أعلنت قوات النظام السوري، أمس، سيطرتها الكاملة على منطقة القلمون الشرقي مع إجلاء آخر دفعة من مقاتلي المعارضة منها، في وقت واصلت قوات النظام هجومها العنيف على مواقع تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك وأحياء جنوب العاصمة دمشق، وكثفت عمليات القصف الجوي والمدفعي، واستقدمت تعزيزات إضافية؛ بعد تلقيها خسائر كبيرة خلال محاولتها اقتحام مخيم اليرموك وحي القدم.واستعادت قوات النظام رسمياً السيطرة على منطقة القلمون الشرقي في شمال شرق العاصمة، بعد أحد عشر يوماً من استعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. وأفاد التلفزيون السوري، أمس، عن «انتهاء عمليات إخراج المسلحين مع عائلاتهم من بلدات القلمون الشرقي؛ لتصبح المنطقة خالية من المسلحين». وقال، إن قوى الأمن الداخلي دخلت، الثلاثاء والأربعاء، إلى الرحيبة وجيرود؛ حيث رُفع العلم السوري في الساحة الرئيسية. ومنذ السبت، نقلت عشرات الحافلات آلاف المقاتلين مع عائلاتهم من الرحيبة وجيرود والناصرية إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري. وذكر المرصد السوري أن عدداً كبيراً من هذه الحافلات وصل إلى منطقة عفرين شمال غربي سوريا؛ الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا؛ بعد طرد «وحدات حماية الشعب الكردية» منها. وقالت مصادر في المعارضة، إن المقاتلين وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم من القلمون الشرقي أقاموا في مخيم للنازحين في بلدة جنديرس، على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وفي جنوب العاصمة، رفض تنظيم «داعش» إجلاء مقاتليه وفق المرصد، ما أدى إلى شنّ قوات النظام حملة قصف عنيفة على آخر معقل للتنظيم في جنوب دمشق يضمّ مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، والأحياء المحاذية له؛ وهي: الحجر الأسود والقدم والتضامن. ومنذ 19 إبريل/نيسان، تشنّ القوات السورية قصفاً جوياً ومدفعياً ليلاً ونهاراً على مخيم اليرموك. ويردّ المسلحون بقصف مدفعي وصاروخي على الأحياء الموالية للنظام في حين تدور معارك بين الطرفين على الأرض. وبحسب المرصد، هناك نحو ألف مسلح في آخر معقل لتنظيم «داعش» وسقوطه سيسمح للنظام بالسيطرة على كامل العاصمة ومحيطها للمرة الأولى منذ 2012. ومنذ الخميس، قُتل 61 عنصراً من قوات النظام وحلفائها و49 عنصراً من تنظيم «داعش» إضافة إلى 19 مدنياً، بحسب حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري. وقال مصدر ميداني يقاتل مع القوات الحكومية، إن قوات يقودها العميد سهيل الحسن المعروف ب»النمر»، وصلت إلى منطقة سبينة جنوب العاصمة؛ حيث تم تكليفه بقيادة العمليات، وبدأ بوضع الخطط العسكرية؛ للسيطرة على أحياء الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك، التي تخضع لسيطرة مسلحي تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» وفصائل معارضة أخرى. وأكد المصدر «أن استدعاء قوات النمر جاء بعد فشل مقاتلي الفرقة الرابعة بعد ستة أيام من العمليات العسكرية في السيطرة على أحياء جنوب دمشق». وأفادت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية بمقتل 13 عنصراً من القوات الحكومية خلال محاولة اقتحام مخيم اليرموك، أمس، وأكدت مصادر في المعارضة السورية مقتل القيادي في لواء «ذو الفقار» الإيراني حيدر نعمة خلال معارك مخيم اليرموك، إلى جانب سقوط 30 قتيلاً خلال محاولة اقتحام المخيم، كما دمرت ست دبابات على جبهتي المخيم وحي القدم. (وكالات)
مشاركة :