عقوق الآباء للأبناء

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

هل شخصية وتصرف آباء اليوم تختلف عن شخصية وتصرف أباء الامس؟ سؤال استوقفني كثيرا بعد كثرة الشكوى والتذمر من قبل الأبناء حول غياب دور الأب في المنزل، وأن شخصية والدهم بالخارج مع أصحابه مختلفة عنهم. يقولون والدهم في المنزل مجرد أوامر ونواهي وانهم يفتقدون ابتسامته وصحبته. فليس فقط الآباء هم من يشتكون من عقوق الأبناء، فللأسف هناك عقوق الآباء تجاه الأبناء. وهذه شكوى الجيل الجديد، أما نحن جيل الطيبين لم نعاني غياب دور الأب في المنزل بل العكس صحيح، كان الأب كثير التواجد بالمنزل ومع العائلة. وللأب شخصيته وهيبته داخل المنزل وخارجه. كان الآباء يحرصون على بناء جيل رجال ثان بعدهم يسندون اليهم المهمات المنزلية وغيرها منذ صغر الأبناء ولذلك كانوا يحرصون على ملازمة أبنائهم معهم في المجالس والدواوين لكي يتعلمون علوم الرجال في المجالس وأدب التخاطب مع الشيخ الكبير واحترام الضيف وغيره من اخلاقيات الرجولة والغيرة على حرمة البيت والجيران وحتى الوطن. فلا نستغرب من زواج الولد في سن مبكرة في ذلك الوقت لأنه يحمل كل معاني الرجولة قبل البلوغ. وهو بعمر الطفولة يعامل كرجل له هيبته واحترامه، فهو لأخته العزوة والسند والذخر وللأخ العضيد والمحزم وللأم هو العز والكرامة وللأب هو والمساعد واليد اليمنى ورجل البيت في غياب الأب، هكذا هي تربية الأولاد وحتى في الفريج والحي كان الأولاد هم الحماة عن جيرانهم ومنطقتهم. في ذلك الوقت كانت تربية الأبناء تربية تهيئهم لكي يكونوا رجالا وآباء لهم هيبتهم واحترامهم وهذه هي الأسرة ودورها الكبير في التوعية وتربية النشأ. وعلى النقيض ما نراه اليوم وللأسف الآباء يبعدون اولادهم عن مخالطة أصحابهم وعن تجمعاتهم وأغلب الدواوين تمنع وجود الأبناء معهم بحجة صغر العمر وأن هناك مواضيع يتكلمون فيها لا يجوز وجود ولد صغير. ومن هنا غاب الولد عن ديوان والده وعن مصاحبة الرجال فغيابهم عن بيئة ذكورية رجولية وانطوائهم بالمنزل مع العابهم الالكترونية افقدهم الكثير من الاخلاقيات والقيم العادات والتقاليد وغيب دورهم في المجتمع فأصبح جيل الشباب يعاني من الفراغ وما ادراك ما عواقب الفراغ على الشباب. ونأتي إلى دور الأب في تربية ولده تربية المسؤول والرجل الثاني في المنزل، نجد الأب بمساعدة الأم يقومان بإلغاء هيبة الأخ أمام أخته خوفا على مشاعر الأخت واحراجها أمام صديقاتها فعندما يغار الأخ على أخته ويمنعها من الخروج بسبب لبسها أو مكياجها أو يغضب عندما تأتي متأخرة، يعتقدون ان كلمة الأخ على أخته تعتبر تدخلا في خصوصياتها وأن الحياة العصرية ترى هذا التصرف رجعية والنتيجة تكون ابتعاد الولد عن عائلته منعا للمشاكل ويكون عالمه هو اصحابه واجهزته الإلكترونية. ونرى ظهور جيل من البنات صغار السن وفي عمر المراهقة ينمن خارج المنزل عند صديقاتهن ويسافن في نهاية الأسبوع ولا تحترم لديهن كلمة وغيرة الأخ ونجدهن ضاربات بالعادات والتقاليد والعائلة بعرض الحائط. فمن أمن العقوبة والرقابة أساء الأدب من وجهة نظري ارجع انفلات هذا الجيل من البنات لغياب دور الأخ الذي هو الصديق والعضيد والغيور على أخته والذي يعتبر مساندا للأب في ادارة شؤون المنزل.  ان الدور الذي كان يقوم به الآباء في السابق في التربية وبناء نشء وجيل يعتمد عليه في بناء دولة مختلف جدا عن دور الذي يقوم فيه الآباء هذا اليوم، فآباء اليوم بحاجة لدروس كثيرة جدا من آبائنا، فلا نقول إن الحياة تغيرت وإن اليوم غير عن السابق. فمعايير التربية الأسرية ثابتة لا تتغير لأن مصدرها الدين الاسلامي والعادات والتقاليد والتي كانت ثمارها أنها ولدت لنا رجال دولة وسياسة وقادة ورجال دين حكمة وموعظة وليس رجال دين طائفيين وارهابيين. أن تربية الأجداد الصحيحة انجبت نساء تعتمد عليهن دولة كاملة أثناء غياب الرجل في رحلة الغوص وحتى بعد ظهور النفط انجبت الكويت جيلا من نساء لبسن لباس العلم والثقافة والحياء. الأسرة بوجود الرجال العقلاء الغيورين على نسائهم وعلى حرمة منازلهم وحتى حرمة جيرانهم هم ثوابت الدولة الراسخة والتي يعتمد عليها في بناء قوتها الشبابية. فلأسف شتان ما بين بعض من آباء اليوم وآباء الأمس. Najat-164@hotmail.com

مشاركة :