لا أبالغ إذا قلت: إن الحراك الرياضي الذي أوجدته الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي آل الشيخ، قد رفع سقف الطموح لدى كثير من المشجعين والمتابعين والنقاد، كيف لا ونحن نشاهد أحداثاً وتطورات شبه يومية، ونعيش تغييرات وتغيرات مستمرة تحدث في كل زاوية من زوايا رياضتنا، فالحراك كبير والتغيير شامل والتطور على الأصعدة كافة، ويكفينا القول إنه خلال ثمانية أشهر استضافت وستستضيف المملكة خمس بطولات عالمية ومتنوعة، كما أنشئ أكثر من عشر اتحادات رياضية جديدة، وحصل تغيير جذري في التركيبة الإدارية للأندية، وتطوير جوهري لكثير من اللوائح والأنظمة، مما جعل العمل أسهل والإنجاز أسرع. وكل ما تحقق من تغيير وتطوير ونتائج سريعة في وقت وجيز، رفع سقف الطموح لدي لأقصى الدرجات بأن أهم وأعظم مشروع رياضي مرتقب بات على الأبواب، وهذا المشروع هو التخصيص الذي نتطلع أن يتم تطبيقه في العام المقبل، لاسيما وأن أكثر من 90 % من إدارات الأندية مكلفة برئاسة أنديتها لمدة عام واحد، وهذا مؤشر كبير على أن هيئة الرياضة ممثلة في الرئيس وفريقه التطويري يرتبون لشيء قد يفاجئ المجتمع الرياضي ببشرى تطبيق التخصيص في القريب العاجل، وهذا أمر إن تم كما هو متوقع فإن رياضتنا ستنتقل إلى مرحلة جديدة من الاحترافية والتنظيم والتأثير الإيجابي في الاقتصاد السعودي. وكل ما يخشاه كاتب هذه السطور هو أن تؤثر بعض التصرفات الفردية، من بعض الأشخاص على العمل الجبار لهيئة الرياضة، وأعني تحديداً بعض رؤساء الأندية الجدد الذين طالبوا ويطالبون بإلغاء ميثاق الشرف بين الأندية، وهذا ربما يعيدنا للمربع الأول الذي أضر كثيراً برياضتنا عبر المزايدات والمناكفات الإعلامية التي ساعدت على تفاقم الديون وتقييد الأندية بتكاليف إضافية ليست مدروسة، وهذه الممارسات ربما تؤخر تطبيق مشروع التخصيص الذي يعتبر بالنسبة لي حلماً، ولرياضتنا مطلباً، إذ إن أنديتنا ستصل عن طريقه لأعلى درجات الاحترافية وستمارس أنواع الشفافية، وستعيش الاستقلالية المطلقة التي ينشدها الجميع وتسعى لها القيادة الرياضية. وكلي أمل في رئيس هيئة الرياضة وهو الرجل المُنْجِز والحاسم، أن يكون تطبيق التخصيص هو الهدف الرياضي الأول والأهم، وأن يكون العام 2019، هو عام التطبيق الفعلي لمشروع التخصيص، وهذا أمر ليس صعباً على قائد ملهم غيّر خارطة الرياضة السعودية في ظرف ثمانية أشهر، ورفع من سقف طموحاتنا حتى لامست عنان السماء، لذلك سآمل وأطمح وأتوقع كل ما هو جميل لرياضتنا فثقتي في تركي آل الشيخ كبيرة وكبيرة جداً.