مع اعترافه بإعجابه بحكايات روبن هود وروكي بالبوا (يمثلان الشجاعة والقوة)، من المحتمل ألا يكون يورجن كلوب مرتاحاً لواقع أن فريقه ليفربول مرشح قوي للفوز بمباراة اليوم ضد روما الإيطالي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. إن ترشيح ليفربول لتخطي روما يشكل دليلاً على ما حققه المدرب الألماني الذي أعاد إحياء عملاق نائم على الساحة الأوروبية، والظهور الأول لليفربول في نصف نهائي دوري الأبطال منذ عقد من الزمن يتقاطع مع هذه التوقعات المرتفعة. لم يكن الأمر دائماً على هذا النحو السلس منذ وصول كلوب إلى «إنفيلد» قبل عامين ونصف العام. وحتى في أعقاب الفوز على مانشستر سيتي ذهاباً 3-صفر وإياباً 2-1 في ربع النهائي، فإن كلوب حذر من أن الوقت يداهمه بسرعة بخصوص وعده بإحراز اللقب الأوروبي في غضون أربع سنوات من توليه المهمة.في أوائل مهمته مع ليفربول، فإن كلوب تحسر أحياناً على الأجواء المكبوتة في بعض الملاعب الإنجليزية الجديدة، وحتى في ملعب انفيلد الأسطوري، مقارنة مع الأجواء في الدوري الألماني. لكن «انفيلد» سيكون جاهزاً لمحاولة إلهام بطل أوروبا خمس مرات وتشجيعه من أجل الوصول إلى المباراة الأهم على الإطلاق، أي النهائي المقرر في كييف يوم 26 أيار/ مايو. وقال المهاجم الدولي المصري محمد صلاح الذي سجل 41 هدفاً في أول موسم له مع الفريق والمتوج الأحد بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، لشبكة «سي إن إن» أن «أمسيات دوري الأبطال مميزة جداً للمشجعين أيضاً. يمكنك أن تشعر بها في الشوارع. كانت الأجواء في تلك المباراة الأولى ضد مانشستر سيتي (3-صفر) المرة الأولى التي أرى فيها شيئاً مشابهاً». وسجل ليفربول ثلاثة أهداف في غضون 19 دقيقة صدم بها مانشستر سيتي في فصل جديد من تاريخ طويل للأمسيات الأوروبية الشهيرة في أنفيلد.وقال الإسباني جوارديولا مدرب مانشستر سيتي المتوج قبل أيام بطلاً للدوري: مشجعو ليفربول يعتقدون جميعهم «أنها بطولتنا».وقال كلوب في مقابلة صحفية «إذا كان هناك شيء مهم بالنسبة لي، فلا يمكنني إخفاء مشاعري تجاهه. عندما أكون سعيداً يمكن للجميع رؤية ذلك، والأمر ذاته عندما أشعر بالغضب». واستخرج كلوب، عبر أسلوبه المرن بتطبيق خطة 3-3-4، الأفضل من ثلاثي الهجوم، محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو الذين سجلوا 83 هدفاً هذا الموسم. وأشار جوارديولا الذي عانى الهزائم أمام كلوب أكثر من أي مدرب آخر «أعتقد أن يورجن خبير في شراء اللاعبين حسب ما يحتاج إليه فعلاً للطريقة التي يريد اللعب بها».وأكثر ما يثير الإعجاب هو أن حسن الإدارة الفنية لكلوب وتأكيده أن الغزارة التهديفية للفريق لم تتراجع رغم خسارة صانع الألعاب البرازيلي فيليبي كوتينيو الذي انتقل إلى برشلونة الإسباني في كانون الثاني/ يناير مقابل 142 مليون جنيه (199 مليون دولار)، وعدم شراء بديل طبيعي له.ومنذ شراء فان دايك مقابل 75 مليون جنيه، فإن شباك ليفربول اهتزت مرة واحدة في أربع مباريات أوروبية.كما أن كلوب تعلم من أخطائه، فإن ضغطه على اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم، جعل ليفربول يستنزف في النصف الثاني من الموسم الماضي بعد بداية واعدة. لكنه اعتمد مبدأ التناوب بين اللاعبين هذا الموسم أكثر من أي مدرب آخر في الدوري الممتاز وكانت النتيجة أنه الفريق الإنجليزي الوحيد المتبقي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
مشاركة :