أكدت دولة قطر مجدداً التزامها بالاستمرار في جهودها لتوفير البيئة المحفزة للشباب، وتقديم الدعم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، لتمكينهم من المساهمة بشكل فاعل في بناء السلام، وتعزيز ثقافة السلام والتسامح واحترام الأديان، بما يساهم في صون الأمن والسلم الدوليين، وبما يعود بالخير على جميع شعوب العالم. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام المناقشة المفتوحة لمجلس الأمن حول البند المعنون بـ: «صون السلام والأمن الدوليين: الشباب والسلام والأمن». وقالت سعادتها: «إننا بحاجة إلى تضافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات والتهديدات التي يواجها عالمنا، بسبب الفقر، واستمرار النزاعات والحروب، ولصون الأمن والسلم الدوليين، ومما لا شك فيه أن 1.8 مليار من الشباب والشابات الذين يشكلون شريحة كبيرة في عدد كبير من البلدان حول العالم، وخاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات والحروب». وأضافت أن اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2250 لعام 2015، أسهم بشكل كبير في زيادة الاعتراف بالدور المهم والحاسم للشباب في منع نشوب النزاعات والحفاظ على السلام، وفي مكافحة التطرف العنيف والإرهاب، مؤكدة أن دولة قطر -وانطلاقاً من إيمانها الراسخ بالطاقة الإيجابية للشباب، وقدرتهم على إحداث تغيير إيجابي في كل المجالات، ومنها صون السلم والأمن الدوليين- لم تدخر جهداً لوضع السياسات، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تعزز مساهمة الشباب في جهود التنمية، وبناء السلام. وفي هذا الصدد، أشارت سعادتها إلى أنه في عام 2017، تم إنشاء لجنة الشباب الاستشارية في دولة قطر، التي جاءت استكمالاً وكثمرة للجهود الحثيثة للدولة، لتعزيز دور الشباب في المجتمع، وفي تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، وتضم اللجنة في عضويتها 20 شاباً وشابة منتخبين من مختلف القطاعات والجهات الحكومية وغير الحكومية، وتهدف إلى تعزيز ثقافة الحوار والمشاركة بين الشباب، وتمكينهم من التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، وتفعيل مهاراتهم القيادية والإبداعية. وأكدت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أن دولة قطر تدرك أهمية التعامل مع الأسباب الجذرية للتطرف العنيف الذي يمكن أن يؤدي إلى الإرهاب، حيث قامت الدولة في العام 2016 بتنظيم المناقشة المواضيعية رفيعة المستوى للجمعية العامة بشأن الأطفال والشباب المتضررين من التطرف العنيف، بالتعاون مع رئيس الجمعية العامة، وبمشاركة العديد من الدول الأعضاء، والتي خرجت باستنتاجات وتوصيات مهمة حول سبل حماية الشباب والأطفال من التطرف العنيف. دعم الآليات الدولية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب قالت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، إن الدولة قامت باتخاذ العديد من الإجراءات التي من شأنها دعم الجهود المبذولة في هذا المضمار، والتي أدت إلى وجود العديد من المؤسسات والبرامج والمبادرات القطرية في مجالات التعليم، والتوظيف، وخلق فرص العمل، والتمكين الاقتصادي، وتدريب وبناء قدرات الشباب والشابات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وخاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات والحروب، ومنها «القمة العالمية للابتكار في التعليم وايز»، ومبادرة «تعليم وتدريب اللاجئين السوريين QUEST»، ومؤسسة «التعليم فوق الجميع»، وبرنامج «علم طفلاً»، والتي في مجملها تساهم بشكل كبير في تقديم خدمات تعليم ذي جودة عالية للملايين من الأطفال والشباب حول العالم. وأشارت سعادتها إلى أنه ضمن جهود التعاون الدولي لدولة قطر، تحرص الدولة على التعاون وتقديم الدعم للهيئات والآليات الدولية ذات الصلة بقضايا الشباب ومكافحة الإرهاب، حيث إن دولة قطر عضو مؤسس للصندوق العالمي لإشراك المجتمعات المحلية، وتعزيز قدرتها على التكيف GCERF، الذي يقدم الدعم للمبادرات المحلية، بهدف تعزيز القدرة على مواجهة أجندات التطرف العنيف. كما نوّهت بتعاون الدولة مع منظمات المجتمع المدني التي تُعنى بالشباب، ومنها مؤسسة «صلتك»، التي تأسست في عام 2008، وهي مؤسسة اجتماعية تدعم النشاطات الرامية إلى توفير فرص العمل، وإتاحة المجال أمام الشباب في العالم العربي، للمشاركة والانخراط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.;
مشاركة :