بلغ مهرجان الشارقة القرائي للطفل في سنته العاشرة. وخلال هذه السنوات العشر استطاع هذا المهرجان الفريد ان يحقق حالة ثقافية لم يشهدها ادب الطفل سابقاً. وأدرج هذا المهرجان في سياق المهرجانات العالمية بعدما فاز بأكثر من مرة بجوائز دولية. هذا المهرجان الذي تشرف على تنظيمه هيئة الشارقة للكتاب، برعاية الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، افتتحه الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، تحت شعار «مستقبلك على بُعد كتاب»، وتشارك فيه 134 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، تقدم أحدث إصداراتها من الكتب المطبوعة والإلكترونية والوسائل التعليمية، وتتضمن هذا العام 2600 فعالية متنوعة على مدار أيام المهرجان الإثني عشر. ويضم المهرجان معرضاً صخماً للأعمال الفنية المميزة وهو يشهد مشاركة 104 رسامين من 32 دولة، يعرضون 355 لوحة، تتصدرهم دولة الإمارات التي تشارك بـ12 رساماً، إضافة إلى 29 رساماً من العالم العربي، و67 رساماً من بقية دول العالم، وكرم المهرجان هذه السنة الفائزين بجوائز معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال، وقد فازت بالجائزة الأولى الرسامة راسا جانسيا وسكيت من ليتوانيا، فيما نالت الجائزة الثانية الرسامة سي يانغ بارك من كوريا الجنوبية، وذهبت الجائزة الثالثة إلى الرسامة ماريانا ألكانتارا بيدرازا من المكسيك، أما الجوائز الثلاث التشجيعية فذهبت إلى الرسامة كلوديا ميلينكا إيلانس إيتوري من بوليفيا، والرسام ماتياس دوبيل من ألمانيا، والرسام رضا دالوند من إيران. وكُرّم في المهرجان أيضاً الفائزون بجوائز مهرجان الشارقة القرائي لكتاب الطفل ولذوي الاحتياجات البصرية في دورةه العاشرة، وقد فازت بجائزة أفضل كتاب باللغة العربية، من عمر 4 إلى 12 سنة، الكاتبة ناهد الشوا عن كتابها «حلم أم اثنان» الصادر عن دار نون، أما جائزة أفضل كتاب باللغة العربية من عمر 13 إلى 17 سنة، ففازت بها الكاتبة سونيا النمر عن كتابها «طائر الرعد» الصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، وذهبت جائزة أفضل كتاب باللغة الأجنبية من عمر 7 إلى 13 سنة، الى الكاتبة مريم صقر القاسمي عن كتابها «أين اختفت الحروف؟» الصادر عن دار مداد للنشر والتوزيع، ونالت دار أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة «جائزة ذوي الاحتياجات البصرية». وفي أحد أجنحة المهرجان يقام معرض «آلة المستقبل»، الذي ينظمه المهرجان ويتضمن تصورات ونماذج وعروضاً بصرية حيّة لأبرز ملامح التكنولوجيا المتقدمة في العصر الرقمي، إلى جانب ما يستعرضه المعرض من نماذج تعرّف بأساسات الذكاء الاصطناعي، ومبادئ عمل وصناعة الآليين (الروبوتات)، مانحاً زواره فرصة اكتشاف عوالم التقنية الحديثة المتقدمة. وهناك أيضاً معرض «الكتب الثلاثية الأبعاد»، الذي يعرض 250 كتاباً مجسّماً من مقتنيات «مركز الكتاب ثلاثي الأبعاد» في مدينة فورلي الإيطالية، والتي تم اختيارها بناء على ثماني مجموعات زمنية هي البدايات (1880)، ومن ثلاثيات الأبعاد إلى المجسمات (1920)، وميلاد مصطلح «المجسمات» (1930)، وكتب المروحة (1940)، والمنجز العالمي (1950)، وكتب الكوباستا (1960)، ومرحلة الصور المجسمة (1970)، والألفية الجديدة المدهشة (2000). ولا تغيب عن المهرجان الورش والعروض الفنية المخلتفة، والتي تعد جزءاً من 2600 فعالية، يشارك في تقديمها أكثر من 286 ضيفاً، على مدار 11 يوماً وتتوزع على برنامج الفعاليات الثقافية، وبرنامج الطفل، ومقهى التواصل الاجتماعي، وركن الطهو. وتتضمن الدورة العاشرة من المهرجان العديد من العروض المسرحية والفنية العالمية، الهادفة إلى غرس القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الصغار، ومنها مسرحيتا «توتا والقردة شيتا» و «جزيرة كيدز إيريا» من الكويت، وعروض الصور المجسمة «هارا هيروكي»، فيما يشهد مقهى التواصل الاجتماعي مشاركة نخبة من مشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يركزون على الجانب التوعوي والتثقيفي. ويشارك في مهرجان هذا العام عدد كبير من المشاهير ونجوم الفن والثقافة والأدب العرب، من أبرزهم الممثلة المصرية صابرين، والفنان الجزائري طارق العربي طرقان، الذي ساهم في كتابة وغناء وإعداد أكثر من 1000 أغنية داخلية وشارة لمسلسلات وأفلام كرتونية شهيرة عدّة، والفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة الصوت المميز الذي جال في أروقة الطفولة، حيث قدّمت دبلجات صوتية لمسلسلات كرتونية مميزة عديدة. وفي عرض فني مستوحى من أشهر الحكايات العالمية، اصطحب جمهور المهرجان زواره الصغار في رحلة ليعيش قصة» أليس في بلاد العجائب» بأسلوب جديد جمع بين الغناء والرقص والتمثيل في آن واحد. وتمثل المسرحية واحدة من الروايات الشهيرة للكاتب وعالم الرياضيات تشارلز دودسون، المعروف باسمه الأدبي» لويس كارول»، التي تحولت من عمل أدبي إلى مسرحية موسيقية شارك في تأليفها المسرحي العالمي دايمن آلبارن.
مشاركة :