بغداد:زيدان الربيعي ما إن انطلقت حملة الدعايات للانتخابات البرلمانية في الرابع عشر من الشهر الحالي، حتى تعرف الشارع العراقي إلى المرشحين الذين سيخوضون هذه الانتخابات، منهم قادة كتل وأحزاب سياسية، كان العراقيون يتوقعون أن يعلنوا اعتزالهم بعد أن اعترفوا بألسنتهم وعلناً بأنهم فشلوا في تحقيق طموحات الشعب العراقي، إلا أن المكاسب التي تحققها لهم السلطة جعلتهم ينسون فشلهم ويواصلون ترشحهم، بل يسعون إلى شغل مناصب كبيرة في مؤسسات الدولة، لكن هؤلاء لن يخوضوا الانتخابات بمفردهم هذه المرة، فهناك شرائح مختلفة من أبناء الشعب العراقي قررت خوض الانتخابات، وهي تسعى إلى إحداث تغييرات جذرية في العملية السياسية، وكذلك في عمل البرلمان المقبل.من بين هذه الشرائح الفنانون والرياضيون والإعلاميون، من كلا الجنسين، الذين رشحوا أنفسهم لخوض الانتخابات المقبلة، وربما سبب ترشحهم نوعاً من المفاجأة لعامة العراقيين، لأن الكثير من هؤلاء كانوا ملكاً لعامة العراقيين، إلا أنهم اصبحوا الآن ينتمون إلى كتل سياسية أو طائفية متهمة بالفشل في السنوات السابقة، الأمر الذي قد يجر عليهم انتقادات، خصوصاً إذا لم ينجحوا في الوصول إلى مقاعد البرلمان، لكن أغلبهم يهدفون إلى إجراء تغيير وإصلاحات واسعة في العملية السياسية من خلال البرامج والعهود التي قطعوها على أنفسهم في حملاتهم الانتخابية والدعائية، بينما البعض الآخر منهم قد لا يحقق أي شيء سوى خدمة الكتلة التي ترشح ضمنها من خلال الأصوات القليلة التي سيحصل عليها بحسب القراءة الأولية لخيارات الناخب العراقي، وربما يحصل على منصب وظيفي من خلال تلك الكتلة، أو حتى منصب حكومي، إذا تذكرنا أن نظام المحاصصة هو السائد في العملية السياسية الجارية في العراق منذ عام 2003 ولغاية الآن.ومن أبرز النجوم الرياضيين الذين ترشحوا في الانتخابات المقبلة، نجم الكرة العراقية السابق أحمد راضي الذي ترشح ضمن القائمة الوطنية برئاسة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي، وهذه هي المشاركة الثالثة لأحمد راضي في الانتخابات، حيث سبق أن نال عضوية البرلمان الأسبق ضمن قائمة التوافق العراقية، لكنه لم ينجح في الانتخابات السابقة بحجز مقعد في البرلمان المنتهية ولايته. وهناك أيضاً زميله في المنتخب، خلال ثمانينات القرن الماضي، باسل كوركيس الذي ترشح هو الآخر ضمن كتلة «أبناء النهرين» وهي تمثل الأقليات وتخص أبناء المكون المسيحي، وبالتالي تبدو فرصه سانحة للفوز بمقعد في البرلمان المقبل. وهناك الكثير من الرياضيين الذي سيخوضون الانتخابات ضمن قوائم وكتل مختلفة لا يتسع المجال لذكرها. ويمكن اعتبار مطرب العراق الكبير الدكتور فاضل عواد، أبرز فنان عراقي يرشح لخوض الانتخابات المقبلة ضمن القائمة الوطنية بزعامة علاوي، لأنه يعد من أبرز المطربين في تاريخ الأغنية العراقية، وله بصمات مؤثرة في مسيرتها الطويلة. كذلك يعد من الشخصيات الأكاديمية وهو يدرس الآن في إحدى الجامعات العراقية.في حين رشح الممثل المخضرم مازن محمد مصطفى الذي جسد الكثير من الأدوار المهمة في الدراما العراقية، مع ائتلاف دولة القانون رافعاً شعار «الثقافة هي الحل». ويشكل الإعلاميون العدد الأكبر من بين الفئات المعروفة، الذين ترشحوا لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، ويهدف الإعلاميون إلى تحقيق أهداف معينة حسب شعاراتهم المرفوعة، إلا أن حظوظهم لن تكون قوية في حجز مقاعد في البرلمان المقبل لان معظمهم رشحوا انفسهم ضمن كتل سياسية سبق أن جربها العراقيون حتى إن كانت بمسميات جديدة، فيما يبحث الشارع العراقي عن وجوه مستقلة.
مشاركة :