يعتبر حفظ التراث هواية أصيلة لدى أبناء منطقة عسير ، إذ يظهر ذلك جلياً في أنه لا يكاد يخلو بيت هناك من أثر أو لمسة تراثية تربطه بتاريخ عريق لهذه الأرض وما حوته من موروثات كثيرة . ومن المظاهر الدالة على حفظ التراث بمنطقة عسير وجود العديد من المتاحف العامة والخاصة والتي تضم أعداداً هائلة من القطع الأثرية التي تحكي حقبات زمنية مرت على هذه المنطقة ، ومن بين هذه المتاحف متحف تمنية للتراث، وهو عبارة عن قصر حجري من أقدم القصور في المنطقة ويتميز بميزة خاصة بين تلك القصور في تلك المنطقة حيث أنه يذكّر الأجيال الراهنة بما عاناه الأجداد من شظف العيش وتحمل المشقة، وما عاشوه في الوقت ذاته من سعادة وألفة وتعاون ببساطتهم وفطرتهم. صاحب المتحف عبدالهادي بن أحمد آل مهدي الشهراني أسس هذا المتحف على نفقته الخاصة لشدة ولعه وعشقه للتراث العسيري ، حيث جمع فيه أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية جمعت في أرعة أقسام بنيت على الطراز التراثي القديم المستوحى من بيئة المنطقة. ويعرض فيه مجموعة كبيرة من السيوف والخناجر والدروع والرماح، إضافة إلى أواني الطهي والحلي النسائية وآلات التصوير القديمة. كما جُمع فيه قطع تراثية مثل الملبوسات الرجالية والنسائية وبعض الأجهزة والسيارات القديمة وعملات ورقية ومعدنية، وصور وأدوات زراعة كانت تستعمل في الماضي، إضافة إلى القسم العمراني والتراثي والشعبي . ومما يميز المتحف أيضاً أنه يضم القصر القديم الذي يرجع عمره لأكثر من مائة عام والذي يحتفظ بحالته كما هو حتى الآن حيث يضم المطبخ والدافن والاستراحات وأماكن الضيافة والتي تجعل الزائر يعيش بذهنه وفكره في سنوات مضت من حياة الأباء والأجداد . الجدير بالذكر أن المتحف مرخص من هيئة السياحة والآثار وقد حصل على عدة تكريمات أبرزها تكريم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير ، إضافة إلى أمير منطقة القصيم ، وكذلك الراحل سمو الأمير منصور بن مقرن “رحمه الله” تعالى .