قبل حوالي 6 سنوات قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله -وقتها كان ولياً للعهد- محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث أكد يحفظه الله خلال تلك المحاضرة أن الاعتدال منهج عظيم يحكم شؤوننا الدينية والدنيوية ويحقق المصالح العامة ويهدف للخير والعطاء ومن ضمن ما ذكره يحفظه الله (إن الاعتدال ليس كلمة تقال أو وصفاً لموقف أو شعاراً يرفع، إنما هو منهج شامل والتزام بمبدأ يحقق المصالح العامة تهدف إلى الخير والنماء)، وفي كلمته المشهورة -يحفظه الله- في الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى عن الاعتدال يقول فيها (رسالتنا أن لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال، واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك). هذا ما نحتاجه اليوم بشكل عام وفي مرحلة التحول التي نعيشها جميعاً بشكل خاص، إذ يجب أن نجعل من منهج العدل والاعتدال منهجاً تطبيقياً لا صورياً نسعى لأن نجده في كافة شؤون حياتنا ونجعله واقعاً عملياً بيننا، وهذا ما قامت به الهيئة العامة للرياضة عندما بادرت مؤخراً بسحب ترخيص مركز رياضي نسائي لنشره إعلاناً ترويجياً تضمن مشاهد مخلة بالآداب العامة وخادشة للحياء إضافة إلى منع المدربة التي ظهرت في المقطع واستبعادها بصورة فورية وتحويل ملف المركز والمسؤولين عنه للجهات الأمنية للتحقيق معهم. لا مجال للتساهل أو التهاون في هذه المرحلة من التجدد والتغيير، ولن يسمح لأي طرف في أن يمارس وصايته كما كان يقوم به البعض في الماضي، كما لن يسمح لأي شيء بأن يعكر أو يعرقل مسيرتنا نحو (السعودية أولاً) فنحن اليوم نسعى لتأكيد مبدأ الاعتدال والتوازن والوسطية وأن نكون أنموذجاً في كل المجالات دون تطرف أو انحلال وذلك تحت راية حكيمة تعرف كيف توازن بين المصالح والمفاسد وكيف تعمل على تطبيق منهج الاعتدال بشكل شامل دون افراط أو تفريط. إن الوسطية والاعتدال هي منهج حياة رائع، وهي فضيلة يجب أن نحرص عليها ونلتزم بها خصوصاً ونحن نعيش بين تيارين يعمل كل منهما على اختطاف بعض جوانب حياتنا فأحدهما يدعو للتطرف والغلو والآخر يدعو إلى الانفتاح بلا ضوابط ولا مجال لدينا لكي ننجو منهما في هذا العصر الذي تحيط بنا فيه الفتن من كل جانب إلا أن نعمد إلى منهج الوسطية والاعتدال
مشاركة :