قصة احتجاز «شيخ المصورين» في مستشفى المجانين: «يا أخوانا أنا عاقل»

  • 4/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أحد مؤسسي التصوير السينمائي في مصر لا يخلو فيلم أو أفيش لفيلم سينمائي قديم إلا ومدون عليه «وحيد فريد» عاشق الكاميرا أستاذ التصوير السينمائي الذي استعان فريد الأطرش باسمه في العديد من الأفلام التي ظهر بها إما وحيد أو فريد أو كلاهما معًا.ولد وحيد فريد بالتزامن مع ثورة 1919 لأب وأم أتراك. وكان والده يعمل بأحدى الوزارات وتم نقله إلى القاهرة حيث استقر هناك، وبدأ كمساعد مصور لكبار المصورين صور غالبية أفلام فاتن حمامة كما أن الفنان المشهور سراج منير و المخرج فطين عبد الوهاب هما أبناء خالة والد المصور السينمائي وحيد فريد.وفقًا لجريدة الأخبار في خبر بعنوان «تفاصيل مثيرة عاشها وحيد فريد» يروي :«في أوائل الأربعينيات طلب مني المخرج محمود ذو الفقار، تصوير مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية من الخارج، وكنت أشغل في ذلك الوقت منصب مساعد مصور سينمائي وفى صباح أحد أيام الجمعة ذهبت مع زميلي وصديقي رمسيس نجيب، إلى المستشفى المطلوب تصويره، وقبل أن أبدا عملي ذهبت إلى معاون المستشفى استئذانه في التصوير من خارج سور المستشفى. وتابع :«قال لي المعاون: بكل سرور.. وبدأت عملي .. وفجأة فكرت في تصوير المعاون نفسه فقال لي: بكل سرور، ثم عدت وفكرت في التصوير من الداخل حيث أتمكن من تصوير زوار المستشفى، وهم يدخلون من الباب الرئيسي وقال لي معاون المستشفى: بكل سرور».وأضاف فريد:« وفجأة وأنا منهمك في التصوير فوجئت بثلاثة من العاملين في المستشفى يحيطون بى وحاولت التخلص منهم، ولكنني اكتشفت أن هذا مستحيل وأدخلونى مكتب المعاون الذي حاولت أن استنجد به، ولكنه قال لي إن أعصابي مرهقة جدا، وهو مذهول من تصرفاتي، واكتشفت أننى في رأيه أول نزيل لمستشفى الأمراض العقلية يجيء على قدميه ليسلم نفسه بمحض اختياره، وكدت أبكي وأنا أقول له: إنني عاقل».وقال لي: إن كل الذين يعيشون خلف أسوار المستشفى يؤكدون نفس الشيء، وأن كل المطلوب منى أن أدخل أحد العنابر بمحض اختياري أيضا.. حتى صباح يوم السبت كي يحضر مدير المستشفى ليوقع الكشف الطبي، ويحدد إذا ما كنت عاقلا أم مجنونا. وأضاف وحيد فريد: تحركت الدموع بالفعل في عيني، ومن خلف الأسوار حاولت أن استنجد بصديقي رمسيس نجيب، الذي أسرع إلى المخرج محمود ذو الفقار، في محاوله لإنقاذي، وخلال هذه الفترة تذكرت اسم وكيل وزارة الصحة في ذلك الوقت وقلت له معاون المستشفى يتهمني بإنني لست عاقلا، واتصلت بالفعل تليفونيا بوكيل الوزارة الذي تذكر اسمي لحسن الحظ، فطلبت من المعاون إخلاء سبيلي على ضمانته الشخصية بشرط أن أسلم له ما صورته من لقطات، وغادرت المستشفى وإنا أجري بعد أن سلمت المعاون ما لم يتم تصويره من الفيلم محتفظا بما تم تصويره لأسلمه للمخرج الذي كان قد وصل إلى باب المستشفى خائفا من دخوله حتى لا يقال له أيضا أن أعصابه مرهقة، وأنه في حاجة إلى علاج من داخل مستشفى العباسية.

مشاركة :