نيويورك - قنا: أكدت دولة قطر مجدداً التزامها بمواصلة الجهود لتوفير البيئة المُحفّزة لمشاركة الشباب في عملية التنمية، مشيرة في الوقت نفسه إلى التحديات غير المسبوقة التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، لا سيما أن فئة الشباب لم تكن بمعزل عن آثارها الكارثيّة، لافتة إلى الجهود التي تبذلها لتوفير خدمات التعليم للأطفال والشباب. جاء ذلك في بيان وجهته سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعا افتراضياً «نحو إحياء مرور خمسة أعوام على أجندة الشباب والسلام والأمن: تسريع تنفيذ قرارات مجلس الأمن 2250 و2419». وأفادت سعادتها بأن دولة قطر كانت من أوائل الدول بالمنطقة التي استجابت باتخاذ الإجراءات الاحترازيّة بالتباعد الاجتماعي للحدّ من انتشار الفيروس، كما كانت في مقدمة الدول على المستوى الإقليمي التي اتخذت إجراءات مُبكرة من أجل الانتقال السلس إلى التعليم عن بُعد، من خلال الاتصال عبر الإنترنت استجابة للظروف الحاليّة. وأكدت سعادتها، أن حماية وتعزيز الحق في التعليم، يعتبر من أولويات دولة قطر سواء في ظل الظروف العاديّة أو الطارئة، موضحة أن دولة قطر عملت منذ عدة سنوات على تسخير التكنولوجيا لتطوير عملية التعليم وضمان استمراريتها ومواكبتها لمُتطلبات وتحديّات العصر. وأشارت إلى آليّة العمل للتعليم عن بُعد التي وضعتها وزارة التعليم والتعليم العالي، كما قامت بتفعيل المنصات الإلكترونيّة الخاصّة بذلك، مع العمل على مراعاة شمولية التعليم لجميع الطلاب في عملية التعلم عن بُعد بمن فيهم الطلبة من ذوي الإعاقة بجميع فئاتهم. ولفتت سعادة السفيرة الشيخة علياء آل ثاني إلى أن دولة قطر لم تغفل توفير أجهزة حاسوب محمولة وأجهزة لوحيّة لبعض فئات الطلبة في حال عدم توفرها لضمان عدم ترك أحد خلف الركب في عملية التعليم عن بُعد. وعلى المستوى الدولي، نوّهت سعادة السفيرة بالجهود التي كثفتها دولة قطر لتقديم المساعدات الإنمائيّة والإغاثيّة التي تأخذ بعين الاعتبار أولوية التعليم وأهمية الوصول إلى التكنولوجيا في عمليات التعلم، وذلك من خلال المساعدات التنمويّة التي يقدّمها صندوق قطر للتنمية الذراع التنفيذية للحكومة في أنحاء مختلفة من العالم، والتي تواكب التحديات الناشئة في ظل الظروف الصعبة التي تسببت بها إجراءات التباعد الاجتماعي، والحجر الصحي وإغلاق المدارس. وأشارت إلى المؤسسات القطريّة ومنها مؤسسة التعليم فوق الجميع التي تعمل على استحداث برامج رياديّة لتيسير عملية التعليم عن بُعد في المنازل، ومنها الاستجابة الطارئة المُبكرة للمؤسسة بتجميع مصادر للتعلم عن بُعد بلغات مختلفة من أجل مُساعدة الآباء والأوصياء في عملية التعلم عن بُعد وتيسيرها. كما لفتت سعادتها إلى أن وزارة الخارجية القطريّة بالتعاون مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المُجتمع قامتا بتنظيم النسخة الشبابيّة الثانية لمنتدى الدوحة في شهر نوفمبر 2019، الذي تم فيه إطلاق نقاشات مُعمقة حول القضايا الراهنة التي تهم الشباب، حيث وفّر المنتدى منبراً مفتوحاً للشباب للتعبير عن آرائهم بشأن القضايا المُعاصرة ومنها قضايا السلام والأمن، وذلك تمهيداً لانعقاد منتدى الدوحة الذي عُقد في شهر ديسمبر 2019. ومضت سعادة السفيرة تقول في بيانها، إن «مكافحة جائحة «كوفيد-19» تتطلب، إلى جانب التعاون والتضافر على المستوى الدولي، توفير بيئة آمنة وإزالة كافة العقبات والظروف التي من شأنها أن تحول دون استجابة قوية وفعّالة، وكذلك تتطلب تفعيل ودعم الدور المحوري للشباب في هذه الاستجابة». وأكدت في هذا السياق على دعم دولة قطر للنداءات الأمميّة الداعية لوقف إطلاق النار في مناطق النزاعات، والذي من شأنه أن يُتيح الفرصة للتركيز على الجهود الرامية للتصدي لجائحة «كوفيد-19». وجددت تأكيد دولة قطر على الدور المحوري للشباب في عمليات السلام الذي أجمع عليه المُجتمع الدولي قبل خمس سنوات عند اعتماد قرار مجلس الأمن 2250 (2015) وعلى دورهم الهام في تفعيل النداءات الأمميّة لوقف إطلاق النار. كما أعربت سعادتها عن سرور دولة قطر باستضافة، بالتعاون مع مكتب المبعوثة الخاصة للأمين العام المعنية بالشباب، المؤتمر العالمي رفيع المستوى حول مسارات السلام الشاملة للشباب. وأوضحت أن عقد المؤتمر يأتي في إطار مواصلة الجهود والبناء على إنجازات المؤتمر الدولي الأول حول مشاركة الشباب في مسارات السلام الذي عُقد في هلسنكي في العام 2019. وفي هذا الإطار، أعربت سعادتها عن تقديرها لشركاء دولة قطر، فنلندا وكولومبيا ومكتب مبعوثة الأمين العام المعنيّة بالشباب على جهودهم وتعاونهم في التحضير لعقد المؤتمر المُقبل، الذي يأتي لإحياء ذكرى مرور خمس سنوات على اعتماد قرار مجلس الأمن 2250 ومرور 20 عاماً على اعتماد قرار مجلس الأمن 1325، وكذلك مرور 25 عاماً على اعتماد إعلان ومنهاج عمل بيجين، حيث سيركز المؤتمر ضمن مواضيع أخرى على مشاركة النساء الشابات في عمليات السلام، سواء من خلال حلقات النقاش، أو من خلال مراعاة المساواة بين الجنسين في كافة مراحل الإعداد للمؤتمر وتنفيذه ومُتابعة مُخرجاته. وجددت سعادة السفيرة في ختام بيانها التأكيد على التزام دولة قطر بمواصلة جهودها لتوفير البيئة المُحفّزة لمشاركة الشباب في عملية التنمية، وتقديم الدعم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لتمكينهم من المساهمة بفعالية في بناء السلام والانخراط بشكل فعّال في الجهود الرامية لمواجهة التحديّات التي يواجهها عالمنا اليوم.
مشاركة :