دأبت المملكة على أن تكون مركزًا ومنارة للاعتدال والوسطية، ومواكبة تغيُّرات العصر مع المحافظة على القيم المجتمعية والعادات والتقاليد، دون الانجرار في غواية الانحلال أو الوقوع في فخ التطرف والتشدد غير المبرر. وبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عهده، بتأكيد مفهوم الاعتدال، قائلًا، “لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا، ولا مكان لمنحل يرى حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال”، وهو ما سار عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في رؤية المملكة 2030، والتي اعتمدت على الاعتدال كمرتكز أساسي للنهضة والتقدم. سحب ترخيص نادٍ نسائي وظهر مؤخرًا العديد من الأحداث، كان آخرها المقطع الذي صورته فنانة كويتية شهيرة في أحد النوادي النسائية بمدينة الرياض، والذي حمل مشاهد مخلة بالآداب وخادشة للحياء، تصدت لها هيئة الرياضة التي وجه رئيسها تركي آل الشيخ بسحب ترخيص النادي ومنع المدربة التي ظهرت بالمقطع واستبعادها بشكل فوري؛ ما عمق لدى الجميع حقيقة نهج الدولة والخطوط التي تسير عليها. الاعتدال فضيلة بين رذيلتين وفكرة الاعتدال التي تعد نهجًا أساسيًا للدولة، أكده مرة أخرى المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، من خلال تغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل تويتر، أمس الجمعة، قائلا إن “الاعتدال- حسب فهمي- هو فضيلة مكانها في الوسط بين رذيلة التطرف ورذيلة الانحلال”. وتابع: “فهمي البسيط لكلام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعودتنا لأن نكون مجتمعًا طبيعيًّا؛ هو ببساطة: عودتنا لـ”الاعتدال” دون “تطرف” ودون “انحلال”. وأكد أن “الجميع يتفق على أن الدولة تتجدد، وأن ولي العهد الأمين مجدد الدولة يعمل على ذلك الليل والنهار، فهو السيف المصلت على رقبة التطرف، وهو الدرع الحصينة لقيمنا الأصيلة بمواجهة الانحلال”، وتابع “ملخص فهمي ومتابعتي: رؤية الأمير المجدد هي: الاعتدال، دون إفراط أو تفريط”. الجهلة واستغلال المنابر المفتوحة وحاول البعض استغلال التطور والنهضة الثقافية التي تعيشها المملكة، في محاولة لنشر ثقافة منحلة أو الدعوة لها عن طريق الكتابة أو تصوير مقاطع فيديو ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي، في حين استغل البعض الآخر المنابر المفتوحة في نشر الأفكار المتشددة ومحاولة تجييش الرأي العام ضد فعاليات هيئة الترفيه وهيئة الثقافة وغيرها من النشاطات المجتمعية، باسم الدين. وهؤلاء المتطرفون سماهم سعود القحطاني بـ”الجهلة” قائلاً في تغريدته إن “بعض الجهلة يظنون أن الانحلال هو الحل لمحاربة التطرف، بينما يرى المتطرفون العكس”. وأكد مختصون اجتماعيون، أن الخطوط العريضة التي رسمتها الدولة وعملت بها، تنبع من مبدأ الاعتدال والوسطية، مبينين أن الجميع بدأ يتكيف على ذلك مستدلين بالرود الغاضبة التي خرجت على دعاة الانحلال من جهة والمتشددين من جهة أخرى، وأصبحت السمة العامة للمجتمع السعودي وقيادته الحكيمة “لا إفراط ولا تفريط”. وأشاروا إلى ضرورة التكاتف ضد كل من يحاول جرّ المجتمع السعودي إلى هاوية التشدد، أو قاع الانحلال، وذلك باتباع الطرق الرسمية في الإبلاغ عن تلك الحالات، مؤكدين أن النظام والقانون، كفيلان بإيقاف
مشاركة :