حوار - هناء صالح الترك:كشف البروفسور حسن السيد مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر،عن إنجاز المعهد لمشروع مؤشر رفاه العمال في قطر وسيتم الإعلان عنه في مطلع شهر مايو القادم هذا بالإضافة إلى تنفيذ مشروع مع وزارة المواصلات والاتصالات ومشروع مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية وآخر مع معهد الدوحة الدولي للأسرة. وقال مدير المعهد في حوار خاص لـ الراية إن المعهد يقدم دراسات مسحية أكاديمية تشمل المواطنين والمقيمين، وبناء قدرات البحث الجامعي وإنتاج قاعدة من البيانات المسحية وتحديد الأولويات الوطنية والتخطيط على أساس علمي في القطاعات الاجتماعية والصحية وتقديم الدعم والمشورة في تصميم الدراسة المسحية وجمع البيانات موضحاً أن الأبحاث تشمل مجالات التعليم والثروة الاجتماعية والصحة والعمل. وقال إن الدراسات التي يقدمها المعهد تقوم بسد فجوة معرفية هامة فيما يتعلق بدراسة وتحليل ومراقبة الظواهر الاجتماعية المختلفة وتقييم أثر التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على المجتمع القطري بشكل عام. وحصل الدكتور حسن السيد حديثا على درجة الأستاذية في القانون من جامعة قطر، وبذلك يكون أول قطري يحصل على درجة أستاذية في القانون. وفيما يلي نص الحوار: • ماهي استراتيجية المعهد والخدمات التي يقدمها؟- نحن جزء لا يتجزأ من جامعة قطر، وأهداف المعهد وخطته العامة تخضع لاستراتيجية الجامعة والأهداف المقررة فيها،ويقدم المعهد للطلاب على مستوى البكالوريوس وطلبة المشاريع الخاصة بالتخرج، والماجستير أكثر من خدمة أحدها عن طريق العيادة المسحية بحيث يتم منحهم الأساسيات العلمية المطلوبة لعمل استبيانات والأسئلة وتحديد العينات وغيرها مما يساعد على جودة أبحاثهم وتوافقها مع أصول البحث العلمي، والعيادة المسحية تفتح أبوابها كل خميس للطلبة واحيانا كثيرة يأتي الأساتذة للاستفادة والاستفسار عن بعض الجوانب العلمية لإعداد المسوح وتحليل البيانات وغيرها، علاوة عن أن المعهد يتيح للباحثين وللطلبة الاستفادة من البيانات الإحصائية العديدة والدراسات المسحية ليتم البناء عليها في إعداد بحوثهم ومشاريعهم، وكذلك يرحب المعهد دائما بالطلبة في العمل الميداني للاستفادة منها بربط الجانب النظري بالجانب العملي وإكساب المهارات. • ما هي مجالات البحوث التي يتخصص بها؟- أنشئ معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية في جامعة قطر عام 2008 ويقوم المعهد بدراسات مسحية أكاديمية تشمل المواطنين والمقيمين. وتشمل الأبحاث مجالات متعددة مثل التعليم، الثروة الاجتماعية والعلاقات بين مختلف مكونات المجتمع، الصحة العامة، العمل وقضايا العمال، ودراسات في منهجيات البحوث المسحية. كما أسس المعهد وحدة للسياسات وهي مكّملة للشق البحثي، حيث تعمل على تقديم مقترحات السياسات المبنية على البيانات المسحية وغيرها لدعم صناع القرار، والمسؤولين الحكوميين، والصحفيين وغيرهم بمعلومات رصينة ورؤى متكاملة حول مختلف القضايا. أهداف المعهد• ما هي أهداف المعهد؟ والخدمات التي يقدمها؟- يهدف المعهد إلى بناء القدرات في الجامعة فيما يخص منهجية البحث. وإلى إنتاج قاعدة من البيانات المسحية التي يمكن الاستعانة بها في وضع السياسات، وتحديد الأولويات الوطنية، والتخطيط على أساس علمي في القطاعات الاجتماعية والصحية والاقتصادية وغيرها. وينفذ المعهد دراسات حسب الطلب لمختلف الجهات الراغبة في الحصول على بيانات علمية حول خدماتها أو برامجها أو قضايا عامة، ويوفر التدريب في مجال البحوث المسحية ذات الصلة بالقضايا التي تهم المجتمع. وتقديم الدعم والمشورة في تصميم الدراسة المسحية وجمع البيانات والتحليل الإحصائي من خلال العيادة المسحية. كما يوفر فرصا تدريبية لطلاب الدراسات العليا. • ما أهمية بحوث المعهد للمجتمع القطري؟- توفير معلومات دقيقة لصانعي القرار. الأبحاث التي يقوم بها المعهد تكون أحيانا لصالح جهات حكومية أو خاصة بشكل مباشر لمساعدتهم في تغيير سياسة أو تطبيق سياسة، أو الارتقاء بمشروع أو خدمة معينة. وتقوم الدراسات بسد فجوة معرفية هامة فيما يتعلق بدراسة وتحليل ومراقبة الظواهر الاجتماعية المختلفة وتقييم أثر التغيرات الاجتماعية والاقتصادية على المجتمع القطري بشكل عام. مشاريع قائمة• ما هي أهم المشاريع القائمة؟- مشروع مع وزارة المواصلات والاتصالات وسيتم فيه جمع البيانات عن طريق المقابلات الشخصية، مشروع مع وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية وسيتم فيه جمع البيانات عن طريق الهاتف بالإضافة لمعهد الدوحة الدولي للأسرة وسيتم فيه جمع البيانات عن طريق المقابلات الشخصية. وقد تم إنجاز مشروع قطر في مواجهة الحصار، وسيعلن قريبا عن إنجاز مشروع مؤشر رفاه العمال، ومشروع الهوية الوطنية، ومشروع جودة المسوح إلى جانب مشروع الصحة النفسية للمرأة أثناء الحمل، وقد تم إنجاز أغلب هذه المشاريع من ناحية جمع البيانات وبعضها في طور التحليل وكتابة التقارير الخاصة بها واستخلاص ملخصات السياسات المتعلقة بها ومعظم المشاريع تمول ذاتيا من المعهد والجامعة وبعضها يحصل على دعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. مقابلات هاتفية• ما هي آلية جمع البيانات؟ وعلى أي أساس يتم اختيار الشخص في العينة؟- يتم جمع البيانات عن طريق المقابلات الهاتفية أو وجها لوجه بالإضافة إلى المجموعات البؤرية والاستبيانات الإلكترونية. ويتم تصميم إطار عينة يشمل جميع الوحدات السكنية في قطر ويتم من خلاله اختيار عينة تتوافق مع احتياجات الدراسة التي ننوي القيام بها، أما بالنسبة للهاتف فتتوفر لدينا قاعدة بيانات شاملة للهواتف المحمولة في قطر. ويتم اختيار الشخص بناءً على آلية دقيقة تضمن أن تكون مواصفات العينة متوافقة مع مواصفات المجتمع القطري بشكل عام ونحرص على استبعاد الأشخاص الذين شاركوا معنا في مسح ما مؤخراً من الاختيار مرة أخرى في العينة في أوقات متقاربة. • كيف يتم التعامل مع المعلومات؟ هل هي سرية؟- يتم توقيع جامعي البيانات على بنود وشروط العمل والتي تتضمن فقرة مفصلة عن سرية المعلومات.ولا يمكن لأي باحث أو أي جامع للبيانات أن يحتفظ بالمعلومات التي يجمعها من أفراد العينة. يحمل كل باحث جهازا مرتبطا بشكل مباشر مع الخادم أو «السيرفر» الخاص بالمعهد ولا يمكن العودة إلى هذه المعلومات بمجرد تسجيلها من قبل الباحث. نحن حريصون على عدم مشاركة المعلومات بأي حال مع أي طرف آخر.قبل تحليل البيانات يتم إزالة أي إشارات شخصية مثل رقم الهاتف أو الاسم أو العنوان وبالتالي لا يمكن العودة إليها من قبل الباحثين لاحقاً. • ما الذي يجب فعله في حال رفض أي شخص المشاركة في الدراسة؟- جميع الباحثين مدربون بشكل كبير للتصرف مع حالات الرفض بما يتوافق مع ثقافة مجتمعنا وعاداته. الإلحاح من قِبل جامع البيانات مرفوض تماماً، الآلية هي أن يسأل الباحث في البداية عن مدى تناسب الوقت مع أصحاب الوحدة السكنية، ويقوم بتسجيل موعد آخر في حال عدم مناسبة الوقت. ونحن نحرص على التواصل مع المجتمع القطري عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام ونضع الآن خطة لتعزيز تواصلنا والتوعية بمشاريعنا المسحية وعملنا الميداني يتم أخذ موافقات وتصريحات من وزارة الداخلية لضمان سير العمل بشكل سلس. • أين يتم نشر هذه الأبحاث؟- كل بحث ينفذه المعهد يكتب عنه تقرير ملخص ينشر باللغتين العربية والإنجليزية وتنشر من خلاله أوراق علمية في أفضل المجلات العلمية عالمياً، كما تصدر ملخصات السياسات التي تصاغ بشكل يناسب صناع القرار في القطاعات المختلفة. • كلمة أخيرة تحب أن توجهها؟- أود أن أشكر الآلاف من العائلات والأفراد الذين تعاونوا معنا واستقبلوا باحثينا وبذلوا الجهد والوقت في الارتقاء بالبحث العلمي في قطر من خلال مشاركتهم في الدراسات المختلفة، وننوه هنا أن نسبة الاستجابة في قطر أعلى بشكل ملحوظ من مثيلاتها في دول أخرى مما يدل على حرص أهل هذا البلد على البحث العلمي والتفاعل الإيجابي مع جهود التطوير المختلفة، وأؤكد أن أبوابنا مفتوحة للجميع للاستفادة من البنك الضخم للبيانات التي تتوفر لدينا حول مختلف الظواهر الاجتماعية والاقتصادية ونرحب بأي شخص يود أن يستفيد من هذه البيانات أو يتعرف على طبيعة عملنا وفريق العمل المتنوع الذي يعمل ليل نهار لإنجاز بحوث عالية الجودة.
مشاركة :