فاجأني كثيراً تصريح السفير الفلبيني المتعلق بتشكيل فريق للتدخل السريع لإخراج الخادمات والخدم من بيوت الكفلاء في حال وقوع ظلم عليهم أو في حال طلب النجدة! عندما سمعت عبارة فريق التدخل السريع اعتقدت للوهلة الأولى أن تشكيله وبهذه السرعة لدخول الغوطة السورية أو لإنقاذ المسلمين في بورما أو لمحاربة الارهابيين في سيناء المصرية أو لطرد الحوثيين من اليمن أو اعتراض الخارجين على القانون في ليبيا أو لاستقرار الامن في لبنان أو مواجهة قراصنة الصومال على السواحل الأفريقية والمحيطات القريبة، لكن أن يكون تشكيله لانقاذ الخادمات والخدم، فهذا أعتبره تجاوزاً للأعراف الدبلوماسية، حتى ان أكثر السفارات الحساسة التي يدور حولها الجدل في تصريحات المسؤولين من بلادها والتي تلاحق المعارضين لها في كل دول العالم لم يصرح أي سفير من تلك السفارات بأنه شكل فريقا للتدخل السريع لملاحقة المطلوبين! في الكويت لا فلبينية أو فلبيني مظلوم سواء باحتجازهم في المنازل أو عدم تسلمهم مستحقاتهم المالية، فجميعهم يعرفون مواقع المخافر وأرقام الدوريات ووزارة الشؤون وإدارة العمالة المنزلية في وزارة الداخلية، ولو عملت السفارة الفلبينية استفتاء لجاليتها ممن يرغب في الاستمرار بالعمل والراغبين في المغادرة، ستجد %99 منهم يرغب في الاستمرار، ليس لأن الكفلاء سواء شركات أو أفراد ملائكة، وإنما لوجود استقرار أمني وتجاري وبيئة عمل نظيفة! وهذا الاستفتاء لا يشمل العمالة الفلبينية فقط وانما لجميع الجاليات، حتى انه تم فتح الباب كل 3 أو 4 سنوات للمخالفين بالمغادرة وتسوية أوضاعهم للعودة مرة أخرى ودون دفع الغرامات المترتبة عليهم، نجد ان ربعهم فقط يغادر والثلاثة أرباع على استعداد بالمخاطرة والاستمرار بالعمل، لأنهم يعلمون أن الكويت دولة متسامحة.. ومن يراقب اوضاع العمالة المنزلية يعرف ان الأمر وراءه مافيا مكاتب الخدم المتضررة من انشاء شركة حكومية وسحب تراخيص العديد منها، وهي التي اضرت ولا تزال تسبب الاضرار للمواطنين بسبب الأسعار الخيالية للعمالة المنزلية! عبدالله النجار