خلال جلسة بعنوان «نبض إفريقيا»، عقدت ضمن فعاليات «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، في إكسبو الشارقة، شارك أدباء من إفريقيا في تسليط الضوء على مميزات الكتابة للطفل في القارة السمراء، وما يستهوي أطفال هذه القارة، وأبرز السمات التي تُميز الكتابة الإفريقية عموماً، والكتابة للصغار واليافعين على وجه الخصوص، فضلاً عن العقبات التي تواجه صنّاع هذا المحتوى. واستضافت الجلسة التي نظّمتها «هيئة الشارقة للكتاب»، كلّ من الكاتبة لوراتو ماري تروك، والكاتب كريستوفر أوكيموا، والكاتب ميزوني بناني، ليقدموا عصارة تجاربهم في مجال الكتابة للأطفال، واستعراض نماذج للمعايير والسمات التي يضعونها بالاعتبار عند الكتابة للطفل الإفريقي باحتياجاته وخصوصياته. وقالت لوراتو ماري تروك: «نشأت وترعرعت في مجتمع إفريقي عانى من التمييز والتفرقة، حتى فيما يخص مسألة توزيع الثقافة، ولطالما حفّزتنا عائلاتنا لنحافظ على ثقافتنا وأدبنا لتتوارثه الأجيال، لأن الأدب الإفريقي تم محاربته على مدار التاريخ، وأنا شخصياً بدأت بالتعرف عليه من خلال القصص التي كانت ترويها لي أمي بمختلف مضامينها»، مضيفة «أنا كإفريقية أكتب لأطفال أشبههم وأعرف نمط تفكيرهم وميولهم، وأفضل أن يقرأ الأطفال الأفارقة كتبهم أولاً قبل كتب الثقافات الأخرى، لا سيما وأننا حُرمنا من ذلك، وربما هذا أحد أسباب توجهي إلى الكتابة في أدب الطفل». من جهته، قال كريستوفر أوكيموا: «الأدب الإفريقي صقل شخصيتي، والكتابة الإفريقية تأخذني إلى الفضاء الذي أحقق فيه أحلامي وأعيش في كنفه وأتعرف فيه على نفسي كإنسان، والأدب الإفريقي يتميز بعناصر مختلفة تفرز قصصاً مميزة يرى فيها الناس أشياء جديدة تقودهم إلى أعماق هذا اللون من الأدب الذي يتنوع من دولة إلى أخرى من حيث شكل العناصر والهوية الوطنية وذائقة كتّابها، ولكنها جميعاً تصب في محيط الأدب الإفريقي». بدوره تناول ميزوني بناني الموضوع من زاوية مغايرة، وقال: «على الرغم من أنّ القارة الإفريقية تضم 55 دولة، إلا أنّ الإعلام لا يركز على ثقافاتها ولغاتها، كما أن المشهد يبدو ضبابياً بسبب نقص البحوث والدراسات عن هذه المنطقة الغنية بالثقافات والأساطير والخرافات، ومع ذلك توجد أسماء كبيرة تكتب لأدب الطفل في مختلف الدول الإفريقية، وجميعهم يقدمون مساهمات ثرية». وأضاف: «من الأفضل إشراك الصغار في تقييم أدب الطفل من خلال الاستبيانات، فمن حقه أن يختار الكتاب الذي يناسب إمكانياته وميوله».
مشاركة :