نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أول من أمس محاضرة بعنوان «اللغة العربية في امتداداتها الثقافية، الصومالية نموذجاً»، ألقاها الباحث الصومالي د. عبد الفتاح نور أحمد، وأدارها الباحث د. محمد الأمين السملالي، بحضور د. عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من المثقفين. واستهل السملالي تقديمه بالحديث عن أوجه التأثر والتأثير التي نشأت بين اللغة العربية وبين اللغات المختلفة التي دخل أهلها في الإسلام، ثم معرفاً بالمحاضر د. عبد الفتاح نور أحمد، الباحث في الثقافة واللغة والتراث الصومالي، وصاحب مؤلفات وبحوث عدة، مكرسة لدراسة تأثير اللغة العربية في اللغة الصومالية. ومن جهته، استهل المحاضر، د. عبد الفتاح نور أحمد حديثه بالقول إن الثقافة بمدلولها العام هي الموروث المكتسب لدى الإنسان، وأنه لا يمكن الحديث عن الثقافة الصومالية بمعزل عن اللغة العربية، نظراً لأن أصول بعض القبائل الصومالية تعود إلى العرب، وكذلك لقرب الصومال من الجزيرة العربية، ورغم أن هناك بعض البحوث التي تميل إلى أن الصومالية ذات علاقة وطيدة باللغة الفرعونية القديمة، نظراً لبعض أوجه التشابه لفظاً وصرفاً ونحواً، وللعلاقة التاريخية بين الصومال والمملكة الفرعونية، إلا أن المحاضر يميل إلى أن العلاقة بينها وبين العربية أقوى، ويرى أنه ربما يكون أصلهما واحد، نظراً لأن الكثير من مفردات الصومالية الحالية تشبه لهجة أهل الحجاز قديماً، لهجة قريش، ولا تزال في الصومالية بعض المفردات العربية التي لم تعد تستعمل في العربية اليوم، وهناك بعض التشابه في القواعد الصرفية بينهما كالقلب والإبدال، والقواعد النحوية كرفع الفاعل ونصب المفعول به، والحروف الحلقية التي يصعب على غير العرب النطق بها كالحاء والعين. وأشار الباحث إلى بعض التشابه في الشعر مثلاً، فالقافية الصومالية في الشعر، لا تختلف كثيراً عن اللغة العربية. وفي تعقيبه على المحاضرة قال الدكتور عمر عبد العزيز، إن اللغات الإنسانية في حالة تواشج دائمة، وإن الهوية الصومالية ملاصقة للهوية العربية، والأفعال في الصومالية تصرف تماماً كما تصرف اللغة العربية، كما أن البيئة المحلية الصومالية مشابهة للبيئة العربية، من حيث كونها برية؛ وتعتمد ثقافة شفاهية، وهو ما كان له مقاسات معينة فيما يتعلق بالشعرية والغنائية. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :