أعلن مسؤول الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة، أمس، أن الجهات المانحة لسوريا جمعت خلال مؤتمرها في بروكسل تعهدات بمستوى 4,4 مليار دولار (3,6 مليار يورو) من المساعدات لعام 2018، فيما دعا الاتحاد الأوروبي روسيا وإيران إلى الضغط على النظام السوري؛ للدخول في محادثات؛ لإنهاء الحرب الدامية في البلاد، في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، من أن تتحول سوريا إلى أكبر تهديد دولي.وقال مارك لوكوك خلال مؤتمر صحفي «أتوقع الحصول بنهاية النهار على تعهدات للعام 2018 بمستوى 4,4 مليار دولار». وتابع «إنها بداية جيدة، حتى لو أننا كنا نتمنى المزيد»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة التي تعد من كبار المانحين، لم تحدد بعد قيمة التزامها، محذراً «سيترتب علينا القيام بخيارات». وكان منظمو المؤتمر يأملون في جمع تسعة مليارات دولار (7,3 مليار يورو) للعام 2018، وقدرت الأمم المتحدة حاجاتها ب3,5 مليار دولار (2,8 مليار يورو) للمساعدات الإنسانية في سوريا، و5,6 مليار دولار (4,5 مليار يورو) لمساعدة اللاجئين في دول الجوار. وقال المسؤول، إن المبالغ التي قطعت وعود بها ليست ضئيلة، وسنحصل على وعود إضافية بحلول نهاية السنة. وقادت لندن وبرلين التعهدات، أمس، فقد أعلنت بريطانيا عن تقديم 450 مليون جنيه استرليني (630 مليون دولار) لعام 2018 و300 مليون جنيه لعام 2019، بينما قالت ألمانيا إنها ستتبرع بأكثر من مليار يورو. وأوضح لوكوك بهذا الصدد، أن «الوعود للسنة 2019 وما يليها تبلغ 3,4 مليار دولار». ومن جهته، شدد جوتيريس، على استعداد الأمم المتحدة من أجل المساعدة على إنهاء الحرب في سوريا. ولفت خلال كلمة ألقاها، أمس، من بروكسل، إلى أن أكثر من 13 مليون سوري يعيشون في ظروف قاسية، في حين يعيش 6 ملايين ونصف المليون خارج بلادهم. كما حذر من احتمال أن تصبح سوريا أكبر مكان يهدد السلم الدولي؛ بسبب عدد الميليشيات المنتشرة فيها. وأكد أيضاً أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا. وأضاف: «يجب أن تكون سوريا موحدة وغير مقسمة».من جهة أخرى، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي: «إن الحليفتين الرئيسيتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، (موسكو وطهران)، عليهما واجب المساعدة في وقف الحرب، التي دخلت عامها الثامن». وقالت فيديريكا موجيريني لدى وصولها إلى الاجتماع السابع من نوعه «نريد من روسيا وإيران بشكل خاص ممارسة الضغوط على دمشق؛ لتقبل بالجلوس إلى الطاولة تحت رعاية الأمم المتحدة». وأضافت: «نعتقد أن السلام الوحيد الدائم الذي يمكن أن يكون في سوريا يجب أن يرتبط بعملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة». ودعت موجريني، مجدداً إلى الحوار؛ للتوصل إلى حل في سوريا. وقالت: «لسنا سذجاً فمحادثات السلام في سوريا لن تكون سهلة». وأضافت: «يجب التحرك فوراً؛ من أجل تحقيق حل سياسي؛ لجعل السوريين يربحون السلام، سوريا ليست لوح شطرنج بين الدول». وكان السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، أعلن أنه كان يتعين منح دعوة لممثلين عن الحكومة السورية، لحضور المؤتمر. وقال تشيجوف للصحفيين، لدى وصوله إلى اجتماع بروكسل، «أعتقد أنه خطأ، كان يجب دعوتهم». وأضاف «إننا نتحدث بشأن تلبية احتياجات الشعب السوري؛ لذلك كان يتعين وجود شخص ما؛ يمثل الشعب السوري». (وكالات)
مشاركة :