كثيرون من الشباب العراقيين ترقبوا استجواب مارك زوكربرغ في الكونغرس وتابعوه بدقة، لا سيما أولئك المهتمين بالتقنيات الرقمية والمدونين والصحافيين والعاملين في الشركات الرقمية والتقنية، لكنهم لم يهتموا كثيراً بما تم طرقه حول اختراق الحسابات والمعلومات الشخصية وكأنهم على علم مسبق بما كان يحدث. بعض الشباب يحرص في شكل كبير على تأمين حساباته على «فايسبوك» وبقية مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رغم ذلك لم يفاجئوا بما طرح في جلسة الاستجواب التي تابعوها أثناء البث المباشر. آخرون يجهلون استخدام تقنيات الحفاظ على الخصوصية، وهؤلاء لا يهتمون كثيراً بالموضوع إذ قاموا بإغلاق حسابات سابقة لهم مرات عدة وفتحوا حسابات جديدة بعدما سرقت صورهم وبياناتهم. يقول سرور أمجد صالح وهو صاحب محل لبيع أجهزة الهاتف النقال في الكرادة إنه بمجرد أن يكون الشخص على الإنترنت لن يستطيع إخفاء أي شيء، ومن لا يريد أن تخترق خصوصيته وصوره عليه أن لا يضعها على الشبكة العنكبوتبة، وذلك هو الحل الوحيد لحفظ الخصوصية. ويضيف «رغم تحصيني لحسابي على «فايسبوك» لكنني لست متأكداً من أنه غير مخترق بعدما تابعت حديث مؤسس «فايسبوك» أمام الكونغرس» الكثيرون من الشباب والفتيات لجأوا إلى إغلاق حساباتهم بمجرد مشاهدة الاستجواب وقاموا بفتح حسابات بأسماء مستعارة. ولأنهم لا يشعرون بالأمان في «فايسبوك» بعثوا برسائل مكتوبة على الموبايل لأصدقائهم يخبرنهم بأسماء الحسابات الجديدة. شمس ماجد طالبة في كلية الآداب بجامعة بغداد تقول، رفعت معظم صوري من «فايسبوك» واستبدلتها بصور لمناظر طبيعية، لم أعد اشعر بأنني أملك شيئاً خاصاً طالما كان الأمر بهذه السهولة. وعلى رغم ذلك هناك الكثيرون ممن لم يهتموا بالموضوع في الشكل الذي جذب انتباه أقرانهم، بل اعتبروا الاختراق أمراً بديهياً حتى لو تم وضع إيعازات مهمة في حفظ الخصوصية. يقول حسن مصطفى، وهو شاب ثلاثيني يهتم كثيراً بتقنيات الإنترنت ويحرص على خصوصيته على مواقع التواصل الاجتماعي، «العراقيون لم يهتموا كثيراً بفضيحة مؤسس فيسبوك لأنهم لا يكترثون كثيراً لمسالة الخصوصية، والكثير منهم لا يعرف كيف ينظم شروط الخصوصية أصلاً». ويضيف «البعض لا يعرف أهمية الخصوصية حتى أولئك الذين يعملون في وظائف أمنية مثل الجيش والشرطة تراهم ينشرون مقاطع فيديو وصور خلال المعركة، أو ينشرون نشاطاتهم اليومية على فايسبوك من دون إدراك خطورة ذلك، وهو ما يدفع الحكومة العراقية بين الحين والآخر إلى إصدار تعليمات تمنع الموظفين من استخدام «فايسبوك»، ولكن لا أحد يكترث بها كثيراً». ويرى حسن أن نتيجة لعدم اكتراث العراقيين بالخصوصية، فهم يلجؤون عندما يسبب لهم منشور ما مشكلة مثل صورة أو فيديو إلى إغلاق الحساب وإنشاء حساب جديد بدلاً من ضبط الخصوصية، كما أن الكثير من العراقيين لا يهتم بالخصوصية طلباً للشهرة، وهم يفتحون صفحاتهم وصورهم للعامة عن قصد. القضية الأخرى التي يطرحها حسن هي لجوء العديد من الشباب ألى أصدقائهم لإنشاء حسابات لهم على فيسبوك، ولا مانع لديهم من أن يقوم هؤلاء الأصدقاء بتسجيل الحساب باستخدام البريد الإلكتروني الخاص بهم وليس بريدهم الشخصي. وتلك حالة تنتشر بين غير المتعلمين ومن لا يحتاجون الإيميل في عملهم اليومي الذي غالباً ما يكون مهنة يدوية أو بدنية. ويضيف «البعض يسجل بريداً إلكترونياً في فايسبوك وينسى كيف يدخل إليه من جديد ولا يرى ذلك مشكلة ما دام «فايسبوك» يعمل، وعندما يتعرض لتهكير الصفحة يلجأ إلى محل الإنترنت للمساعدة أو ترك الحساب أو إغلاقه وإنشاء حساب جديد».
مشاركة :