ناقش عدد من الخبراء المشاركين في ورشة العمل الدولية عن مكافحة التصحر والطرق المبتكرة في إدارة المناطق الجافة التي تنظمها وزارة البيئة والمياه والزراعة في الرياض حاليا موضوعا حيويا هاما يركز على الابتكارات في إدارة البيئة المالحة واستخدام الموارد المتجددة، وأكدوا أن المملكة تتمتع بسواحل مهمة تنمو فيها أشجار مائية تشجع على استصلاح الأراضي الساحلية مما يسهم في أن تكون مناطق صالحة للاستيطان، خصوصا أن الدراسات أشارت إلى أنه بحلول 2050 سوف يحتاج العالم إلى أكثر من 70 مليون هكتار من الأراضي تكون صالحة للزراعة وإنتاج منتجات غذائية مفيدة.وأشاروا إلى أن 20% من الزراعة تعتمد على المياه المالحة مما سيسهم في طرح استثمارات زراعية تعتمد على المياه المالحة بقيمة تقدر بنحو 27 مليار دولار، إضافة إلى أن التركيز على البيوت الشبكية والاعتماد على المياه المالحة في الزراعة سيقلل من استهالك الطاقة والمياه العذبة وقد أثبتت نجاحها من خلال عدد كبير من المنتجات الزراعية .وقال مدير مركز أبحاث البحر الأحمر بجامعة كاوست في ثول كارلوس دوارتي في ورقة بعنوان "المانغروف العربي: فرصة لتخضير السعودية مع تقديم منافع متعددة في الوقت نفسه"، إن البحر الأحمر يتمتع بطبيعة خالقة وفيه أشجار ونباتات مائية تعيش في المياه المالحة ومن أهمها المانغروف الذي يسهم في الحد من تغيرات المناخ، موضحا أن السعودية تتمتع بسواحل على البحر االحمر والخليج العربي تنمو فيها أشجار كثيرة تساعد على امتصاص الكربون من التربة وتساعد على أن تكون صالحة للاستيطان وللزراعة.من جهته قال مدير البحث والتطوير وأبحاث الري والزراعة بالمياه المالحة في هولندا أرجن دي فوس في ورقة بعنوان "الزراعة المالحة حل عملي لمشكلة عالمية" إن الزراعة في المياه المالحة ستسهم في زيادة المنتجات الزراعية والاستفادة من الأراضي التي هجرها المزارعون وتشجع على استصلاح الأراضي الساحلية، خصوصا أن الدراسات أشارت إلى أنه بحلول 2050 سيحتاج العالم إلى أكثر من 70 مليون هكتار من الأراضي تكون صالحة للزراعة وإنتاج منتجات غذائية.ولفت الانتباه إلى أن 20% من الزراعة في العالم تعتمد على المياه المالحة حاليا مما سيسهم في طرح استثمارات زراعية تعتمد على المياه المالحة بقيمة تقدر بنحو 27 مليار دولار.وقالت ديونيسيا ليرا من مجموعة الإمارات البيئية في ورقتها التي بعنوان "الخبرة الميدانية متعددة السنوات للمركز الدولي للزراعة الملحية في تطبيق أنظمة الزراعة المستدامة لتعزيز الأمن الغذائي في البيئات الصحراوية" إن الاعتماد على البيوت المحمية (الزجاجية والشبكية) ساهم في الإنتاج الزراعي ثلاث مرات في الموسم الواحد، موضحة أن هذا النوع يقلل من استهلاك المياه والطاقة وقد نجحت السعودية في ذلك.وقال مانع أبو دراهم من وزارة البيئة والمياه والزراعة في ورقة بعنوان "حصاد االمطار وتنمية وتعظيم الاستفادة من المياه المعالجة" إن الاستدامة في المملكة حددت بدرجة واضحة في رؤية 2030 وإن المياه المتجددة الجوفية تقع في الدرع العربي بحجم يقدر بنحو 8.3 مليار متر مكعب، مشيراً إلى أن محطات معالجة المياه انتجت في العام الماضي نحو 56.1 مليار متر مكعب وتسعى السعودية الى رفعها حتى تصل 5.2 مليار متر مكعب حسب الاستراتيجية الوطنية، مضيفاً أنه تم اجراء بحوث على تقنيات المعالجة الحيوية واتضح ان ذلك يسهم في خفض التكاليف بنحو 40 في المئة .من جهة أخرى قال عبدالله بوطبية مستشار إدارة التخطيط والتطوير بالمؤسسة العامة للري في ورقة بعنوان "تجربة المؤسسة العامة للري في استخدام مصادر مياه غير تقليدية لحماية الزراعة المروية ومكافحة التصحر في واحة الأحساء" إن هناك أكثر من عشرة آلاف هكتار أراض زراعية في الأحساء يتم زراعة عدد كبير من المنتجات فيها ومن أهمها النخيل الذي ينتج سنويا نحو 125 ألف طن، وهناك أكثر من ست محطات لإعادة معالجة المياه في الاحساء في الوقت الذي نخطط فيه الى الاعتماد الكلي على استخدام المياه المعالجة ثلاثيا.وأكد أن المؤسسة تراقب المياه المعالجة بشكل يومي وتجري عليها البحوث والدراسات والتقارير الدورية وقد اثبتت تلك الدراسات سلامتها من جميع الجوانب من أملاح وبكتيريا وغيرها، إضافة إلى سلامة الخضراوات المروية بتلك المياه حيث هناك اكثر من 87 % من المزارعين يتقبلون استخدام المياه المعالجة في مزارعهم.وقال مدير البيئة المركزي من شركة معادن الألمنيوم محمد عبدالعزيز الأحمري في ورقة بعنوان "هندسة المعالجة الطبيعية للمياه في شركة معادن الألمنيوم" إن أسباب التصحر يعود الى انحسار الغابات والرعي الجائر، لافتا الى ان شركته قامت بمعالجة مياه الصرف وتم إنتاج 75 الف جالون من المياه يوميا مما يخفض من استخدام المياه بشكل عام، مشيراً إلى أن لدى الشركة نحو 185 ألف متر مكعب من المياه يتم معالجتها مما يوفر 5000 متر مكعب من المياه يوميا وهي مياه صديقة للبيئة تؤدي إلى ميزات اقتصادية، موضحا أن معالجة المياه توفر نحو 5.8 مليار.وتولى المدير الوطني الصيني للتصحر تو زايفانج تقديم ورقة عمل عن "إعادة تأهيل المراعي والغابات ومقاومة التصحر" استعرض فيها تجربة الحكومة الصينية في مكافحة التصحر، وأشار إلى أن هناك 19 منطقة محمية جرى إنشاؤها بهدف حماية البيئة من التصحر، مؤكداً أن في الصين نحو 103 منتزهات وطنية في المناطق الصحراوية، مشددا على منع البناء والأنشطة البشرية في تلك المناطق، وهناك سياسات لمحاربة التصحر ولدينا العديد من اللجان والاقسام كما ان هناك دعما تقنيا وأكثر من 20 لجنة للحد من التصحر وهذه زادت من حماية الموارد الطبيعية، مضيفا أن في الصين قانون لحماية البيئة من التصحر.تلا هذه الجلسة ثلاث ورش عمل تناولت موضوع "الزراعة الملحية"، وأدارها الدكتور ارجن دي فوز، وقال إن التحديات الأكثر تأثيرًا على إدارة الزراعة الملحية، هي اختيار أنواع أو أصناف النباتات المناسبة لإنتاج اقتصادي في زراعة الأراضي الجافة والمالحة وأن إدارة المخاطر للري المالح على التربة، وعلى البيئة الدقيقة والكلية يعتبر متطلبا سابقا للزراعة الملحية.وناقشت الورشة الثانية "إعادة تأهيل المراعي والغابات" والتي أدارها مارك ستافورد، التقنيات المرشحة لتكون الأكثر قابلية لزراعة المراعي الواسعة النطاق، فيما جاءت الورشة الثالثة بعنوان "مقاومة التصحر" وأدارها أنيت كاوي، لتتناول أفضل الممارسات والطرق الدولية لمراقبة التصحر وأحدث التقنيات المتقدمة للاستشعار عن بعد للتصحر وأفضل البرامج القائمة للأحزمة الخضراء وأهم النتائج التي تم الحصول عليها في هذا المجال والآثار البيئة والمجتمعية والاقتصادية لانعكاسات الأحزمة الخضراء.
مشاركة :