المناطق_متابعات يشرف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب اليوم السبت على إطلاق مشروع استغلال منجم غار جبيلات في تندوف بالجزائر، الذي يعد أحد أكبر مناجم الحديد في العالم، وذلك بعد تأخره لعقود. وحسب بيان لوزارة الطاقة الجزائرية فإن وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، يقوم اليوم السبت، بزيارة عمل وتفقد الى ولاية تندوف يقتتح خلالها منجم الحديد بغار جبيلات. عرقاب في تندوف لافتتاح منجم الحديد بغار جبيلات. يذكر أن مجلس الوزراء الجزائري وافق يوم 9 ماي الماضي، على الانطلاق في المرحلة الأولى من مشروع استغلال المنجم. وقد أشار بيان الاجتماع إلى “ما سيمثله منجم غار جبيلات من مصدر هامّ لمداخيل البلاد. وأهميته الحيوية في تحريك وتيرة التنمية محليا ووطنيا”. “عملاق الحديد النائم” لإنعاش مداخيل الجزائر خارج المحروقات ويندرج بعث مشروع غار جبيلات، ضمن التزامات الرئيس تبون “بحشد واستغلال القدرات المنجمية للبلاد. كونه واحدا من أضخم المناجم النائمة على معدن الحديد في العالم”. وتقدّر احتياطات المنجم من خام الحديد، بين 3 و3.5 مليار طن، من بينها 1.7 مليار طن قابلة للاستغلال في المرحلة الأولى من الاستغلال الفعلي. وسيمتدّ استغلال المنجم على ثلاثة مراحل، إلى غاية العام 2024. وسيسمح ذلك بتوفير مناصب شغل مباشرة لـ 6 آلاف عامل بحلول 2025، وفق وسال إلام جزائرية. شاحنات كهربائية وخطّ للسكّة الحديدية لنقل منتجات غار جبيلات وأوصى الرئيس تبون خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بتحديد أجندة زمنية لتنفيذ المشروع “بشكل تكاملي مع مختلف مشاريع البنى التحتية المرتبطة به”. ومن بين مشاريع البنية التحتية المرتبطة بمشروع استغلال المنجم الاستراتيجي، شدّد الرئيس تبون على تسريع الانطلاق في إنجاز خطّ سكة الحديد بين ولايتي تندوف وبشار. ويهدف مشروع خطّ سكة الحديد بين بشار وتندوف، إلى نقل خام الحديد والمنتجات الحديدية المنتجة في المنشآت الصناعية المرافقة للمنجم. وستشرف على أشغال إنجاز خطّ سكّة الحديد، الشركة الصينية لإنشاءات الهندسة المدنية، حيث استقبل رئيس هذه الأخيرة بالجزائر من طرف وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب. واتفق طرفا اللقاء على تشكيل فريق عمل من إطارات وزارتي الطاقة والمناجم، والنقل، والشركة الصينية. لوضع خريطة عمل لتجسيد هذا المشروع. وبالإضافة إلى خطّ سكّة الحديد، سيشمل مشروع استغلال منجم غار جبيلات، إنجاز عدّة هياكل ومنشآت قاعدية لإنتاج الحديد والصلب. إلى جانب ذلك، سيضمّ المشروع منشآت لتخزين المعدن الخام المُجمّع من مواقع الاستغلال. قبل شحنها عبر شاحنات كهربائية نحو وهران مستغانم، لإعادة التحويل والتصدير نحو الخارج. شراكة صينية جزائرية لاستغلال منجم غار جبيلات في سبتمبر من العام 2021، زار وفد صيني هامّ موقع مشروع استغلال منجم غار جبيلات بتندوف، الذي سيتمّ إنجازه في إطار اتفاقيات شراكة مع 3 شركات صينية في المجال. ويتعلّق الأمر هنا بعمالقة التنقيب المنجمي في الصين “أم سي سي”، و”سي دابليو اي”، و “هايداي سولار”. وتمّ إبرام اتفاقيات الشراكة لاستغلال الثروة المعدنية الاستراتيجية التي تزخر بها المنطقة، وفق القاعدة الاستثمارية 51/49. التي كانت تعتمدها الجزائر في القطاعات الاستراتيجية. وبالمجمل، تندرج مشاريع البنية التحتية التي ستنجز بالموازاة مع بعث استغلال منجم غار جبيلات، ضمن مشروع طريق الحرير، الذي أطلقته الصين مطلع العام 2019. نحو انبعاث عملاق التعدين النائم بعد 60 عاما من الركود وقبل إعادة بعث المشروع، بالشراكة مع الصين، بقي مشروع استغلال منجم غار جبيلات حبرا على ورق طيلة 60 عاما. فمنذ اكتشاف المنجم، في سنة 1952 إبان فترة الاستعمار الفرنسي، لم تتمكّن أي سلطة في البلاد من كسب تحدّي غار جبيلات، بسبب صعوبة تضاريس الموقع. كما أرجع خبراء اقتصاديون سبب تأخر استغلال هذا المورد الاستراتيجي، إلى الأزمات المالية التي مرّت بها الجزائر منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
مشاركة :