(كونا) -- بات تنظيم المهرجانات الثقافية العربية في ماليزيا أسلوبا جديدا وناجعا لتشجيع الماليزيين الناطقين باللغة العربية على التحدث بلغة الضاد من خلال احتكاكهم بالجاليات العربية.ويعد المهرجان الدولي الرابع للغة العربية الذي افتتح اليوم الاثنين بمشاركة معظم الجاليات العربية الموجودة في ماليزيا احد المهرجانات التي تستقطب مشاركة واسعة سواء من الماليزيين المهتمين باللغة العربية او الجاليات العربية.وقال بهذا الصدد رئيس المهرجان الدولي للغة العربية الدكتور أشرف إشراقي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الافتتاح ان مثل هذا "المهرجان يشجع الطلبة الماليزيين على ممارسة اللغة مع العرب الموجودين في ماليزيا من خلال معارض الدول المشاركة وهو تطبيق عملي لهم لإتقان لغة الضاد".واضاف أن هذا الأسلوب الجديد في تعليم اللغة العربية أظهر نتائج جيدة في تطوير مستويات وقدرات الطلبة الماليزيين في التحدث بالعربية وإتقانها موضحا ان "المهرجان الذي يقام كل عامين شهد تطورا كبيرا في مستويات الطلبة".وأكد أن اللجنة التنظيمية للمعرض اشترطت وجود طالبين ماليزيين في كل جناح أو معرض عربي لمساعدتهم في تقديم وتعريف المعروضات الثقافية والتراثية للزوار مؤكدا أنهم بذلك يمارسون اللغة ويتعرفون على مختلف الثقافات العربية.وذكر أن المهرجان ينظم إلى جانب المعرض مسابقات عديدة لتطوير مهارات الطلبة مثل مسابقات الخطابة والمناظرة والقصة القصيرة والإنشاد وقراءة الأخبار والترجمة والخط العربي والعروض المسرحية.من جهة أخرى أكد أستاذ التربية في جامعة (ملايا) الماليزية المنظمة للمهرجان الدكتور أحمد يوسف في تصريح مماثل ل (كونا) أن أسلوب تعليم اللغة من خلال الاحتكاك مع الإخوة العرب يشير إلى أهمية التقارب الثقافي بين ماليزيا والدول العربية.وقال ان التقارب الثقافي العربي-الماليزي قديم قدم دخول الإسلام إلى أرخبيل الملايو اذ وصل إليها العرب تجارا ودعاة منذ قرون مؤكدا أن هذا التقارب كان له أثر كبير على مظاهر الحياة اليومية في ماليزيا عبر التاريخ.واضاف "دخول الإسلام إلى أرخبيل الملايو واندماج العرب في المجتمع المحلي جعله مجتمعا لايختلف كثيرا عن الشعوب العربية أو المسلمة من حيث المظاهر الدينية مثل الاحتفال بالمولد النبوي وأيام الاسراء والمعراج وغيرها" معتبرا ذلك دلالة على العمق الحضاري للغة العربية.وأشار إلى اللغة الملايوية التي تتحدث بها دول ماليزيا واندونيسيا وسنغافورة وبروناي والتي اقتبست أكثر من ألف كلمة عربية بحسب دراسات حديثة موضحا أن التقارب الملايوي بالشعوب العربية مستمر في مجالات مختلفة.وأكد أن تعلم اللغة العربية يجب أن يكون بالممارسة والاحتكاك والاندماج مع الشعوب العربية وقال "في ماليزيا يجب أن نستغل وجود الجاليات العربية في البلاد للاستفادة منهم في تطوير لغة القرآن الكريم".وأشار إلى تعلم اللغة داخل الفصول الدراسية وتأثيره على الطلبة مؤكدا ان ممارستها وتطبيقها على أرض الواقع ومع أهل اللغة سيكون له أثر كبير على الطلبة الماليزيين وكذلك الطلبة غير الناطقين باللغة العربية.ويقام المهرجان الدولي للغة العربية كل عامين بتنظيم من جامعة (ملايا) وهي أعرق جامعة في ماليزيا في حين يدعم هذا المهرجان وزارة التعليم العالي الماليزي وبعض السفارات العربية في ماليزيا وجهات تعليمية في ماليزيا.
مشاركة :