«أرامكو»: تقلبات سوق النفط لن تؤثر في خططنا طويلة الأجل

  • 11/25/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبرت شركة «أرامكو السعودية»، أن التقلبات الدورية لأسواق النفط لن تخرج الاستراتيجية طويلة الأجل للشركة عن مسارها، داعية إلى تحقيق درجة أكبر من التكامل والابتكار والتعاون في صناعة البتروكيماويات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من أجل إطلاق الطاقات الصناعية للمنطقة وتحقيق «عقد ذهبي» من حيث النمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. وأوضح رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح، في كلمة ألقاها خلال المنتدى السنوي للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، الذي بدأ في دبي أمس، أن التنمية الإقليمية في صناعة البتروكيماويات ركزت خلال العقد الماضي على تصنيع السلع الأساسية للتصدير عن طريق الاستفادة من الميزات التي نتمتع بها في مجال اللقيم واقتصاديات الإنتاج الضخم والبنية التحتية الصناعية الكبيرة، إذ كان النمو بصورة أفقية بدلاً من تحقيق التكامل الرأسي. وقال إن «النموذج الحالي لن يمكن من إطلاق الطاقة الكاملة لأن مشهد الصناعة العالمية يتغير بصورة سريعة، ويوجد منافسون أقوياء»، مشيراً إلى أنه يمكننا من خلال استغلال هذه الإمكانات واستخدام ما تملكه المنطقة من تقنيات وقدرات بشرية على مستوى عالمي، المساعدة في تحقيق التنويع الاقتصادي السريع وإنشاء قطاعات تصنيعية عالية القيمة، وكذلك إيجاد الملايين من فرص العمل الجديدة التي تتطلب مهارات عالية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الشباب بين سكان المنطقة». وتناول الفالح أربع ضرورات رئيسة مطلوبة لإطلاق إمكانات المنطقة، تشمل «تطوير مجموعة متوازنة من أنواع اللقيم الكيماوي لدفع عجلة النمو الاقتصادي المرن في مختلف القطاعات الاقتصادية، وتحسين البنية التحتية لصناعة الكيمياويات في المنطقة لبناء قدرات عالمية المستوى ورفع وتيرة الابتكار، ومضاعفة أعداد الأطراف المشاركة في الصناعة عن طريق تشجيع قطاع مزدهر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ريادة الأعمال، وتحقيق درجة أعلى من التكامل وتحقيق إنجازات حيوية ملموسة بهدف مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في مجال البنية التحتية والتقنية والمهارات». وأضاف الفالح أن المنطقة خطت خلال الأعوام الخمسة الماضية خطوات هائلة لتحسين مجمل أصولها البتروكيماوية، غير أن الصناعة تمر الآن بمفترق طرق، والقرارات التي تُتخذ اليوم وغداً ستحدد الاحتمالات الخاصة بهذه المنطقة في إطار الاقتصاد العالمي على المدى البعيد. ورأى أنه من خلال التعاون وخدمة المصالح المشتركة، يمكن لصناعة الكيماويات في المنطقة أن تحول منطقة الشرق الأوسط بكاملها من منطقة معتمدة على الموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي تشهد فيه صناعة البتروكيماويات في المنطقة المزيد من التطور والنمو، فإنه من الملاحظ التحول الديموغرافي الذي تمر به المنطقة الذي يمثل الشباب فيه الجزء الأكبر. وأكد أن الشباب سيثبت على المدى البعيد أنهم أكبر ميزة تنافسية تمتلكها هذه المنطقة، فهؤلاء الشباب بما لديهم من طاقة واستعداد لاستخدام التقنيات الحديثة، يمكنهم إحداث الفرق ودفع عجلة هذه الصناعة إلى الأمام، ويتعين على الجميع تقبل التغيير والعمل على إشراك المواهب الشابة. من جهته، توقع نائب رئيس مجلس إدارة سابك الرئيس التنفيذي رئيس «جيبكا» المهندس محمد بن حمد الماضي، أن يكون النجاح حليفاً فقط للشركات، التي تقدم منتجات وخدمات وإجراءات ونماذج أعمال مبتكرة، تساعدها في تحقيق ميزة تنافسية، في ظل المناخ الاقتصادي السائد في مجال صناعة الكيماويات، عاداً الابتكار ركيزة أساسية لاستباق التغيرات الاقتصادية العالمية في مقابل الاعتماد على اللقيم. وقال الماضي في كلمة أمام المؤتمر، إنه على رغم أن وفرة اللقيم تعتبر ميزة اقتصادية لصناعة الكيماويات الخليجية، إلا أن دول المنطقة لا يمكنها الاعتماد حصراً على الموارد الطبيعية لنموها المستقبلي. وتابع: «تحويل الموارد الطبيعية إلى حلول نقدمها لزبائننا كان، وما زال، وسيكون دوماً أهم قدراتنا، وبالطبع فإن ذلك يأتي في إطار التنمية المستدامة. وعندما ننظر للمؤشرات المالية العالمية، فإننا عادة ما نرى أن الموارد الطبيعية عنصر مهم يسهم في نمو كل من الناتج المحلي الإجمالي وصناعة الكيماويات، وأن القدرة على ربط الموارد الطبيعية بالحلول المقدمة للزبائن هو الابتكار بعينه، الذي يرتبط بدوره بمقاييس النمو». ولفت إلى أفضل الممارسات الحضارية التي تبنتها السعودية، مثل مبادرات المملكة في كفاءة الطاقة، والاستثمار في الحواسيب الفائقة، واهتمامها الشديد بتطوير التعليم، وجهودها الرامية لإيجاد مناخ مشجع للأعمال.

مشاركة :