أحمد سعيد الظنحاني للموسم القادم ودعم صفوف الفريق بعدد من اللاعبين المحليين لسد النقص الذي طرأ على الفريق هذا الموسم، مشيرا إلى أن دبا لا يستطيع الوقوف ضد رغبات اللاعبين في ظل العروض المغرية وضيق ذات اليد ولكن في الوقت نفسه يسعى جاهدا لتوفير البدائل المناسبة، معربا عن شكره لكل الأندية التي تعاونت مع دبا خلال السنوات الماضية عبر إعارة لاعبيها وفي مقدمتها ناديا الوحدة والجزيرة. الكعبي: نعتذر لجمهور الصقور عزا علي مصطفى الكعبي لاعب فريق الإمارات الخسارة أمام دبا الفجيرة للإصابات، التي اجتاحت صفوف فريقه قبل وأثناء المباراة، وساهمت في إحداث ارتباك في الأداء، مباركاً الفوز للنواخذة، ومشيراً إلى أنهم حاولوا فعل شيء خلال اللقاء؛ لكن عزيمة الفريق المضيف كانت أقوى، مقدماً اعتذاره لجماهير النواخذة، وقال: «سنطوي هذه الصفحة سريعاً وأمامنا مباراة لا تقل أهمية تجمعنا بالنصر». بقاء البخيت وفتوحي عبّر الأردني ياسين البخيت محترف دبا الفجيرة وصانع هدف الفوز، عن سعادته بكسب أغلى ثلاث نقاط منحت فريقه الأمان، وأشار إلى أن المباراة تعد الأصعب في مسيرة الفريق هذا الموسم؛ نظراً للضغوط الكبيرة، التي كانت على اللاعبين قبل المباراة، ما أثر سلباً في الأداء خلال الشوط الأول قبل أن ينتفض النواخذة في الحصة الثانية.وألمح البخيت إلى إمكانية بقائه هو وزميله المغربي إدريس فتوحي لموسم آخر مع النواخذة؛ عقب نهاية عقديهما الموسم الحالي، وقال: إن الأجواء الرائعة في دبا وتعامل إدارة النادي والجهاز الفني تحفزه على البقاء، لافتاً إلى أنه سعيد بمساهمته في كتابة تاريخ جديد لدبا.ودعم حديثه إدريس فتوحي كابتن الفريق الدباوي، الذي شكر والدته وكافة أفراد أسرته، الذين ظلوا يتابعونه ويتابعون فريقه من على البعد، ويتمنون للنواخذة دوام الانتصار والتقدم، منوهاً إلى أنه رغم العروض التي تلقاها مؤخراً لديه الرغبة في الاستمرار بهذا النادي، الذي اعتبره جزءاً من حياته، والذي يقدم الأفضل في الدوري وبأقل الإمكانات.
مشاركة :