هل وجدت أسواق النفط ضالتها في الأزمة الصينية الأميركية؟

  • 4/22/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رابط مختصر PDF اطبع حجم الخط يبدو أن ضالة أسواق النفط قد وجدتها في السوق الصيني، وأن التوجهات الاستراتيجية الصينية ستكون داعمة لكافة خطط دعم الاستقرار والتماسك لأسواق النفط العالمية وأسواق الطاقة بشكل عام. وأشار تقرير حديث، إلى استمرار نمو الطلب الصيني على مشتقات النفط والغاز، إضافة إلى وجود مؤشرات ترجح قيام الصين بزيادة وتيرة المشتريات الاستراتيجية من النفط بنسبة تصل إلى 30% خلال العام الحالي، حيث تتلقى هذه التوجهات دعماً مباشراً من ارتفاع مستوى التوتر التجاري مع الولايات المتحدة نتيجة التلويح بفرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية، وبات واضحاً حجم التأثير الايجابي والسلبي الذي تلقيه هذه التطورات على أسواق الطاقة، حيث تسجل أسعار النفط تقلبات مرتفعة من جهة، في حين تدفع هذه التطورات إلى الضغط على معدلات النمو للاقتصاد العالمي من جهة ثانية. وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة نفط "الهلال"، أنه مع الارتفاع المتواصل على القدرات الانتاجية لدى الولايات المتحدة وتحسن قدرتها على تلبية الطلب المحلي والتصدير إلى الخارج، تبدو الخيارات أمام المنتجين الحاليين أكثر انحساراً وأقل مرونة، وبالتالي فقد بات لزاماً على المنتجين التوسع في الأسواق الواعدة والعمل على فتح أسواق جديدة كلما أمكن ذلك. وتواصل الصين مساعيها الهادفة إلى كسر هيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي، وملئ الفراغ كبديل عن هذا الدور وتعويض انسحاب الولايات المتحدة من عدد من الارتباطات العالمية والاتجاه نحو المزيد من السياسات الحمائية، الأمر الذي سيعزز من قوة ونفوذ الاقتصاد الصيني على المستوى العالمي، في ظل سيطرتها على نسب مؤثرة من استهلاك النفط والغاز خلال الـ 20 عاماً القادمة على أقل تقدير. جدير بالذكر أن ارتفاع النفط من القاع إلى القمة خلال ثلاثة سنوات من مستوى 28 دولار للبرميل خلال يناير 2016 وصولا إلى 71 دولار خلال يناير 2018 لم يأتي من فراغ، حيث لعب النمو الاقتصادي الصيني المستهدف والمتحقق، والارتفاع المسجل على النفط والغاز لتلبية الاحتياجات الانتاجية الصينية، دور مباشر في نمو أسعار النفط ودعم تماسكها خلال تلك الفترة. فيما يغذي الخلاف التجاري القائم في الوقت الحالي وارتفاع أسعار النفط الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة، في الوقت الذي بلغ فيه متوسط استيراد الصين من النفط نحو 8 ملايين برميل يوميا خلال العام 2017 محققا معدل نمو وصل إلى 6.9%. وضمن هذا المنظور تبدو فرص المنتجين على مستوى المنطقة متصاعدة وواعدة في نفس الوقت، وتبدو فرص نجاح الشراكات والدخول في مزيد من الاتفاقات المتوازنة التي تمنح الاقتصادات ذات العلاقة المزيد من المرونة والنمو خلال الفترة القادمة أكثر واقعية، وذلك في ظل حالة التسارع على التحالفات بين الاقتصادات الكبرى، وحاجة اقتصادات المنطقة إلى مزيد من الاستقرار والنمو لدى أسواق النفط خلال العام الحالي.

مشاركة :